تلاميذ مدارس المدن العراقية المحررة يجلسون على الأرض

بعد أيام من بدء ملايين الطلاب العام الدراسي في العراق، واجهت المدن المحررة من تنظيم الدولة "داعش"، مشاكل اكتظاظ المدارس، وافتقارها إلى البنى التحتية بعد الدمار الهائل الذي طاول غالبية المدارس، واستخدام أخرى كمقرات للجيش أو المليشيات.

ووفقاً لمسؤولين محليين في مدن الموصل والفلوجة والرمادي وهيت وتكريت، فإن المدارس اكتظت بالطلاب وبات في كل فصل دراسي أكثر من 50 طالباً، وغالبيتهم يجلسون على الأرض، وبلا كتب أو مناهج دراسية، كما أن صفوفاً بلا إنارة، وزجاج الشبابيك مدمر.

وقال المستشار التربوي، رابح الجبوري، إن "المدن المحررة تعاني بسبب النقص الحاد في الأبنية المدرسية، ما تسبب باكتظاظ غير مسبوق للطلبة في الصفوف الدراسية أكثر من العام الماضي"، وأضاف الجبوري لـ"العربي الجديد": "سابقاً كان الصف الواحد يضم بين 25 إلى 30 طالباً، أما اليوم فالعدد تضاعف، وبعض الصفوف تضم 60 إلى 70 طالباً، وهذه كارثة، فلن يستطيع الطلبة استيعاب الدروس في هذا الوضع، فضلاً عن أن كثيراً من الطلبة يجلسون على الأرض".

ويواجه المدرسون صعوبات بالغة بسبب أعداد الطلاب، ما يحملهم مزيداً من الجهد، ويقول المعلم فائق الخاشع، إن "مشكلة اكتظاظ المدارس سببها الدمار الذي لحق بالأبنية المدرسية، وهذا يحملنا طاقة هائلة وينتج عنه ضعف استيعاب الطلبة لدروسهم بسبب العدد الزائد في كل صف دراسي".
وتابع الخاشع "العام الماضي كانت نسب النجاح في المدن المحررة متدنية جداً، بعضها لم يتجاوز 18 إلى 20 في المائة، فلا يمكن أن يحتوي الصف الواحد على 70 أو 80 طالباً في الوقت الذي لا يتجاوز استعابه أكثر من 40 طالباً. أغلب الطلبة يجلسون على الأرض لعدم وجود ما يكفي من المقاعد المدرسية، وعلى الحكومة أن تجد حلاً لهذه المأساة التعليمية الخطيرة".

وتعرضت مئات الأبنية المدرسية في المدن المحررة إلى التدمير كلياً أو جزئياً، في وقت لا تزال فيه الحكومة منشغلة بتحرير باقي المدن التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، فضلاً عن ضعف الميزانية وقلة مخصصات إعادة الإعمار.

ويقول المهندس الاستشاري، أحمد سليمان الدوري، إن "الحرب أسفرت عن تدمير أكثر من ثلاثة آلاف مدرسة في المدن المحررة، ففي الأنبار وحدها دمرت أكثر من 1500 مدرسة، وفي ديالى تعرضت أكثر من 120 مدرسة للتدمير، وفي صلاح الدين تضررت نحو 360 مدرسة بشكل كبير.
ويبين الدوري لـ"العربي الجديد"، أن "عدد المدارس المدمرة في مدينة الموصل يبلغ 308 مدارس، ما يعني حرمان نحو 200 ألف طالب على الأقل من مقاعد الدراسة في المدينة، فضلاً عن الدمار الذي لحق عشرات المدارس في مناطق أخرى عديدة".
ويوضح أن "وزارة التربية لم تضع خطة واضحة لإعادة إعمار المدارس المدمرة لعدم وجود مخصصات مالية، وهذا يعني اكتظاظ الطلبة في الصفوف الدراسية، ولجوء المدارس إلى الدوام المزدوج، ما يؤثر على نسب النجاح المتدنية أصلاً من العام الماضي".

وباشر نحو 9 ملايين طالب عراقي الدراسة منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، منهم خمسة ملايين ونصف مليون في المدارس الابتدائية، ومليونان ونصف مليون في المرحلة الثانوية،
وتحتاج البلاد عموماً إلى أكثر من 20 ألف مدرسة لتعويض النقص الحاد في الأبنية المدرسية وتخفيف الاكتظاظ في مدارس البلاد وإلغاء الدوام المزدوج الناجم عن ذلك، بينما لا تزال نحو 700 مدرسة مبنية من الطين موزعة على عموم البلاد.

 

العربي الجديد"