وزير المخابرات والمواصلات الإسرائيلية يكشف عن مخططات إقليمية مع السعودية
باتت قنوات التطبيع والتعاون بين تل أبيب والرياض تعمل علانية لا خلسة فحسب، تزامنا مع تصعيد الاحتلال انتهاكاته للحقوق الفلسطينية، وسط دعم سافر من الولايات المتحدة التي تحظى من طرفها باستثمارات سعودية بأرقام فلكية.
وبعد نحو أسبوعين من تخصيص موقع صحيفة «إيلاف « الإلكترونية السعودية مساحة واسعة من صفحاته لقائد جيش الاحتلال الإسرائيلي غادي أيزنكوت، أجرى أمس مقابلة موسعة مع وزير المخابرات والمواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس. وضمن المواضيع الكثيرة تطرق كاتس المعروف بمواقفه العدائية المتطرفة للعرب والفلسطينيين، لربط إسرائيل بدول العالم العربي من خلال إعادة إحياء سكة الحديد الحجازية، وعبرها ربط ميناء حيفا بالخليج العربي. وأشار إلى أن إسرائيل تقترح على دول الخليج طريقا قصيرة للوصول إلى حيفا، واستقبال البضائع الأوروبية والأمريكية عبر المتوسط، وليس عبر مضيق هرمز وباب المندب «غير الآمنين». ويرى أن ذلك ينبغي أن يتم ضمن مشروع إقليمي مفيد لإسرائيل. وكرر الدعوة لدور سعودي أكبر في ما يسمى «عملية السلام» وإقامة ميناء بحري على جزيرة اصطناعية قبالة قطاع غزة، مبديا ارتياحه الكبير من مواقف الرياض، لافتا إلى أن 25٪ من التجارة التركية تمر عبر ميناء حيفا، إلى دول الخليج عبر الأردن.
وانسجاما مع رؤية حكومته وحسب «صفقة القرن « الأمريكية، استنادا لتسريبات حولها، يقترح كاتس سلاما اقتصاديا بموازاة مسيرة سلمية سياسية مع الفلسطينيين. وردا على موقف الأردن من قرار ترامب الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، قال كاتس في تهديد مبطن، إن الاستقرار في الأردن هو مصلحة قومية وأمنية واستراتيجية عليا لإسرائيل رغم كل شيء، مشيرا إلى أن نحو 20٪ من التصدير الأردني يمر عبر ميناء حيفا. وبخلاف موقف رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو قلل كاتس من شأن قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في ظل رفض عربي عام لذلك، لاسيما أنه يتحدث عن «القدس الموحدة» كعاصمة لإسرائيل. ويقترح كاتس إجراء مفاوضات على أساس «مبادرة الملك فهد»، وليس «المبادرة العربية»، بداعي أن الأخيرة غيرت مسألة اللاجئين، بينما ترفض إسرائيل عودة خمسة ملايين لاجئ فلسطيني إليها. ويقترح ترميم وتطوير المخيمات في الضفة الغربية وقطاع غزة. وعن مستقبل المنطقة، كرر كاتس رؤيته لما أسماها «فرصا جديدة» للخروج من الوضع الحالي، وقال إن «المشروع الإقليمي لربط الخليج العربي بحيفا ومنح الفلسطينيين ميناءً بريًا هو فرصة جيدة وممتازة». وعلل مزاعمه بالقول « لأننا أجرينا دراسات، ووجدنا أن حجم التبادل مع السعودية في حال نجاح المشروع للأردن وللفلسطينيين ولنا سيكون بنحو 250 مليار دولار سنويا». وتابع أن هناك «ارتياحًا لدى الإسرائيليين من التطورات الحاصلة في السعودية»، وأشاد بدورها في مواجهة « التطرف الإيراني والإرهاب بشتى أشكاله «. موضحا أن هذا «المشروع الإقليمي» مخطط له وبالتعاون مع الولايات المتحدة واليابان والصين وتركيا ودول أوروبية، مدعيا أن ذلك ممكن بالتوازي مع مسيرة سلمية ومبادرة إقليمية. ومقابل كيل المديح للسعودية هدد كاتس «بإعادة لبنان إلى العصر الحجري».
وتمنى كاتس حسب تصريح للناطق باسمه لوكالة الصحافة الفرنسية على العاهل السعودي أن يوجه دعوة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لزيارة الرياض. كما تمنى على ولي العهد محمد بن سلمان زيارة إسرائيل.
الى ذلك كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» في إسرائيل أمس، أن وفدا من رجال أعمال إسرائيليين سيزور البحرين الشهر المقبل ضمن خطوة مكمّلة للزيارة التي قامت بها مجموعة بحرينية إلى إسرائيل قبل أيام. ونقلت الصحيفة عن الحاخام أبراهام كوبر منظّم المبادرتين قوله إنّ زيارة الوفد البحريني إلى إسرائيل تعدّ اختراقاً وبداية لإقامة بعض الاتصالات المباشرة. واعتبرت الصحيفة زيارة وفد البحرين حدثاً تاريخياً وسقوطا للزعم بأن حل القضية الفلسطينية قبل أي علاقات معها. من جهتها أكدت جمعية الوفاق الوطني البحرينية رفضها الشديد لقيام وفد حكومي بحريني بزيارة القدس المحتلّة.
يشار أن الشهور الأخيرة شهدت الكشف عن أوجه تعاون واتصالات سرية وعلنية بين إسرائيل وبين السعودية والبحرين والإمارات على المستويين الرسمي وغير الرسمي. وقبل أيام قليلة زار وفد من رجال الدين من البحرين إسرائيل في زيارة تطبيعية بدعوى « حوار الأديان» تزامنا مع احتفالات إسرائيلية باعتراف ترامب بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.
القدس العربي |