قصف سنجار ينذر بأزمة بين بغداد وأنقرة وأربيل..ما هو دور العامل الاميركي؟
يرأى المهتمون بالعلاقات بين العراق وتركيا أن قصف الطائرات التركية لمدينة سنجار، قد يتسبب بأزمة جديدة بين البلدين، في وقت دخلت واشنطن على الخط باعلان رفض القصف للمناطق العراقية، فيما حمّل الحزب الديمقراطي الكردستاني حزب العمال الكردستاني مسؤولية القصف بعد أن حول معاركه مع الجانب التركي الى منطقة سنجار.
حيث دان مجلس الوزراء العراقي، الثلاثاء، الضربة التركية التي استهدفت جبل سنجار وأسفرت عن مقتل خمسة من عناصر قوات البيشمركة، محذراً تركيا من تكرار ذلك.
وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي في مؤتمره الصحافي الاسبوعي، إن “مجلس الوزراء أدان الضربة التركية التي استهدفت مناطق عراقية”، مضيفاً أن “الحكومة العراقية تحذر تركيا من تكرار هذه الاستهدافات”.
وأشار العبادي إلى أن “اتفاقية النظام السابق التي كانت تسمح للأتراك بالتوغل قرابة 10 كم في الحدود الشمالية للعراق لضرب حزب العمال غير نافذة الان”.
بدورها دعت وزارة الخارجية العراقية، المجتمع الدولي الى اتخاذ موقف حازم وحاسم تجاه الاعتداء العسكري التركي على منطقة جبل سنجار، فيما اكدت ان العراق سيتبع الطرق القانونية والدبلوماسية لادانة هذا الاعتداء.
وقال المتحدث باسم الوزارة احمد جمال في بيان، ان “الوزارة تعبر عن رفضها واستهجانها للاعتداء العسكري التركي على منطقة جبل سنجار شمال العراق”، معتبرا انه “يعد خرقاً سافراً للمواثيق والمعاهدات الدولية ومبادئ حسن الجوار”.
واضاف جمال ان “هذا الفعل الذي مثّل تجاوزاً على السيادة العراقية يعكس سياسة لا يمكن القبول بها او السكوت عنها”، داعيا المجتمع الدولي الى “اتخاذ موقف حازم وحاسم تجاهه”.
واكد جمال ان “العراق سيتبع كافة الطرق القانونية والدبلوماسية وغيرها لادانة هذا الاعتداء وضمان عدم تكراره”.
أما الموقف الاميركي، فقد جاء بتأكيد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، على أن أي عمل عسكري في العراق يجب أن يحترم سيادة العراق على أراضيه، مبينةً أن الغارات التي شنتها تركيا لم تحصل على موافقة التحالف الدولي.
وقال البنتاغون، “نؤكد أن أي عمل عسكري في العراق يجب أن يحترم سيادة العراق على أراضيه”، بحسب قناة “الحرة”.
وأضاف، أن “الغارات التركية لم تحصل على موافقة التحالف الدولي وأدت إلى خسارات في الأرواح لدى حلفائنا”.
بدوره عبر المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، عن رفضه الشديد لقصف المقاتلات الحربية التركية لجبل سنجار ومحيطه والذي اسفر عن اسفر عن مقتل خمسة واصابة تسعة من قوات البيشمركة، محملا حزب العمال الكوردستاني مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية في سنجار.
وذكر بيان صادر عن المكتب، انه “نرفض بشدة قصف الطائرات الحربية التركية مواقع البيشمركة في سنجار، ولا يمكن قبوله بأي شكل من الاشكال”، مضيفاً ان هذه الحادثة سببها سياسات حزب العمال الكوردستاني الخاطئة.
وتابع البيان ان “الوجود غير الشرعي لعناصر العمال الكوردستاني في سنجار، هو من تسبب بالقصف التركي الذي أودى بحياة عدد من البيشمركة الابطال”.
وأضاف البيان ان “هذا الحزب ترك أراضيه ونقل حربا الى إقليم كوردستان لا مصلحة لشعب الاقليم منها”، مجددا دعوته لحزب العمال الى الانسحاب من سنجار.
ازاء تلك المواقف كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن إبلاغ الولايات المتحدة وروسيا وحكومة إقليم كردستان بالغارات التركية ضد حزب العمال الكردستاني في سنجار، مؤكداً أن بلاده ستواصل عملياتها العسكرية ضد الحزب.
وقال أردوغان، “أبلغنا الولايات المتحدة وروسيا وحكومة كردستان بالغارات ضد حزب العمال”.
وتابع، “لن نسمح بتحول سنجار إلى قاعدة لحزب العمال الكردستاني وسنواصل العمليات العسكرية ضدهم”.
عراق برس |