«الدولة الإسلامية» يحاول عرقلة حصار جيوبه في الموصل القديمة
حققت القوات العراقية، أمس الثلاثاء، تقدما واستعادت واحداً من أكبر أحياء الجانب الغربي من مدينة الموصل، شمال العراق، فيما نشر تنظيم «الدولة الإسلامية» عناصره في أحد الأحياء لـ»منع إطباق كماشة القوات العراقية على جيوبه في المدينة القديمة».
ونقل بيان عن الفريق عبد الوهاب الساعدي أحد قادة قوات مكافحة الإرهاب في الموصل، قوله: «استطاع ابطال جهاز مكافحة الإرهاب، الرتل الغربي، تطهير حي التنك بالكامل، وهو من أكبر الاحياء في الساحل الغربي (غربي الموصل) وكان يعتبر معقلا رئيسيا للمجاميع الإرهابية «.
وأكد الساعدي أن «حي التنك بالكامل تحت سيطرة جهاز مكافحة الإرهاب»، مشيراً إلى «وقوع اشتباكات عنيفة على مدى أكثر من أسبوع، تمكنت خلالها القوات العراقية من قتل عشرات الإرهابيين وتدمير أكثر من عشرين عجلة مفخخة». في الموازاة، أعلنت قيادة العمليات المشتركة، أن تنظيم الدولة أعدم نحو 15 شخصا في المدينة القديمة وسط الموصل بعد أن رحب سكان هذه المنطقة بعناصر من التنظيم تنكروا بزي الشرطة الاتحادية.
وقالت، في بيان «ارتكبت عصابات داعش جريمة بشعة صباح امس الأول الاثنين في احدى مناطق الموصل القديمة من خلال ارتداء زي الشرطة الاتحادية من قبل عدد من الإرهابيين وإيهام المواطنين الذين عبروا عن فرحتهم واستقبلوهم بالهتافات والترحيب».
وأضافت «لكن عصابات داعش الإرهابية فتحت النار عليهم وقتلت الاطفال والنساء».
والموصل مدينة ذات كثافة سكانية سنية، وتعد ثاني أكبر مدن العراق، وسيطر عليها «الدولة» صيف 2014، وتمكنت القوات العراقية خلال حملة عسكرية بدأت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من استعادة النصف الشرقي للمدينة، ومن ثم بدأت في 19 فبراير/شباط الماضي معارك الجانب الغربي. وانطلقت العمليات تحت غطاء جوي للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وسلاح الجو العراقي.
وتلجأ القوات العراقية إلى خطط الحصار والتطويق لدفع عناصر تنظيم الدولة للخروج من الموصل القديمة وتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين المحاصرين داخل الحي التاريخي في الموصل، وفق ما أكد الفريق الركن عبد الغني الأسدي قائد جهاز مكافحة الإرهاب.
وقال الأسدي إن «معظم المنازل في الموصل القديمة عتيقة جدا والشوارع والأزقة هناك ضيقة للغاية».
وأضاف أن «الوحدات التابعة له لا تشتبك مع الدولة الإسلامية في المواقع التي يحتجز فيها المتشددون مدنيين ويتخذونهم دروعا بشرية».
وتابع: «حتى نجنب أهلنا وعوائلنا إيقاع خسائر بهم اتُخذ هذا الأسلوب» مضيفا أن ذلك لا يعني عدم شن «عملية دقيقة.. ومحسوبة حتى نحرر أهلنا من الأسر الذي فرضه عليهم هؤلاء الأوباش». في المقابل، نشر تنظيم «الدولة» عشرات من عناصره في أحد أحياء غربي الموصل لـ«منع إطباق كماشة القوات العراقية على جيوبه في الموصل القديمة».
وقال النقيب في الجيش، حيدر علي الوائلي، إن «عشرات من تنظيم داعش انتشروا في المنطقة الصناعية ومقبرة وادي عكاب غربي الموصل».
