انشقاقات مفاجئة وخلافات "دامية" تسبق الانتخابات
اعتاد العراقيون عقب انتهاء كل عملية انتخابية على تأخر تشكيل الحكومة لأشهر عدة بسبب الخلافات بين التحالفات والكتل السياسية على تقاسم المناصب فيما بينها وفق نظام المحاصصة الذي ابتدعته، لكن الحالي اختلف مع الانتخابات المرتقب إجراؤها في نيسان المقبل، حيث بدأت الخلافات والانشقاقات داخل التحالف الواحد منذ الآن.
الخلافات التي اعتدنا على أن تكون محصورة بين التسقيط السياسي أو الانشقاق عن التحالف أو الكتلة أو الحزب، لم تكن كذلك هذه المرة بل تطورت إلى خلافات "دامية" استخدمت فيها الإطلاقات النارية، ولا ندري ما الذي تخبئه الأيام المقبلة كلما اقترب موعد الانتخابات.
المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أعلنت أمس الأول الخميس، عن غلق باب تقديم قوائم المرشحين، لكن مصادر مطلعة أكدت أن معظم القوى السياسية لم تقدم لوائحها، وأن الترجيحات تفيد بتأجيل تقديم لوائح المرشحين لأيام مقبلة، بحسب صحيفة "الحياة" اللندنية.
لكن قبل أن تغلق المفوضية أبوابها كانت هناك أبواب مفتوحة أمام المرشحين للتنقل من قائمة انتخابية إلى أخرى، ومن موقع إلى آخر في تسلسل قوائم المرشحين.
التنقل بين القوائم أو في تسلسلها بدا غير متوقع بالنسبة لعدد من المرشحين، من بينهم وزير النفط جبار لعيبي، ووزير النقل كاظم فنجان، المحسوبان على كتلة المواطن بزعامة عمار الحكيم، فقد أدت خلافات حول تسلسل اسميهما في محافظة البصرة، إلى انتقال الأول إلى الترشح في قائمة "النصر" بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي، والثاني في قائمة كتلة "الحكمة" بزعامة الحكيم، لكن لوائح متأخرة كشفت عن ترشح لعيبي ضمن كتلة الحكيم، وذهاب فنجان إلى كتلة دولة القانون بزعامة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي.
كما عصفت خلافات في الأيام الأخيرة بالتحالف بين الحكيم والعبادي، لأسباب مختلفة من بينها دعم الحكيم وزير الشباب عبد الحسين عبطان للترشح على رأس قائمة بغداد، في حين أنه ينحدر من محافظة النجف.
أما بالنسبة لكتلة التغيير الكردية، فقد وصل الخلاف إلى انشقاق رئيسة الكتلة في مجلس النواب سروة عبد الواحد والتحاقها بقائمة "النصر" للعبادي، فيما تحدثت أنباء عن تفتت قائمة الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك نتيجة خلافات مشابهة.
وفيما أدت الخلافات حول مواقع المرشحين داخل تحالف "القرار" الذي يجمع رجل الأعمال خميس الخنجر، ونائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، إلى انشقاق داخل التحالف. ذلك أن النجيفي دعم السياسي الذي ينحدر من الفلوجة أحمد المساري، لرئاسة قائمة التحالف في بغداد، فيما دعم الخنجر الذي ينتمي إلى الأنبار، السياسي طلال الزوبعي المنحدر من ضواحي بغداد لرئاسة القائمة.
إلا أن الخلافات داخل ائتلاف "الوطنية" بزعامة نائب رئيس الجمهورية أياد علاوي، كانت الأشد والأخطر حيث تطورت الخلافات حول مواقع المرشحين في القائمة التي تجمع علاوي ورئيس البرلمان سليم الجبوري وصالح المطلك، إلى معارك وإطلاق نار بين مرشحي محافظة ديالى، داخل مكتب مفوضية الانتخابات في المحافظة.
وأكدت مصادر أن علاوي استحوذ على رئاسة القائمة في بغداد على أن يتولى الجبوري رئاستها في ديالى، الأمر الذي أدى إلى مواجهات دامية بين المرشحين.
الغد نيوز |