اللكاش صاحب الاسلوب البعثي الصدامي.. يستخدم التسقيط والاتهام للتغطية على فشله وفساده
مادام يستمر الفاسدون والانتهازيون والمنافقون، فمن الصعب الحديث عن الأمل والتغيير، حيث ان السياسة عمومًا بطبيعتها تتحمل المناورة والكذب أحيانًا، والازدواجية، لكن الموضوع في العراق زائد وكثير، وتخطى كل المسموح به عالميًا ومحليًا، فعندما يتحدث مسؤول او نائب عن الفساد فمن المفروض ان يكون نزيها او يملك الحياء وينسحب من العملية السياسية التي يعتبرها بانها بنيت على اساس المحاصصة الطائفية.
لكن بمجرد جلوسه على مقعد في قاعة مجلس النواب ويصرح هنا وهناك ان هذا المسؤول فاشل وذاك فاسد ويحاول التسقيط والتشهير باشخاص يحاولون تقديم شيء لهذا البلد الجريح، فالمؤكد أن هذا البرلماني فاسد وفاشل بامتياز ويسعى بذلك الى التغطية على ملفات فساده.
ومن هذه النماذج هو النائب محمد اللكاش الذي يتكلم عن الفساد ويصرح مرة ضد رئيس الوزراء ومرة اخرى ضد الوزراء والمسؤولين بهدف الابتزاز.
فاللكاش الذي يتخذ من الدين ذريعة لتغطية فشله وفساده، نراه اليوم يحمل وزير الداخلية قاسم الاعرجي مسؤولية التفجيرات التي شهدتها بغداد مؤخرا، ولكنه تغاضى عن فرض الامن الذي طبقه الاعرجي في بغداد وباقي المحافظات العراقية، اضافة الى تغاضيه عن الوزراء الداخلية السابقين الذين اخفقوا بتوفير الامن في البلاد.
اللكاش الذي يتقافز كالكنغر في المشهد السياسي، اصبح مألوفا حاله حال الكثير من السياسيين النكرة الذين تحولوا مع الموسم الانتخابي الى السن طويلة تهاجم بالباطل.
وطل علينا اللكاش في تصريح له مهاجما وزير الداخلية قاسم الاعرجي، حيث اتهمه بالانشغال بالدعاية الانتخابية وترك مهامه، في وقت ان الاعرجي وبشاهدة اغلب العراقيين اثبت كفاءة في اداء مهامه بنجاح في وزارة تعتبر من اصعب واعقد الوزارات في البلاد، الا ان هذا الامر ازعج اللكاش ومن يقف ورائه، من اللذين يعدون كل نجاح حكومي بمثابة دعاية انتخابية.
والسؤال الذي يدور في الاذهان، فاذا كان اللكاش من المدافعين على مصلحة البلاد ومن الحريصين بالقضاء على الفساد، فلماذا لم نسمع صوته بالدفاع عن حقوق ابناء محافظته ذي قار الذين انتخبوه، فهل يعقل ان يغلق بابه بوجه من اوصله الى مقعده النيابي.
الاولى به البحث عن نجاحات يقدمها، بدلا من البحث هنا وهناك عن امور يزعم انها اخفاقات بهدف خدمة حملته الانتخابية، فالمثل المعروف يقول (الي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجار).
اللكاش يستخدم اسلوب البعث المحظور
النائبة عن ائتلاف دولة القانون عواطف نعمة وصفت في تصريح لها، تابعته (سومر نيوز)، "الاتهامات التي وجهها النائب محمد اللكاش بإفشال مشروع الشيعة في بناء دولة عصرية بأنها محاولة مفضوحة لإبعاد الأنظار عن المسؤولين الفاسدين التابعين لكتلته"، مشيرة الى ان "هذا النائب لم يتفوه بكلمة واحدة ضد مسعود البارزاني الذي نهب خيرات العراق، ولم يتجرأ على انتقاد أية كتلة سياسية عملت على إضعاف الدولة بإمدادها بوزراء ومسؤولين لايستحقون الوزارات والمناصب التي يتولونها وتحوم حولهم شبهات فساد، بالإضافة الى محافظين فاشلين وفاسدين".
وتساءلت نعمة "ما المنجز الذي حققته كتلة المواطن التي ينتمي اليها اللكاش بوزرائها ومسؤوليها ومحافظيها طيلة السنوات الماضية ؟"، مبينة ان "اللكاش ليس في المكانة التي تؤهله لتقييم أي مسؤول ناجح يسعى لخدمة البلد".
ودعت نعمة النائب اللكاش الى "التحلي بالشجاعة وانتقاد المسؤولين الحكوميين المنتمين الى كتلته وفضح فشلهم وشبهات الفساد التي تحوم حولهم، بدلاً من اتهام الآخرين بأمور تنطبق حصرياً على كتلته".
النائب عن حزب الدعوة عبد الاله النائلي اعتبر ان "تصريحات النائب محمد اللكاش هي نهج حزب البعث المنحل"، لافتا الى ان "هذه ليست المرة الاولى التي يستهدف فيها النائب اللكاش المسؤولين والوزراء الناجحين".
وتابع النائلي أن "التسقيط الذي يمارسه اللكاش تجاه الاخرين لا يختلف عن النهج الذي يستخدمه البعث الصدامي موضحا انه "يستخدم القاعدة المشهورة كذب كذب حتى يصادقوك الآخرون".
تحريضه على قتل الطيارين والضباط
واكد مصدر مطلع لـ(سومر نيوز)، ان "النائب اللكاش طالب الحكومة بمحاسبة ومعاقبة كل من شارك في الحرب العراقية-الإيرانية، واعدامهم"، مشيرا الى ان "ذلك يعتبر مكملا لمسلسل أغتيال الطيارين والضباط والقادة، ولكن اليوم وبهذا المشروع ستكون عمليات القتل والأغتيالات بصورة مشروعة".
واضاف المصدر ان "النائب اللكاش كان سابقا هارب من الخدمة العسكرية (افرار)".
واخيرا فأن ثقافة الكذب والتسقيط والتشهير (غاية تبرر الوسيلة) عند الاغلبية من السياسيين ومناصريهم، فبالامس القريب كان البعثييون هم الوحيدون الذين يستخدمون هذه الثقافة الوسخة حتى ترسخت في انفسهم وسلوكياتهم واصبحت جزءا لا يتجزء في جميع تعاملاتهم اليومية.
اما اليوم وبحكم الانفتاح والتغيير برزت ثقافة الكذب والتسقيط والتشهير واعتمدت من قبل اغلب السياسيين ومناصريهم حتى باتت اغلب الكتل ترى ان مثل هذه الثقافة توصلهم الى اهدافهم وتختصر لهم عامل الزمن والوقت والجهد.
سومر نيوز |