ظاهرة تعاطي المخدرات تنتشر وسط شريحة الشباب في المجتمع العراقي
القدس العربي»:تقود منظمات المجتمع المدني في العراق هذه الأيام، حملات شعبية لمواجهة تفشي المخدرات والتدخين وتشجيع الابتعاد عن تعاطيها، بالتزامن مع حملات تشنها الأجهزة الأمنية المختصة، ضد عصابات ترويج المخدرات، للحد من تفشي هذه الآفة المدمرة في المجتمع. وضمن الجهود الشعبية لمواجهة الآثار المدمرة للمخدرات، تقوم منظمات المجتمع المدني وناشطون بتنفيذ حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، لحث الشباب والمدمنين على التخلي عن المخدرات بأنواعها. وتحت شعار «بطّلت» نظم مركز «الهوية» (منظمة غير حكومية مستقلة) حملة لحث الشباب على الابتعاد عن تناول المخدرات والتدخين والحد منهما. وذكر مدير مركز الهوية للدراسات والأبحاث الإنسانية الدكتور زيد الدليمي لـ«القدس العربي» ان أبرز نشاطات المركز هو اعداد بحوث وتدريب في مجال مكافحة الإدمان على التدخين والمخدرات والمحافظة على البيئة، ويقوم بالاهتمام بشريحة المتعاطين والمدمنين على هذه الظواهر، منوها إلى التنسيق مع بعض الجهات الرسمية كوزارة الصحة والبيئة واللجان المختصة. وأشار إلى ان الإحصائيات المتوفرة لديهم عن حجم الإدمان على التدخين وصلت إلى 72 ألف شخص يتعاطى الدخان بينهم 614 مدمنا اضافة إلى 1032 من المدمنين على المخدرات، مشيدا بالتجاوب الشعبي مع الحملة التي يديرها المركز والتي بلغت أكثر من 600 ألف مشارك على مواقع التواصل أو الاتصال المباشر. وبين الدكتور ان المركز يعالج يوميا من 10 ـ 30 شخصا من المدمنين، حيث يقوم بتأهيلهم قبل احالتهم إلى الصحة النفسية في وزارة الصحة، كاشفا ان عمل المركز يعتمد على المتطوعين من الأطباء والعاملين في المجالات ذات العلاقة. وفي مجال عمل الأجهزة الأمنية، أعلنت قيادة عمليات بغداد، عن القاء القبض على عصابة مكونة من خمسة أفراد تتاجر بالمخدرات. وذكر بيان القيادة، إن «معلومات استخبارية دقيقة أفادت بوجود خمسة أشخاص يستقلون عجلة أجرة وفي حوزتهم كمية من الحبوب المخدرة يتاجرون بها، حيث قامت قوة من مركز شرطة الزهور بنصب سيطرة مفاجئة في منطقة الحسينية شمال بغداد وتم إلقاء القبض على العصابة وتسليمهم مع العجلة والمبرز الجرمي إلى مركز للشرطة ضمن قاطع المسؤولية». وفي محافظة النجف جنوب بغداد، أعلنت مديرية شرطة المحافظة، أنها دهمت منزلا لتاجر حبوب مخدرة في أحد الأحياء وألقت القبض عليه. وقال بيان المديرية ان «قائد شرطة محافظة النجف العميد محمد عبد الواحد اللامي شكل فريقا للتحري والتحقيق بعد ورود معلومات مهمة عن أحد تجار الحبوب المخدرة والمؤثرات العقلية». وأشار البيان إلى انه «بعد التأكد من المعلومات ومتابعة المتهم سارعت قوة أمنية لتفيش المنزل بعد صدور أمر قضائي وتم القاء القبض على شخص كان بداخل المنزل ووجدت بداخله حبوب وأسلحة وأعتدة، وتم ضبط 500 حبة مخدر و9 مخازن كلاشنكوف فارغة و17 اطلاقة 9 ملم مع مخزن عتاد مسدس واحد ورمانة هجومية وصاعق متفجر وثلاثة اصابع تي ان تي وبدلات عسكرية مختلفة». وفي محافظة ذي قار جنوب العراق، تمكن قسم مكافحة مخدرات ذي قار، من إلقاء القبض على متهمين اثنين بحيازتهما أقراصا مخدرة يتاجرون بها. وأشار بيان القسم إلى ان «مكتب مكافحة مخدرات سوق الشيوخ تمكن من إلقاء القبض على متهم يبلغ من العمر 28 عاما يسكن قضاء سوق الشيوخ ضبطت في حوزته كمية من الأقراص المخدرة نوع كبتاغون». وكانت إحصائية سابقة للهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات، أشارت إلى ان عدد المدمنين المسجلين لديها بلغ 16 ألف مدمن، بينهم أكثر من ألف طفل تتراوح أعمارهم بين (10 -14) في محافظة بغداد وحدها. وأكدت منظمات الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات، أن العراق أصبح بعد عام 2003 ممرا رئيسيا لتجارة المخدرات في العالم كونه يقع وسطًا بين الدول المنتجة والمستهلكة، كما أن الدول التي تصبح معبرا للمخدرات يتعاطى 10٪ من أبنائها تلكم الآفات المهلكة ويدمنون عليها. ويتفق المتابعون على ان ظاهرة تعاطي المخدرات والإدمان عليها أصبحت ظاهرة خطيرة انتشرت في المجتمع العراقي بعد عام 2003 وخاصة بين شريحة الشباب، نتيجة الفوضى والانفلات وتنامي عصابات تجارة وتهريب المخدرات القادمة من إيران، مع التأكيد على ان الاحصائيات حول حجم المشكلة لا تشمل آلافا من المتعاطين والمدمنين الذين لم يبلغوا أو يراجعوا المستشفيات للعلاج. كما يؤكد هؤلاء ان هناك عجزا في الإجراءات الحكومية عن الحد من هذه الظاهرة وما تتركه من آثار اجتماعية مدمرة كونها أحد أبرز الأسباب في تزايد جرائم القتل والسرقة والاغتيال والانتحار والاغتصاب، إضافة إلى هدر طاقات الشباب.
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words