قصف على مواقع تنظيم «الدولة» في تلعفر وخروقات أمنية في الموصل
واصلت القوات العراقية، أمس الثلاثاء، عملياتها التمهيدية لتحرير قضاء تلعفر من تنظيم «الدولة الإسلامية»، فيما استمرت الخروقات الأمنية في الموصل التي أعلنت بغداد استعادتها قبل أيام.
وقال صفوان نعمان الحجار، المقدم في الجيش، أن» القوات العراقية تواصل قطع خطوط الإمداد عن التنظيم من خلال السيطرة على الطريق الرابط بين القضاء ومدينة الموصل والحدود السورية».
ولفت إلى أن «طائرات عراقية وأخرى تابعة التحالف الدولي، تغير على مواقع التنظيم في القضاء وعلى طرق مواصلاته، ضمن خطة الهدف منها قتل قادته البارزين واستنزاف قدراته القتالية لتسهيل مهمة القضاء عليه وتحرير تلعفر من سيطرته».
كما كشف عن هروب عشرات العائلات التركمانية من تلعفر، موضحاً أن «القوات العراقية استقبلت من مساء أول أمس الإثنين ولغاية فجر أمس الثلاثاء 73 عائلة مدنية مؤلفة من رجال ونساء وأطفال وكبار سن، استطاعوا الفرار من قبضة التنظيم في قضاء تلعفر».
ولفت إلى أن «الفارين قدموا أوراقهم الثبوتية للفرق الأمنية، والتي بيّنت أنهم من المكون التركماني السني».
وسيطر تنظيم «الدولة»، في 15 يوليو/حزيران 2014 على قضاء تلعفر، بعد قتال جرى وسط المدينة وانسحاب أغلب القوات العراقية المتمركزة فيها، ونزوح آلاف من السكان إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات البيشمركه.
وهاجم التنظيم أمس، مواقع لـ«الحشد الشعبي» في قرية قريبة من الحدود الإدارية لقضاء تلعفر.
وقال النقيب جبار عناد الخفاف، مسؤول قوات اللواء الأول في الجيش العراقي غرب الموصل، إنه مع ساعات صباح أمس الأولى هاجمت قوة من التنظيم قوامها من 20 ـ 30 سيارة مثبت عليها أسلحة متوسطة وثقيلة ويستقلها عشرات المسلحين، مواقع لقوات الحشد الشعبي في قرية علي ديوه لي، القريبة من الحدود الإدارية لقضاء تلعفر.
وأشار الخفاف إلى أن الاشتباكات بين الطرفين استمرت لأكثر من 3 ساعات متواصلة، قبل أن يضطر مسلحو التنظيم للانسحاب بعد وصول تعزيزات عسكرية من قبل الجيش وقوات الحشد الشعبي.
وبيّن أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 4 عناصر من الحشد الشعبي وإصابة آخر بجراح خطرة للغاية، وتدمير 3 أبراج للمراقبة واعطاب آلية عسكرية. ولفت إلى أن خسائر التنظيم البشرية لم تعرف لأنه أجلاها قبل الانسحاب، فيما أشار أن خسائره المادية بلغت تدمير مركبتين نوع «بيك آب» مثبت على إحداها سلاح ناري رشاش متوسط، والأخرى مثبت عليها سلاح ناري رشاش ثقيل نوع. وأضاف، أن التنظيم عاد مرة أخرى للاعتماد على خطة شن الهجمات المباغتة ضد القوات العسكرية والحشود المساندة لها، والتي تنتشر في المناطق الصحراوية المحيطة في مدينة الموصل، مشيرا أن هدف التنظيم من هذه العمليات هو استنزاف القدرات القتالية واللوجستية والتكتيكية للقوات.
وعلى صعيد متصل، أعلن «الحشد الشعبي»، في بيان أن «قوات اللواء 28 في الحشد الشعبي، أسقطت طائرة مسيرة في تل صفوك على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا».
