“إيران فوبيا” .. السلعة الأعلى سعراً بالشرق الأوسط !
بمجرد أن أنهى الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” الحديث عن “الاستراتيجية الجديدة حيال إيران”، شرعت القيادات السعودية والإسرائيلية في الثناء والتمجيد الإعلامي للبيان دون النظر إلى الأسباب. وبلغت السعادة السعودية درجة أن الملك أجرى اتصالاً هاتفياً مع “ترامب”، ورحب خلال الاتصال باستراتيجيته المحكمة ضد إيران، مطالباً بالتعاون في إطار مكافحة التوسع الإيراني في المنطقة.
من جهته أكد “ترامب” للملك السعودي على توجه واشنطن للتعامل مع حلفاءها بهدف إقرار الأمن والاستقرار الدولي.
وبعد ذلك مباشرة أصدرت الإمارات العربية المتحدة والبحرين بياناً مشترك يرحب باستراتيجية “ترامب” الجديدة. أما البيان الطويل للسعودية فقد نُشر مباشرة بعد دقائق من خطاب “ترامب”، بدوره وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” الخطاب بـ”الشجاع”.
ظريف: “ترامب” باع صداقته لمن يدفع أكثر..
لقد بذلت تل أبيب والرياض تكلفة ووقت كبير جداً لايصال “ترامب” إلى هذه المرحلة. وبعد بيانات الدول العربية الثلاث وإسرائيل، علق وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف”، على حسابه الشخصي بموقع التدوين القصير “تويتر” قائلاً: “الجميع أدرك أن ترامب باع صداقته للأشخاص الذين يقدمون عروضاً أعلى”. وأشار “ظريف” إلى استخدام “ترامب” لاصطلاح (الخليج العربي)، لأن الدول العربية الخليجية تفضل هذا المصطلح.
فضلاً عن اتفاقيات السلاح السعودية والإسرائيلية مع أميركا. إذ أكدت وزارة الدفاع الأميركية بعد أقل من أسبوع على خطاب “ترامب” التوقيع على اتفاقية بيع (44) منظومة “تاد” المضادة للصواريخ، بقيمة 15 مليار دولار إلى السعودية.
كذا أجازت وكالة التعاون الأمني الدفاعي بالبنتاغون بيع هذه المنظومة إلى السعودية، واتهمت في بيانها إيران بالخطر الإقليمي بالنسبة للمملكة العربية السعودية، وعزا البيان تأييد هذه الاتفاقية إلى “مساندة المواجهات الأمنية للدول الخليجية للخطر الإيراني والأخطار الأخرى التي تتهدد المنطقة”.
والواقع أن التنافس الإسرائيلي – السعودي على شراء أسلحة أميركية جديدة، هو الدافع الذي يحرك البلدين. بحسب ما جاء بتقرير الصحافي الإيراني “شهاب شهسواري” المنشور مؤخراً بصحيفة “الثقة” الإيرانية.
ولقد كانت معارضة تل أبيب لاتفاقية تسليح 2010، بين الرياض وواشنطن، سبباً رئيساً في فرصة تطوير وإنتاج المقاتلات “الشبح” طراز (إف- 35) الإسرائيلية، لاقناع إسرائيل بالقبول باتفاقية 2010. وقد سلمت تل أبيب شركة “لاكهيد مارتين” عشرات المليارات من الدولارات، حتى الآن، لإنتاج طائرات (إف- 35)، وهو المشروع الذي تسارعت وتيرته منذ اعتلاء “ترامب” للسلطة في الولايات المتحدة الأميركية، حيث حصلت إسرائيل خلال العام الجاري على عدد أربع مقاتلات (إف- 35) بقيمة 110 مليون دولار.
اللوبي الإسرائيلي – السعودي يغدق أمواله بكثرة للتأثير على قرارات “ترامب”..
عن أسباب موقف “ترامب” من الاتفاق النووي الإيراني، كتبت الدورية الإيرانية الأسبوعية “آبزرور”: “اللوبي الذي يتحكم في قرار ترامب بخصوص إيران محدود، لكن المشكلة فيما يمكنهم التأثير على رئيس الجمهورية وإمكانية تغيير رأيه”. وتضيف الدورية: “لو كانت ضغوط اللوبي بالقدر الكافي وطُبقت بدقة، لأمكن أن تؤثر بشكل كبير على قرار ترامب، لكن على العكس قد يكون لتلك الضغوط آثار متناقضة تماماً. إن الضغوط الإسرائيلية – السعودية غير المسبوقة، التي شوهد جزء صغير منها في زيارة ترامب (آيار) مايو الماضي، عكست غريزة ترامب للمواجهات في أسوأ أشكالها. ولذا كانت أول الدول التي سارعت إلى التهنئة بموقف ترامب… وسوف تنعكس النتائج غير السعيدة لضغوط هذا اللوبي في اطلاق يد المملكة العربية السعودية باليمن (الأمر الذي سوف يترتب عليه نتائج كارثية)، وغض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان بالسعودية، اعطاء الضوء الأخضر لبناء المستوطنات الإسرائيلية وضم الأراضي الفلسطينية”.
أما الموضوع الرئيس في بيان السعودية على خطاب “ترامب”، فهو إدعاء خطورة القدرات الصاروخية الإيرانية؛ يقول البيان: “إيران لم تنتهك فقط عقوبات مجلس الأمن، وإنما قامت بتصدير قدراتها إلى ميليشياتها بالمنطقة لاسيما الحوثيين، بالشكل الذي يخولها استهداف المملكة بهذه الصواريخ”.
وفي تقريرها عن ردود الأفعال العربية الإسرائيلية حيال الاستراتيجية الأميركية، كتبت صحيفة “غروزالم بوست: “الموقف السعودي حيال إيران مشابه تماماً للموقف الإسرائيلي”. ونقلت الصحيفة عن استاذ فلسطيني: “ما يريده السعوديون من أميركا يشبه ما تريده إسرائيل، وهو اتخاذ موقف صارم ضد إيران، والحصول على الضمانات الكافية لعدم التزوير والتحايل على الاتفاق النووي”.
كتابات |