مجلس النواب الفاسد !
بعيدا، بعيدا، عن كل ماقيل ويقال عن العملية السياسية، عن سلبياتها، ثغراتها، مشاكلها، ازماتها، عن من الذين شوهوا صورتها، لكنها بالتأكيد الخيار الافضل بل الوحيد، لبناء العراق البلاد بعيدا عن فوهات الدبابة واهازيج الرصاص، صحيح ان هذه العملية بُنيت على اساس اعوج، وصحيح جدا ان هذه العملية انتجت لنا مخرجات سيئة الصيت، وصحيح ايضا ان هذه العملية خسرتنا الكثير من الدماء، لكن البديل لا بديل عنها، ولا حل لنا سوى المضي على اصلاحها من الباطن إلى الظاهر، اصلاحا حقيقا لا فقاعيا ولا ترقيعيا، قد يستغرق ذلك عمرا طويلا، وتجارب مطبوخة بالوجع والالم، فلايمكن النظر في اصلاح العملية السياسية من رأسها إلى قدمها من دون انتاج اكبر عدد من المواطنين الفعالين، جوهر وقيمتها ان يدخل البرلمان برلمانيون فعالون متميزون في المرحلة المقبلة يتغلب الخطاب الوطني على الخطاب الطائفي والمناطقي والقومي ويعرفون مواقع الجرح ويضمدونها.
دورتان نيابيتان انتهتا وقاربت اختهما الثالثة على THE AND، جرى فيهما ماجرى وحدث ماحدث، نواب تحولوا الى دلاليين ،ونواب تحولوا الى معقبي معاملات ونواب خطابهم الطائفي اضر الامن الوطني ونواب لايستطيعون ان يربطوا جملة عربية سليمة من حيث اللغة والمعنى ونواب لم ترهم قبة البرلمان، ونواب فارقوا القراءة ونواب فارقوا جماهيرهم ، لكن على الرغم من ذلك هناك مجموعة من اعضاء مجلس النواب فاعلين ومؤثرين ويؤدون دورهم النيابي على احس وجه، يحضرون كل الجلسات وكل الاجتماعات ويتابعون عمل لجانهم وابوابهم مفتوحة، مثل هولاء لابد ان نبرزهم على طيف النواب الذين شوهوا سمعة مجلس النواب العراقي، فمعلوم ان اكثر مؤسسة شوهت سمعتها هو مجلس النواب العراقي، والسبب ليس الاعلام فحسب، بل السبب الابرز والاساسهم اعضاء محلس النواب الاعضاء، الذين يسقط احدهم الاخر بطريقة غريبة عجيةب، حتى اوصلوا الرأي العام الى ان افسد مؤسسة في الدولة العراقية هو مجلس النواب العراقي.
يتحمل النواب الفاعلون الان مسؤولية الدفاع عن مجلس النواب كمؤسسة لانه ليس هناك تبريرا ان يدافع الناىي عن جمهوره او كتلته السياسية ولايدافع عن الموسسة التي يمثلها!
في المرحلة المقبلة ينبغي اختيار اكبر عدد من النواب الفاعلين المتواضعين بمختلف توجهاتهم السياسية والدينية والقومية بهدف اعادة عباءة الستر والهيبة لمجلس النواب العراقي كمؤسسة! .
جعفر الونان
SNG |