وفي الموصل، قتل ضابط من فريق الدفاع المدني وجنديان عراقيان، بتفجير عبوة ناسفة ومنزل مفخخ في المدينة القديمة في الموصل، حسب مصدرين أمنيين.
وقال أحمد الحريثي، النقيب في مديرية الدفاع المدني (تتبع الداخلية) إن «قصي سعد المقدم في فريق النخبة في الدفاع المدني قتل بانفجار عبوة ناسفة خلال البحث عن جثث المدنيين بين الأنقاض في منطقة المشاهدة ضمن الموصل القديمة، فيما 3 آخرون من فرق الإنقاذ أحدهم سائق حفارة». وأوضح أن «الفريق القادم من بغداد يشارك ومنذ فترة مع الدفاع المدني في نينوى لانتشال الجثث وما خلفته المعارك وغالبا ما نتعرض لمثل هذه الحوادث التي تكون فيها المتفجرات غير مرئية وتحت الأنقاض».
وفي حادث مشابه، قتل جنديان عراقيان وأصيب ثلاثة آخرون بجروح بانفجار منزل مفخخ في الموصل القديمة.
وقال زاهد ياسين النقيب في الجيش العراقي أن «جنديين عراقيين قتلا وأصيب ثلاثة آخرين بانفجار منزل مفخخ في منطقة دكة بركة ضمن الموصل القديمة».
وأوضح أن «الانفجار حدث لحظة دخول قوة من الفرقة المدرعة التاسعة الدخول لإحدى الغرف التي جرى تفخيخها من قبل التنظيم بالمنزل الذي كان خاليا من السكان».
والإثنين الماضي، أعلنت الحكومة العراقية استعادة السيطرة على كامل مدينة الموصل، فيما تستمر القوات العراقية في تمشيط الأحياء المحررة مؤخرا لانتشال جثث المدنيين بين الأنقاض وإبطال المتفجرات والمفخخات التي خلفها تنظيم «الدولة».
وأفادت مصادر أمنية عراقية بأن القوات العراقية اعتقلت 250 من عناصر»الدولة» خلال الأيام القليلة الأخيرة من عملية تحرير الموصل القديمة، مشيرة إلى أنها لا تزال تلاحق آخرين مختبئين في الأنفاق تحت ركام المباني المدمرة.
وقالت المصادر «مع اقترب انتهاء المعركة، بدأ العشرات من عناصر التنظيم يسلمون أنفسهم للقوات العراقية بعد نفاد المؤن والأعتدة، وتم اعتقال أكثر من 250 من جنسيات مختلفة، بينهم خمس ألمانيات».
وأضافت أن «جميع المعتقلين يخضعون للتحقيق من قبل جهات أمنية خاصة للحصول على المزيد من المعلومات عن شبكات وامتدادات هذا التنظيم».
إلى ذلك، قال مصدر أمني، إن مسلحي تنظيم «الدولة» تسللوا إلى قرية في محافظة كركوك شمالي العراق، وقتلوا 4 مدنيين فيها.
وأوضح النقيب كامران محمود، الضابط في البيشمركه (قوات الإقليم الكردي شمالي العراق)، أن «مجموعة من مسلحي داعش تسللت فجر أمس إلى قرية جراق التابعة لقضاء الدبس شمال غربي محافظة كركوك».
وأضاف إن «مسلحي التنظيم قتلوا 4 مدنيين واختطفوا اثنين آخرين ثم لاذوا بالفرار».
ويحكم تنظيم «الدولة» قبضته على جيب كبير جنوب غربي محافظة كركوك، يضم قضاء الحويجة وناحيتي الرياض والزاب، بينما تسيطر البيشمركه على بقية المحافظة منذ فرار الجيش أمام تقدم «الدولة» قبل نحو ثلاث سنوات. ومن تلك المناطق يشن التنظيم هجمات متكررة على القوات العراقية والمدنيين في المناطق المحيطة ما يوقع خسائر في صفوفهم.
ويبعد قضاء الدبس مسافة 25 كلم شمال الحويجة، و45 كلم شمال غرب مدينة كركوك.
القدس العربي |