البرلمان العراقي يصوّت على وقف التعاملات المالية مع كردستان
مضت بغداد في إجراءاتها ردّاً على استفتاء كردستان، ففيما صوّت البرلمان العراقي على قرار لوقف التعاملات المالية مع الإقليم، أقرّ البرلمان أيضاً إرسال خطاب إلى المحكمة العليا لاتخاذ إجراءات بحق النواب الأكراد المشاركين في الاستفتاء، بينما يستعد إقليم كردستان لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مطلع الشهر المقبل.
ونقلت قناة رووداو التلفزيونية، أمس، عن المفوضية العليا للانتخابات في كردستان العراق قولها، إن الإقليم يعتزم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في أول نوفمبر المقبل، في إطار تعزيز القيادة الكردية مسعاها نحو الانفصال. وقال رئيس مجلس المفوضين في المفوضية هندرين محمد، إنّ الحملات الخاصة بالانتخابات البرلمانية والرئاسية ستبدأ يوم 15 أكتوبر الجاري. بدوره ذكر التلفزيون الرسمي أن البرلمان العراقي صوّت على صيغة قرار لوقف التعاملات المالية مع كردستان رداً على الاستفتاء. وأوضح أن القرار جاء مع الحفاظ على حقوق الأكراد، لافتاً إلى أن التدابير ستستهدف القيادة الكردية.
وأكّدت مصادر مصرفية وحكومية عراقية، أنّ البنك المركزي العراقي أخطر حكومة كردستان أمس، بأنه سيتوقف عن بيع الدولارات إلى البنوك الكردية الأربعة الرئيسة وسيوقف جميع التحويلات بالعملة الأجنبية إلى المنطقة المتمتعة بحكم ذاتي.
إجراءات ضد النواب
كما صوّت البرلمان العراقي، على مشروع قرار يتضمّن إرسال كتاب إلى المحكمة الاتحادية العليا لاتخاذ إجراءات ضد النواب الكرد المشاركين في استفتاء كردستان. وقال رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، إن رؤساء اللجان في البرلمان العراقي عقدوا اجتماعاً قبيل عقد الجلسة العامة حضره عدد من النواب الكرد، وتم الاتفاق على أن من يحضر جلسات البرلمان العراقي فهو مؤمن بالعراق الواحد ويرفض التقسيم.
وقال الجبوري للصحافيين في مقر البرلمان: «خاطبنا المحكمة الاتحادية العليا بصيغة الاستفسار بشأن النواب الكرد الذين شاركوا بالاستفتاء والتحقق عن كل من يقوم بمخالفة غير دستورية، وسنلتزم بقرار المحكمة بشأن عملية الاستفتاء ونحن نحترم الدستور وقرارات المحكمة ونلتزم بها، النواب الكرد معنيون بقرارات البرلمان ونتائجها وكل القرارات التي أصدرها البرلمان لا تحتوي عقوبات جماعية بل تتحدث عن صلاحيات اتحادية، ونحن نرحب بالنواب الكرد لحضور جلسات البرلمان، وخطابنا المحكمة الاتحادية بخصوص من شارك من النواب الكرد في استفتاء كردستان».
إعداد قوائم
وقال نحن الآن نعيش إشكالية تخص وحدة العراق، والبرلمان العراقي يحترم الدستور وجميع أعضاء البرلمان بمن فيهم النواب الكرد معنيون بالقرارات المتخذة في البرلمان، ومن يشارك في جلسات البرلمان فهو مؤمن بوحدة العراق ويرفض التقسيم والمحكمة الاتحادية ستتولى موضوع من شارك في الاستفتاء.
وأضاف: «نعمل على إجراء لقاءات وحوارات مع شخصيات سياسية وقيادات كردية للبحث في مواضيع المناطق المتنازع عليها ومصلحة الشعب». بدورها، أفادت مصادر مطلعة، أنّ البرلمان قرّر إعداد قوائم خاصة بأسماء النواب المؤيدين للاستفتاء وأصحاب المواقف الواضحة منه، لرفعها إلى القضاء من أجل النظر في سحب عضويتهم من المجلس.
انتخابات إقليم
إلى ذلك، نقلت قناة رووداو التلفزيونية، أمس، عن المفوضية العليا للانتخابات في كردستان قولها، إن الإقليم يعتزم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في أول نوفمبر المقبل، في إطار تعزيز القيادة الكردية مسعاها نحو الانفصال. وقال رئيس مجلس المفوضين في المفوضية، إنّ الحملات الخاصة بالانتخابات البرلمانية والرئاسية ستبدأ يوم 15 أكتوبر الجاري.
وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات أنّ مرشحاً وحيداً تقدم للمشاركة في انتخابات رئاسة الإقليم. وقال رئيس مجلس المفوضين ياري حاجي عمر، إنه تسلم كل الوثائق اللازمة من المرشّح محمد توفيق رحيم لكي يكون الوحيد الذي قدم نفسه للمنافسة على منصب رئاسة الإقليم. ويعد محمد توفيق رحيم من أبرز معارضي الرئيس الحالي مسعود بارزاني. ولم يتضح ما إذا كان بارزاني سيخوض أو يمكنه خوض الانتخابات، حيث تنص القوانين الكردية على عدم السماح للرئيس بتولي المنصب أكثر من فترتين.
لقاءات فرقاء
وفي إطار جهود حل الأزمة، كشف النائب عن الجماعة الإسلامية الكردستانية زانا سعيد، أن وفداً حكومياً من بغداد وصل إلى أربيل وأجرى لقاءات مع المسؤولين في كردستان لبحث كيفية الخروج من أزمة الاستفتاء وغلق المطارات والحدود البرية. وقال عضو الوفد التفاوضي للتحالف الكردستاني سعدي بيرة، إنّ اتصالات أجراها بعض الوسطاء بين بغداد وأربيل في الأيام الماضية، أسهمت في تقريب وجهات النظر.
وذكر المكتب الإعلامي لنائب الرئيس العراقي إياد علاوي: انسجاماً مع الاستجابة والتأييد اللذين حظيت بهما مبادرة علاوي، من قبل الأمين العام لجامعة الدول العربية، خاطب علاوي رئاسة القمة العربية لبذل الجهود في المساعدة لإيجاد الحلول للأزمة الراهنة، لضمان سلامة العراق وشعبه وشعوب المنطقة.
البيان الاماراتية |