عشقت العراق
د. سامي المظفر
- العراق اقوى من قياداته وأحزابه ومجالسه والمهين من ساسته في قاع من قيعانه والدين والعلم لا يلتقيا مع السياسة .
–سلام على هضبـات العراق وشطيه والجرف والمنحـــــنى
سلام على باسقات النخيل وشم الجبال، تشيع السنــا
عشقتك يا عراق ولا بد لي من ان ادافع عن حبي فذكرك مستمر فحين اذهب الى مضجعي واسلم عيوني الي الكرى ويؤخذ النوم بمعاقد جفوني حتى اتذكرك واحلم بك وبجمالك فقد كنت ميدانا فسيحا للامال والاحلام ففيك نرى الشمس طالعة من مشرقها ثم لا تلبث ان تاخذ مكانها من كبد السماء حتى تنحدر الى مغربها ولم نسمح ببروتوس يهم بالضربة النجلاء ليساهم بتدمير ما تبقى منك وعشقتك كذلك بارضك وسمائك وشموسك واقمارك وطعامك حلوه ومره ولذته ومذاقه والاديب بفضله ونبله وشاعريته وفطنته واحبك يا عراق وانت في وضع لا يحسد عليه من قلة الناصر وخبث الموتور ونفاق السياسي.
عشقتك يا عراق وأنا أحاول أن أصل إلى شرايينك، إلى قلبك، الى صمامات قلبك ألى نفسك ألى وجدانك ألى عظمتك ورفعتك فالشّوق إليك يقتلني، وانا في العراق فدائماً أنت في أفكاري، و ليلي ونهاري وانت العراق الواحد الافضل خلقا والاشرف نفسا والاطيب قلبا والاشد عطفا و شجرة وارثة يفىء الى ظلها الغادون والرائحون ويقظة الفجر وقمة الجبل ونغمة الغناء و بهارة السحر وقائد المودة والسامع الطروب لكل نغمة والمستفيد من كل رأي و يملك اثمن الافكار واغلاها .
عشقتك يا عراق وفيك دجلة واحدة يلحقها فرات واحد تضع في رحمها شط عرب واحد فهل يا ترى أستطيع إهدي إليك نفسي يا من أحبّك القلب، و احتوتك العيون،وأحتضنتك ألجفون إليك يا من أعيش لأجله وأحيا بوحدته واعشق ارضه وسمائه وشموسه واقماره و اعشق طعامه حلوه ومره ولذته ومذاقه والاديب بفضله ونبله وشاعريته وفطنته .
عشقت العراق فلا حاجة الى النهازين والمتملقين والمتشدقين فهم سقط المتاع وانت تدرك ان ألسياسيين كبائعي السلع المعروضة في حوانيت يعلم القاصي والداني محتواها وفحواها وقضها وقضيضها فيها يتم البيع والشراء بكل شىء بالناس والمجتمع والبنى التحتية والفوقية بابخس الاثمان وادنى الاسعار ووجدت بين الكثير منهم يتاجرون بعقول الناس في اسواق الجهل ورايت منهم من اصبح حلاقا وفتح ثغرة في كل رأس من رؤؤس البشر يتجذر الى الاخلاق فيفسدها والمشاعر فيقتلها والافكار فيحطمها ويتقرب الى الذخائر فيسرقها ويتقدم الى الخزائن فيملكها والى التفكير فيأسره.
عشقتك ياعراق بدون سياسي الدين وأقول لهم فما شانكم والدخول بين المرء وربه اذهبوا وحدكم الى معابدكم او مغاوركم فكفى حائر ظل سبيله و بائس لاح منظره وسجين ظل بسجنه و بقادم كريه وبائس اعوزه القوت .
عشقت العراق بدون سياسي العلم وهم ابعد الناس عن ادراك وتصور النهضة والثورة والمعجزة قاهروا ذوي القيم والمبادئ ، و رجال لا دولة ، حريّ بنا الابتعاد عنهم ،. فالسياسي العراقي يرى في نفسه الافضل والاجمل والاذكى ويرى الناس اقل منه فيستبيح لنفسه استغلال الناس والسخرية منهم ويستفزه التجاهل من النخبة والاذكياء ولا يريد ان يسمح الا المديح وكلمات الاعجاب وهذا السياسي استغلالي ابتزازي وصولي يستفيد من حاجات الناس ويحولها الى قضايا لتحقيق مصالحة الشخصية.
عشقتك يا عراق وانت لا تجمع السياسة مع العلم فالسياسة في العراق كذب وافتراء ورياء ونفاق وقفز ورقص وسطو ودهاء بلا دهاء ومكر واقتناص فرص واستخدام الحيل والتحايل للايقاع بالاخرين والسياسة رفعت شعار الكذب والافتراء و اعدت في مخازنها ومستودعاتها ما شاء الله ان تعد من افانين العذاب فحقل السياسة ومنبته فيه السارق والدنىء ومقترف الذنوب و رجال العلم فيك اوسع الناس عقلا ورجاحة واكثرهم حكمة وتصوروشرفا و العلم منطق وفلسفة وتعمق وممارسة وتعفف وتسامي و بحث وحرية فكر وليست فكرا او حزبا والعلم غاص في البحار ودرس اعماقها وطبقاتها وصعد الى السماء في سلمها ومن ثم انتقل الى الكواكب في مدارجها وعرف وفطن اغوارها وسهولها واخيرا عرف طبائع النفوس.
عشقتك يا عراق وانت اذكى الناس عقلا وابعدهـــــــم غورا واطلقهم لسانا تحب يوسف وتكره اخوته و تكره الموت و تحب الحياة و تملك خصال الخيـر بامل و رجاء وتجمع بين التأني والقوة و ان الطائفة التي ينتمي اليها لا تقتل فهي باقية تعيش مع الطوائف الاخرى بلا وكيل اوحسيب وتغني الشعر العذب الرقيق بصوت جميل وعشقتك يا عراق وانت مبدع مثل الاوركسترا لك القدرة على الابتكار والابداع تثير عقلا وتبني صروح وطنية تعتمد على التسامح ومواجهة تنامي التعصب والفتن والطوائفية والمذهبية و التعصب والغلو والاقصاء ورفض الاخر والعنف والاستبداد ومصادرة الراي.
عشقت العراق الواحد الذي تقترن فيه القلوب بالقلوب وتأنس النفوس بالنفوس , يخلــــــوا الفرد بنفسه , يناجي همومه واحزانه وافراحه واتراحه لا يفرق بينه و بين اخر وبين طائفته وطائفة اخرى, يغرس في قلبه الامال الحسان ويتعهد بلطفــــــه وعنايته لتخرج الثمار وتتلألأ الازهار و تنبت في جنا
موازين |