كُشف النقاب عن تفاعل “حيوي” يجري خلف الستائر والكواليس في إطار العلاقة بين الدولة القطرية والمكتب السياسي لحركة حماس على أساس عدم استعجال بناء أي تصوّر أو استراتيجية وعدم استعجال اتخاذ أي قرارات أو التهوّر فيها في المرحلة الحالية.
لكن مع الأخذ بالاعتبار كل المساحات المطلوبة سياسيا لإظهار مرونة يحافظ فيها القطريون على مصالح بلادهم إذا ما تحوّل التخلّص من المكتب السياسي لقيادة حركة حماس في الدوحة إلى مطلب مُلح بالنسبة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
ويبدو أن التقارير التي صدرت بكثافة حول هذا الملف الإعلامي مؤخرا ساعدت كل الاطراف على اعادة التموقع في مسالة ضمن سيناريو المتوقع فالجانب القطري تمكن من مناقشة الموضوع على خلفية تقارير الاعلام وتسريباته مع اطراف اخرى ومع قيادات في حركة حماس و المكتب السياسي في الحركة بدأ بوضع خطط خاصة لحالة الطوارئ فكرتها تقديم الشكر للقيادة القطرية ومغادرة قيادات الحركة ومكتبها السياسي أو اغلاقه في الدوحة أن تطور الأمر ولم تفلح جولات الضغط الحالية لإجراء المزيد من التفاوض حول ملف العدوان العسكري على غزة.
بمعنى آخر أصبحت حركة حماس أميل لأنها جاهزة لمغادرة الأراضي القطرية، وتعلم قيادة الحركة مسبقا بأن التصريحات التي تصدر عن الناطق باسم الخارجية القطرية تعليقا على مناورات ومناولات الإعلام الامريكي و الاسرائيلي من الطراز الذي يوحي ضمنا أن هذا الملف أي ملف وجود حركة حماس في قطر قد يفتح على مصراعيه امام كل الاحتمالات بما فيها إغلاق المكتب السياسي في الدوحة فيما هدف التصريحات الرسمية القطرية المناولة والمناورة في الزاوية الأمريكية الضيّقة.
وتعلم قيادة حماس هنا مسبقا بان عليها وضع خطة طوارئ وهي خطة موضوعة ومكتوبة بكل الأحوال عنوانها التفرّغ في أكثر من بلد ودراسة العروض المتاحة لكي يقيم قادة الحركة الكبار على الأقل مع أبناء عائلاتهم في أماكن مضمونة أمنيا.
طبعا لا يوجد فيما يبدو عروض كثيرة ولا يوجد بديل عن تجمع أعضاء المكتب السياسي والاقامة الرمزية في اي عاصمة عربية والبديل الموجود يتمثّل في طهران أو حتى بغداد فقط وهو خيار لا يرضي جميع أعضاء القيادة في حركة حماس.
في الجانب القطري كل التسريبات والتقارير وكل الردود والتعليقات عليها أقرب عمليا الى إطلاق بالون إختبار يفتح الأجواء امام الاجابة على أسئلة معلقة تهيء الرأي العام العربي والفلسطيني إلى مرحلة تعتذر فيها قطر عن إكمال مشوارها الحالي مع منظومة قيادة حركة حماس.
تركيا مثلا تُجري اتصالات موسعة وتبلغ ضمنا بانها تستطيع إستيعاب عدد محدود فقط من ابناء قيادات حركة حماس المعروفة والأساسية.
والجانب التركي يُلمّح إلى أنه لا يستطيع إعلان وجود مكتب سياسي علنا لحركة حماس في اسطنبول او في انقرة وبالتالي الخيارات في البحث عن ملاذ مطروحة والخيار اليمني متاح وأيضا الخيار العراقي.
لكن ما لفت النظر أن قيادات الحركة التي تربطها علاقات إيجابية جدا بالجزائر تحديدا لم تتلقّ أي اقتراح أو أي عرض لاستضافة أي من قيادات الحركة حتى الآن وبدا أن ذلك ملحوظ ومرصود وتُطرح بموجبه أسئلة تحتاج إلى إجابات.
المصدر: رأي اليوم
Publisher: Raialyoum