أحداث كركوك تثير انقسامات في الولايات المتحدة
أثارت العملية العسكرية العراقية التي انتهت باستعادة السيطرة كاملة على مدينة كركوك ومناطق اخرى متنازع عليها مع الأكراد، انقسامات في الولايات المتحدة.
وفيما عبر السيناتور جون ماكين عن تحفظه من العملية بسبب مشاركة قوات الحشد الشعبي الذي يضم فصائل شيعية موالية لإيران في العملية، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين إن الولايات المتحدة لن تنحاز إلى طرف في الاشتباكات بين الأكراد والحكومة العراقية لكنه عبر عن خيبة أمله إزاء نشوب صراع بين الجانبين.
وقال للصحفيين في البيت الأبيض "لا نحب نشوب الصراع بينهم. نحن لا ننحاز إلى طرف. على مدى سنوات طويلة أقمنا علاقات طيبة للغاية مع الأكراد ووقفنا أيضا إلى جانب العراق. برغم أننا ما كان ينبغي لنا أن نكون هناك أصلا. ما كان ينبغي لنا أن نذهب إلى هناك، لكننا لا ننحاز إلى جانب في تلك المعركة".
لكن جون ماكين رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ حذر الاثنين حكومة العراق من "عواقب وخيمة" لأي إساءة استخدام لأسلحة حصلت عليها من الولايات المتحدة ضد القوات الكردية.
وقال ماكين "قدمت الولايات المتحدة عتادا وتدريبا لحكومة العراق لتحارب تنظيم الدولة الإسلامية وتؤمن نفسها من التهديدات الخارجية وليس لمهاجمة عناصر تابعة لأحد حكوماتها الإقليمية والتي تعد شريكا قديما وقيما للولايات المتحدة".
وأضاف "لا تخطئوا فهم الأمر، ستكون هناك عواقب وخيمة إذا استمرت رؤيتنا لعتاد أميركي يساء استخدامه بهذه الطريقة".
وقال ماكين في بيان "أشعر بقلق عميق إزاء التقارير الإعلامية عن التقدم العسكري الذي أحرزته القوات الحكومية العراقية ضد المواقع الكردية بالقرب من كركوك".
وتابع "إنني أشعر بقلق خاص من التقارير الإعلامية التي تفيد بأن القوات الإيرانية هي جزء من الهجوم"، مضيفا أنه "يجب على القوات العراقية أن تتخذ خطوات فورية لتخفيف حدة هذه الحالة المتقلبة عن طريق وقف تقدمها".
وقال "إنه من الضرورة المطلقة لرئيس الوزراء حيدر العبادي والحكومة الاقليمية الكردية الدخول في حوار حول رغبة الشعب الكردي في الحصول على حكم ذاتي أكبر من بغداد في الوقت المناسب وضرورة وقف الأعمال العدائية فورا".
ودعت سفارة الولايات المتحدة الأميركية الاثنين في بيان إلى وقف العمليات العسكرية في محافظة كركوك.
وعبرت في بيان عن قلقها بعد أن اشارت تقارير إلى وقوع أعمال عنف في كركوك، معبرة عن اسفها لأي خسائر في الأرواح، داعية جميع الأطراف الى ضبط النفس والتهدئة.
وقالت السفارة الأميركية "نحن نؤيد الممارسة السلمية للإدارة المشتركة من قبل حكومتي المركز والإقليم بما يتفق مع الدستور العراقي في جميع المناطق المتنازع عليها".
وذكّرت بأن "تنظيم الدولة الاسلامية يظل هو العدو الحقيقي للعراق ونحن نحث جميع الأطراف على مواصلة التركيز على إكمال تحرير بلدهم من هذا الخطر".
وكانت قيادة شرطة كركوك قد أعلنت في وقت سابق فرض حظر للتجوال يبدأ مساء الاثنين من الساعة السابعة مساء وحتى الساعة السابعة من صباح الثلاثاء.
ودعت أهالي المدينة الذين نزحوا إلى العودة مع دخول القوات العراقية إلى العودة، مؤكدة أن الوضع الأمني مستتب.
ميدل ايست اون لاين |