سكان الموصل يحتفلون بعيد الأضحى رغم بوادر الانفلات الأمني
وسط انفلات أمني، تشهدها الموصل العرقية، التي أعلن عن تحريرها من تنظيم «الدولة» (داعش)، يحتفل سكان المحافظة للاحتفال بعيد الأضحى، الذي يصادف أول أيامه اليوم الجمعة.
وكشف مصدر سياسي رفيع، أمس الخميس، عن ظهور ما وصفه «بوادر لانفلات أمني» في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى الشمالية، بعد تحريرها من تنظيم «الدولة»، لافتة في الوقت عينه إلى انتشار عمليات «الثأر والخطف وتهريب النفط» في المدينة.
وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، لـ«القدس العربي»، إن «بوادر انفلات أمني بدأت في الموصل، وظهور حملة اعتقالات وخطف عشوائية في المدينة»، موضحاً إن المدينة تشهد «انتشاراً لعمليات الثأر من أشخاص يتهمون بالانتماء لتنظيم داعش».
وأكد أيضاً «انتشار عمليات الخطف والابتزاز، إضافة إلى تهريب النفط، باشتراك بعض الفصائل المسلحة والحشود العشائرية، وشخصيات سياسية ومحلية».
وطبقاً للمصدر، فإن عملية التهريب تتم «باتجاه إقليم كردستان العراق ومن ثم إلى تركيا».
وتابع: «غياب القيادات الأمنية الفاعلة، وعدم وجود رادع لهذه الأعمال، يعد واحداً من الأسباب الرئيسة التي أدت إلى سقوط مدينة الموصل في حزيران/ يونيو 2014».
وسيطر «الدولة» في 10 حزيران/ يونيو 2014، على مدينة الموصل، بعد انهيار الأجهزة الأمنية.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي/ القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي في 10 تموز/ يوليو 2017 تحرير مدينة الموصل، بجنبيها الأيمن والأيسر، من سيطرة التنظيم.
رغم هذه الأوضاع، عادت أسواق شرق الموصل إلى سابق عهدها، إذ اكتظت بالزائرين قبيل استعداد سكانها الاحتفال بعيد الأضحى الذي يأتي بعد استعادة المدينة من قبضة مقاتلي «تنظيم الدولة».
وقال أحد السكان، ويدعى باسم محمد، إن العيد هذا العام أفضل من العام الماضي إذ تم طرد «الدولة» وصار بإمكان الناس الاحتفال من جديد.
وأضاف: «يعني هذا العيد أحسن من هذاك العيد… الدواعش ما خلوا الناس تعيد… كانوا يطلبون من عندنا إطلاق اللحية وقصر الزار… بنطلون ضيق ما يلبسون… جكاير (سجائر) ماكو».
وقال مقيم آخر يدعى، حسين محمد «يعني ماكو فرق بس أوجه يعني أفضل هذا العام. أحسن شويه. بالنسبة للناس المواطنين شويه اللحم أرخص… المواشي زينة».
إلى ذلك، أعلنت قيادة عمليات «قادمون يا نينوى» التابعة للجيش العراقي، عن افتتاح ثاني الجسور العائمة على نهر دجلة، والذي يربط غربي مدينة الموصل بشرقها، في خطوة هي الأبرز لعودة الحياة إلى الشق الأيمن من المدينة.
وفي تصريح للأناضول، قال قائد عمليات «قادمون نينوى» الفريق ركن عبد الأمير رشيد يار الله، إن افتتاح الجسر الحديدي العائم في هذا الوقت تحديدا، يعزز التواصل بين جانبي الموصل، ويسهّل تنقّل المواطنين.
وأوضح يار الله، أنه جرى إنجار أعمال إعادة بناء الجسر، بجهود فرق الجهد الهندسي التابعة للقوات العراقية.
ولفت إلى خطة متكاملة لإنشاء المزيد من الجسور العائمة الرابطة بين جانبي المدينة، لحين الانتهاء من تصليح الجسور الخمسة الأصلية.
وأكد أن «العمل جارٍ على إعادة الحياة إلى جانب الموصل الأيمن (الغربي) الذي لحقت به أضرار كثيرة في البنى التحتية جراء حرب القضاء على تنظيم «الدولة».
ويعد الجسر الحديدي العائم الذي وضع بالخدمة اليوم الخميس، ثاني الجسور العائمة على نهر دجلة، وجرى افتتاحه مساء أمس.
والجسر يحمل مواصفات عالية تسمح بمرور العجلات المدنية خفيفة الوزن، وهو ما يعتبر أبرز خطوة لعودة الحياة إلى الجانب الغربي للموصل.
وكانت كتيبة الهندسة العسكرية قد أنشأت في أواخر تموز/ يوليو الماضي اول جسر عائم داخل مدينة الموصل أطلقت عليه جسر النصر يربط ضفتي دجلة من منطقة الرشيدية إلى منطقة حاوي الكنيسة لمرور المشاة وتنقلهم بين جانبي الموصل.
ونهر دجلة يشطر مدينة الموصل إلى نصفين، كانت تربطهما خمسة جسور عملاقة؛ الثاني، والثالث، والرابع، والخامس والعتيق.
لكن جميع هذه الجسور تدمرت بعد قصفها من قبل طيران التحالف الدولي (بقيادة أمريكا) ضمن حملته ضد تنظيم «داعش» الذي سيطر على المدينة في 10 يونيو/حزيران 2014.
القدس العربي |