مجموعات مسلحة تنفذ عمليات سرقة للمستشفيات والدوائر الحكومية في الموصل
رغم الإعلان عن تحريرها كاملة من تنظيم «الدولة الإسلامية»، ما زالت مدينة الموصل العراقية، تعاني من الفوضى وانعدام الأمن، وآخر مظاهر ذلك، نهب الدوائر الحكومية، من قبل مجموعات مسلحة.
وأفاد شهود عيان لـ«القدس العربي» عن «قيام مجموعات مسلحة باقتحام عدد من دوائر الدولة والمراكز الصحية في مدينة الموصل وسرقة ما وجد في داخل تلك الأبنية من محتويات وأجهزة».
وأضافوا أن «تلك المجموعات تأخذ الأجهزة المسروقة وتنقلها عبر سيارات شحن كبيرة إلى خارج حدود المحافظة دون معرفة وجهتها بالضبط».
وقال أبو ياسر، وهو من سكان الموصل لـ«القدس العربي»: «مع تحرير الجانب الأيمن من المدينة قامت مجاميع مسلحة لا يعرف انتماءها باقتحام بعض المستشفيات والمراكز الصحية والتي بقي جزء منها لم يتعرض للدمار وأخذوا جميع ما هوجود فيها من أجهزة ومعدات طبية».
وأضاف: «لم يبق في المستشفيات سوى الأسرة وقد قامت تلك المجاميع بسرقة البعض منها».
وأعتبر أن «الساحل الأيمن من المدينة تعرض لأكبر حملة تدمير في تاريخ البلد، إضافة إلى سرقة ما تبقى من معدات وأجهزة ثمينة كان من الممكن الاستفادة منها لحين إعادة الحياة الطبيعية إلى المدينة، ولكن تم سرقتها ونقلها إلى جهات مجهولة». أما صلاح الدين، وهو أيضاً من سكان المدينة، فقال لـ«القدس العربي»: «تمت سرقة مولدات كهربائية عملاقة من منشآت صناعية وخدمية في المدينة أهمها معامل صناعة السمنت ومعامل النسيج».
وبين أن «تلك المعامل كانت تحتوي على مولدات كهربائية عملاقة سبق وقد تعاقدت عليها الحكومة العراقية بملايين الدولارت لغرض توفير التيار الكهربائي لتلك المنشآت».
المولدات، وفق المصدر «تمت سرقتها علناً من قبل مجاميع مسلحة، إضافة إلى تفكيك معامل مهمة في المدينة».
وأشار إلى أن «تلك العصابات أكملت مهمة تنظيم الدولة، من خلال تفكيك وسرقة جميع المعدات الإنشائية والخدمية في المدينة».
مصدر عسكري خاص، أكد الأنباء عن حصول سرقات في الموصل موضحاً لـ«القدس العربي» أن «السرقات طالت ما تبقى من دوائر حكومية في المدينة».
ولفت إلى أن «أغلب المسروقات ذهبت إلى خارج المدينة حيث قامت مجاميع مسلحة تدعي انتمائها لجهات حكومية، بأخذ الكثير من الأجهزة والآليات الإنشائية الكبيرة بحجة الحفاظ عليها».
وطبقاً للمصدر، «المدينة تشهد حالة من الفوضى وتداخل الصلاحيات نظراً لكثرة الفصائل والمجاميع المسلحة وعدم التزامها بالضوابط والأوامر العسكرية الصادرة من القيادة العامة للقوات المسلحة»، مؤكداً أن «عمليات السطو والسرقة لاتزال مستمرة حتى الآن».
ميدانياً، قال مصدر أمني عراقي مسؤول، إن جنديا قتل وأصيب آخر من جهاز الشرطة الاتحادية، بهجوم مسلح في الجانب الغربي لمدينة الموصل.
أفاد علي أحمد الرمضاني، وهو ملازم في الشرطة الاتحادية، أن «مسلحين مجهولين هاجموا نقطة أمنية تابعة للشرطة الاتحادية بمنطقة تل الرمان في الجانب الغربي للموصل، وتمكنوا من قتل أحد عناصرها وإصابة آخر بجراح والفرار نحو جهة مجهولة».
وأضاف أن منفذي الهجوم من خلايا تنظيم «الدولة الإسلامية» ممن يسعون لزعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، مؤكداً أن القوات عازمة على الوصول إلى الجناة بأسرع وقت ممكن والقصاص منهم وفق القانون.
وعلى صعيد متصل، قال النقيب إبراهيم رعد الساهر، من وحدة الجهد الهندسي التابعة للشرطة الاتحادية إن «قوات الشرطة الاتحادية وبالتنسيق مع القيادات العسكرية العليا فجّرت منزلين مفخخين من قبل تنظيم الدولة، لمنع التسبب بخسائر بصفوف المدنيين أو القوات في حال تركهما دون معالجة».
وأضاف، أن «التفجير تم بعد أكثر من 10 ساعات عمل من قبل الجهد الهندسي، الذي لم يستطع إبطال عمل المتفجرات وتفكيكها، كونها متطورة جدا وتحتوي على أكثر من مفتاح للتفجير».
وفي ديالى، أفادت الشرطة العراقية، بمقتل اربعة من عناصرها بينهم ضابطان في هجوم شنه تنظيم «الدولة الإسلامية»، على نقطة تفتيش للجيش العراقي في إحدى المناطق شمال شرقي محافظة ديالى.
وقالت المصادر إن «مسلحين في تنظيم الدولة هاجموا نقطة تفتيش للجيش العراقي في قرية «امام ويس» والواقعة في اطراف قضاء المقدادية شمال شرقي بعقوبة، ما أسفر عن مقتل أربعة من منتسبي النقطة بينهم ضابطان برتبتي ملازم ونقيب.
وتشهد مناطق في محافظة ديالى، اضطرابات أمنية وأعمال عنف واغتيالات وتفجيرات بشكل شبه يومي يقود جزء منها تنظيم «الدولة» والآخر ناجم عن الصراعات بين الفصائل المسلحة التي تسيطر على مناطق في المحافظة.
إلى ذلك، قال مصدر أمني عراقي إن مدنيا قتل وأصيب آخران بانفجار استهدف، سوقًا شعبيًا جنوب غربي العاصمة بغداد. وأوضح النقيب نزهان الخضر، الضابط في شرطة بغداد، أن «عبوة ناسفة كانت مزروعة قرب سوق شعبي في منطقة الرضوانية جنوب غربي بغداد انفجرت ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة اثنين آخرين وتضرر عدد من المحال التجارية».
القدس العربي |