وأضاف أن «العدو (تنظيم الدولة) يسعى لتأخير التحام قوات جهاز مكافحة الإرهاب القادمة من حي النهروان مع قوات الجيش العراقي في منطقة مشيرفة، والتي تمثل رأسي كماشة ستضيّق الخناق على بقايا فلول العدو في الموصل القديمة وبضعة أحياء أخرى مجاورة لها».
وحسب الوائلي، فإن «بضعة كيلومترات تفصل بين رأسي الكماشة العراقية، أكثر من نصفها أراضٍ مفتوحة تخلو من المباني السكنية»، مشدداً على أن «التقاء هاتين القوتين مسألة وقت لا أكثر». على صعيد آخر، قال الناشط المدني الموصلي محمد فاضل الحيالي، إن «بعض الأحياء المحررة في شطري الموصل تعاني من تعدد القوى العسكرية والأمنية، وتعدد جهات إصدار القرارات الأمنية والعسكرية».
وأكد أن «هناك ما يمكن وصفه بفوضى الملابس العسكرية العائدة لمختلف التشكيلات الأمنية، والتي يستغلها ضعاف النفوس من خلال تنفيذ أعمال سرقة وسطو وخطف بحق الأهالي وممتلكات الدولة أيضاً».
ودعا الحيالي «الجهات الأمنية إلى مضاعفة نقاط التفتيش في المناطق المحررة، والتدقيق بالأوراق الرسمية لمنتسبي الأجهزة الأمنية، كي يتم كشف أولئك الذين يحملون هويات مزورة يستخدمونها بالتنقل وتنفيذ جرائمهم بالسرقة والخطف».
وأعلنت قوات «الحشد الشعبي»، انطلاق عمليات استعادة السيطرة على بلدة الحضر الاثرية من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» جنوب مدينة الموصل.
وأفاد بيان صادر عن قوات الحشد أن «العملية انطلقت صباح أمس من ثلاثة محاور رئيسية لتحرير قضاء الحضر والمناطق المحيطة به من سيطرة عصابات داعش». وباشرت القوات فتح السواتر الترابية واقتحمت عددا من القرى الواقعة شمال الحضر ورفعت عشرات العبوات الناسفة التي نصبها عناصر «الدولة» كمائن.
وقال ابو مهدي المهندس، أحد أبرز قيادات الحشد، في فيديو مقتضب وجه خلاله نداء إلى الألوية المشاركة، «تبدأ عملياتنا محمد رسول الله تقدموا وتوكلوا على الله».
واستعادت القوات تلا أثريا يطلق عليه «تل هيلايم الاثري» كما استقبلوا عشرات الأسر التي فرت من مناطق القتال في محيط قضاء الحضر.
واستعاد الحشد الشعبي عشرات القرى الواقعة في الجهة الجنوبية الغربية لمحافظة نينوى وبلغ أطراف قضاء تلعفر الواقع شرق الموصل.
إنسانياً، حذّرت لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي، من تدهور الأوضاع الإنسانية نتيجة نقص الغذاء، في الجانب الغربي من الموصل.
ووصف عبد الرحيم الشمري، رئيس اللجنة البرلمانية، أوضاع المدنيين غربي الموصل بـ«المأساوية»، محذراً أن «النقص في الغذاء أدّى إلى جوع كبير بين المدنيين، قد يترتب عليه موت العشرات، إذا استمرت المعارك وقتاً أطول».
وفي سياق متصل، أشار الشمري إلى أن المدنيين الذين فروا من «الدولة»، يعانون من أوضاع صعبة بسبب سوء إدارة المخيمات، ومن تفشي بعض الأمراض مثل الجرب (مرض جلدي)، وصعوبة توصيل المساعدات لهم.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة الدولية (فاو)، التابعة للأمم المتحدة، أكدت نهاية مارس/آذار الماضي، وجود نقص حاد في كميات الغذاء لدى سكان المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة» في الجانب الغربي من الموصل.
الفدس العربي |