القوات العراقية تتقدم ببطء غرب الموصل وتدعو المدنيين للابتعاد عن مواقع «الدولة»
بعد أيام على تعثر عمليات القوات العراقية غرب الموصل، اقتصر تقدمها، أمس الأربعاء، على حي واحد، فيما حذر الجيش عبر منشورات رماها من الجو، السكان «بالبقاء في المنازل والابتعاد عن مواقع تنظيم الدولة الإسلامية»، بسبب مواصلته القصف الذي توقف مؤقتاً بعد مجازر استهدفت مئات المدنيين.
وجاء في بيان لخلية الإعلام الحربي أن «منشورات (الجيش) تضمنت توصيات للمواطنين، بالبقاء في المنازل والابتعاد عن مواقع التنظيم المعروفة مثل المقرات ونقاط التفتيش ومواقع المدفعية والثكنات، لأنها بمجموعها ستكون أهداف للقصف من قبل الطيران العراقي والتحالف معا».
وحسب البيان «القصف سيستهدف (داعش) وليس المدنيين»
المنشورات، التي ألقيت في الجانب الأيمن من الموصل وتلعفر والبعاج والحضر والقيروان والمحلبية والحويجة والشرقاط والقائم، أشارت إلى أن «القوات العراقية ستبدأ باقتحام منطقتكم قريبا جدا، احم نفسك وعائلتك بالبقاء داخل المنازل وابتعد عن مواقع داعش المعروفة».
كما تضمنت بعض المنشورات، صور القنابل والمقذوفات وضرورة الحذر من العبث أو الاقتراب من الأجسام الغريبة والعبوات المتفجرة.
وسبق أن حذرت منظمات دولية من خطورة استمرار القصف بالأسلحة الثقيلة والطائرات بوجود المدنيين خاصة في الجانب الأيمن، الذي يضم ما يقرب من 400 ألف مدني.
قائد العمليات الثانية في جهاز مكافحة الإرهاب اللواء معن السعدي، قال لـ«القدس العربي» إن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب ما زالت تقاتل في أحياء المطاحن واليرموك جنوب غربي الموصل من أجل استعادتها من سيطرة التنظيم»، نافياً الأنباء التي تتحدث عن توقف العمليات العسكرية في المدينة».
وأضاف أن «القوات الأمنية تتقدم، لكن ببطء وحذر، بسبب وجود المدنيين في هذه الأحياء السكنية»، لافتاً إلى أن «ضعف الغطاء الجوي للعمليات العسكرية بسبب الظروف الجوية ووجود أعداد كبيرة من السكان يسهم أيضا في عرقلة تقدم القوات في أيمن الموصل».
في الموازاة، أعلن قائد الحملة العسكرية لتحرير الموصل، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، أن «قوات النخبة في الجيش العراقي انتزعت من تنظيم داعش أحد أحياء الجانب الغربي للمدينة».
وقال في نبأ عاجل بثه تلفزيون «العراقية» شبه الرسمي، إن «قوات مكافحة الإرهاب (قوات نخبة تابعة للجيش) حررت حي المغرب في الجانب الغربي للموصل»، التي يسيطر عليها «الدولة» منذ يونيو/ حزيران 2014، وتعتبر آخر معقل له في العراق.
وأضاف أن «القوات العراقية التحمت مع بعضها في حيي الآبار والمطاحن؛ إثر استعادة حي المغرب».
وبدأت القوات الأمنية المشتركة المدعومة من «التحالف الدولي» في 19 من الشهر الماضي عملية عسكرية لاستعادة الجانب الأيمن من مدينة الموصل لإخراج تنظيم «الدولة» من آخر معقل له في المدينة، بعد أن استعادت الجانب الأيسر بالكامل في 24 كانون الثاني الماضي.
وتقاتل القوات العراقية حاليا لاستعادة أحياء شمال غرب الساحل الايمن لمدينة الموصل من تنظيم «الدولة»، لكن عدد القتلى من المدنيين زاد خاصة في أحياء المدينة القديمة المكتظة بالسكان.
وتوقعت الأمم المتحدة، فرار المزيد من المدنيين مع اشتداد المعارك، الامر الذي يقتضي العمل على توسع مخيمات النازحين.
وفي الأنبار، أفاد مصدر في شرطة المدينة، أن 4 مدنيين من عائلة واحدة، قتلوا بقصف نفذه طيران حربي (لم يعرّف هويته) غربي مدينة الرطبة بالأنبار.
وأوضح النقيب أحمد الدليمي، أن «طيران حربي لم يتم التعرّف على هويته، قصف منزلا قرب موقع المنجم والمسح الجيولوجي غربي مدينة الرطبة (310 كم غرب الرمادي)».
وأضاف أن «القصف أسفر عن مقتل أربعة مدنيين من عائلة واحدة، في حصيلة أولية».
ولفت إلى أن «قوة أمنية توجهت إلى مكان الحادث ونقلت الجثث إلى الطب العدلي».
وتابع «قوة من الجهد الهندسي وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية الأخرى، تقوم بإزالة أنقاض المنزل، للبحث عن جثث أو جرحى محتملين».
ولم تصدر عن الجهات الرسمية العراقية أو قوات التحالف الدولي، أية بيانات بخصوص هوية المقاتلات التي نفذت القصف، ودوافعه، والجهة المستهدفة منه.
إلى ذلك، أفاد ضابط في الشرطة العراقية، بأن 4 مدنيين قتلوا وأصيب 5 آخرون بهجومين أحدهما استهدف سوقا شعبيا جنوب بغداد.
وقال النقيب في شرطة العاصمة نزهان الخضر إن «3 اشخاص قتلوا وأصيب 4 آخرين بانفجار عبوة ناسفة استهدفت سوقا لبيع الأسماك في قضاء اليوسفية جنوب بغداد».
وأضاف أن «مدنيا قتل وأصيب آخر بانفجار عبوة ناسفة محلية الصنع كانت مثبتة أسفل مقعد السائق لدى مروره في منطقة الدورة جنوبي بغداد».
كذلك قتل 3 مدنيين وأصيب 7 آخرون بانفجار استهدف تجمعا لعمال البناء في منطقة الوشاش، غربي بغداد.
وفي محافظة ديالى (شرق)، قال ضابط في الشرطة إن عنصرين في الشرطة قتلا وأصيب 4 آخرون بجروح في انفجار مزدوج بعبوتين ناسفتين في محافظة ديالى على بعد 60 كيلومترا شرق بغداد.
وبين حبيب الشمري، ضابط برتبة نقيب أن «دورية للشرطة تقل 5 اشخاص تعرضت لهجوم مزدوج بعبوتين ناسفتين في قرية الجيزاني التابعة لناحية العبارة شمال مدينة بعقوبة (عاصمة المحافظة)».
وأضاف أن الهجوم «تسبب بمقتل اثنين من عناصر الشرطة وإصابة 4 بجروح بينهم مدني».
وأوضح أن «الحادث هو الأول من نوعه منذ أشهر تتعرض فيه دورية للشرطة لهجوم ضمن حدود ناحية العبارة التي لم يظهر فيها نشاط لخلايا تنظيم الدولة».
القدس العربي |