كردستان: اعتراضات على تفرد حزبي البارزاني والطالباني بقرار استفتاء الاستقلال
قوبل قرار الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، تشكيل لجنة عليا للتشاور مع جميع الأطراف السياسية حول إجراء الاستفتاء وتقرير المصير، باعتراضات لقوى كردية وتركمانية في الإقليم، على خلفية التفرد في القرارات وآليات اجراء الاستفتاء.
وحسب مصادر، مباحثات الوفد التفاوضي المشترك للحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني مع بقية القوى والأحزاب السياسية غير الكردية في الإقليم واجهت العديد من التحفظات والاعتراضات لدى بعض الاحزاب الكردية.
وأشارت المصادر إلى أن عدة قيادات في الاتحاد الوطني ابدت تحفظاتها،
وكذلك، وجه سكرتير المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني، عادل مراد انتقادات إلى السلطات في الإقليم لمحاولتها القفز على الواقع وتحشيد الرأي العام باتجاه مسألة الاستفتاء والاستقلال من دون أي تهيئة واقعية أو تدبير مسبق.
ودعا، في بيان إلى إصلاح الأوضاع المزرية للمواطنين ومحاربة الفساد والتصدي للتجاوز على الحريات وإعادة الشرعية وسيادة القانون إلى إقليم كردستان المنهك والمنقسم على نفسه قبل طرح مسألة الاستفتاء.
كما أكد عضو المجلس القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، فريد اسسرد أن إجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم مرتبط بقانون رقم 4 للعام 2014 الخاص بالمفوضية العليا المستقلة للانتخابات وآلية إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان، والذي حدد أن الجهة الوحيدة من الناحية القانونية التي تطالب المفوضية باجراء الاستفتاء هي فقط برلمان كردستان، وهو ما يعني من زاوية أخرى أن عملية الاستفتاء تبدأ من برلمان الإقليم.
وقد لاحظ مراقبون في اربيل، أن اجتماع الحزبين غابت عنه، عقيلة رئيس الجمهورية السابق، جلال طالباني، زعيمة جناح الأغلبية في المكتب السياسي للاتحاد الوطني هيرو ابراهيم أحمد، مما عدوه مؤشراً على رفضها لآلية وكيفية وتوقيت اجراء الاستفتاء.
ووجهت النائبة، إلا طالباني، رئيسة كتلة الاتحاد في مجلس النواب، رسالة إلى قيادة الاتحاد عبرت فيها عن استيائها من تفرد المكتب السياسي في اتخاذ بعض القرارات الفردية من دون العودة إلى المجلس القيادي بما لاينسجم مع الصلاحيات الممنوحة له.
وبينت أن «إجراء الاستفتاء من دون كركوك لا معنى له لنا». كما حذرت من موقف المجتمع الدولي إزاء إجراء الاستفتاء من دون اعادة تفعيل المؤسسات الشرعية في الإقليم (البرلمان).
وأضافت «ما هو التبرير الذي سنقدمه نحن في الاتحاد والحزب الديمقراطي لقاء تجاوزنا على أصوات الملايين من الناخبين الذين منحونا ثقتهم وكيف سنتعامل مع ثقتهم لاحقاً؟».
وكانت حركة «التغيير» التي جاءت ثانياً في الانتخابات الأخيرة، انتقدت تفرد الحزبين بقضية الاستفتاء دون إعادة تفعيل البرلمان، حيث اتهم النائب عن كتلة الحركة، هوشيار عبد الله، الحزبين، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، باستخدام الاستفتاء والشعارات القومية الرنانة لإلهاء الجماهير عن المطالبة بحقوقهم وللتغطية على «فشلهما الذريع».
وقال في مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان، إن «وفدي الحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني اللذين زارا بغداد مؤخرا حول قضية الاستفتاء في إقليم كردستان لا يمثلان شعب الإقليم بأي شكل من الإشكال»، معتبراً أن «الجهة الرسمية الوحيدة الممثلة للشعب الكردي وتتحدث باسمهم هي برلمان الإقليم فقط والذي هو معطل حاليا بقرار حزبي وشخصي».
سعي الحزبين الرئيسيين في الإقليم إلى الإسراع بتمرير الاستفتاء على تقرير مصير الإقليم دون المرور عبر السلطة التشريعية (البرلمان المجمد) ودون مراعاة تحفظات بعض الأحزاب الكردية ومكونات غير كردية في الإقليم، سيجعل مهمة الحزبين صعبة ومحفوفة بالمخاطر، وفق مراقبين.
ولم تقتصر التحفظات بخصوص الاستفتاء، على الأحزاب الكردية، بل شملت بعض القوى في الإقليم، ومنها الجبهة التركمانية، بقيادة النائب أرشد الصالحي التي قاطعت الاستفتاء.
وقال سكرتير حزب «بيت النهرين» المسيحي، روميو هكاري، إن «المسيحيين مع إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان، لكنهم يريدون التأكد من وجود تطمينات تحفظ حقوقهم وتصونها كاملة».
ويذكر ان الاجتماع المشترك الذي عقده الحزبان، بحضور رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، وعدد من قادة الحزبين في مقر الاتحاد الوطني في أربيل، أفضى إلى تشكيل لجنة عليا من جميع الأطراف السياسية والمكونات الكردستانية للحوار مع القوى الوطنية العراقية حول المطالب وحل المشاكل بين الطرفين، وخاصة الاستفتاء.
القدس العربي |