Iraq, corruption in Iraq, Iraq election, Iraq bribery, Iraq politics, Kassim Al-Hassani, Jalal Talabani, جلال طلباني , قسيم الحسني
نحن نراقب والمستقبل يعاقب
تابعونا على
الصفحة الرئيسية   | تصل بنا   | نبذة عنا   | للمشاركة  
تحميل....
Mobile App تطبيق للجوال 11:03:47 - 29/03/2024 توقيت بغداد


الأخبار
الأكثر قراءة
2024-03-21
التوتر مع أربيل.. يضع تحديات مصيرية أمام الائتلاف الحاكم

 
2024-03-01
ترقب موعد جديد لانتخابات كردستان العراق بلا كوتا للأقليات

 
2024-03-16
التحالفات تتصارع: المرشح لرئاسة البرلمان العراقي سيكون “اسما جديدا”

 
2024-03-21
هدر 10 ملايين دولار في حقل الغراف النفطي في ذي قار

 
2024-03-12
وزارة المالية تربط صرف رواتب موظفي كردستان باستكمال عمليات التوطين

 
2024-03-09
شبكة متورطة بتزييف سبائك الذهب والعملة الأجنبية في صلاح الدين

 
2024-03-14
بعد إبعاده بقضايا جنائية.. "أبو مازن" يرشح بديلًا عنه لمنصب محافظ صلاح الدين

 
2024-03-01
العراق يستأنف مفاوضات انسحاب قوات التحالف الدولي

 
2024-03-08
استراتيجية الحلبوسي: جولات دبلوماسية ولقاءات ترضية لتأمين دعم مرشحه لرئاسة البرلمان

 
2024-03-06
لماذا النائب السلامي في الحبس ونور زهير طليقا؟

 
2024-03-20
وزارة الدفاع التركية: دمرنا 27 هدفا لـ"حزب العمال الكردستاني" شمالي العراق

 
2024-02-28
استهداف القاعدة الأميركية في حقل العمر النفطي شرقي دير الزور

 
2024-03-06
النائب السلامي أول مشهّر بوثيقة مزورة في البرلمان ودعوات الى لجم الاستجوابات المسيسة والكيدية

 
2024-03-14
ازدواجية الإقليم: هل يتجاهل كردستان العراق مسؤوليته في حماية الحدود؟

 
2024-03-11
تحالف الجفاف: مسار التعاون العراقي السوري في مواجهة التحديات المائية

 
2024-03-15
إعفاء امريكي جديد للعراق يُمكِّن إيران من الحصول على 10 مليارات دولار

 
2024-03-05
الحكم على النائب هادي السلامي بالسجن لمدة 6 أشهر

 
2024-03-10
القضاء يقضي بسجن مدير تنفيذي 15 عاماً

 
2024-03-03
تنتهي بأطفال "بلا هوية" مدى الحياة.. تقرير يكشف "فضائع" الزيجات الدينية غير المسجّلة في العراق

 
2024-03-09
غسالتان بـ78 مليون دينار وابتزاز بالجمرك.. عمليات للنزاهة في كركوك

 
2024-03-07
انقلاب على الكوتا: المحكمة تثير غضب الأقليات وتهز الساحة السياسية في كردستان

 
2024-03-13
حزب البارزاني يضغط على بغداد لمنع توطين رواتب الموظفين

 
2024-03-23
على مرمى حجر.. المحسوبية والمنسوبية تهدد عدالة التوظيف في العراق

 
2024-03-01
"نزاهة" السعودية توقف 126 متورطاً بالفساد بينهم موظفون من 5 وزارات

 
2024-03-26
المجمعات السكنية الفاخرة: بناء للطبقة البرجوازية على حساب الفقراء في العراق

 
2024-03-08
النفط يحطم الحلم الكردي بالاستقلال

 
2024-03-11
بغداد تحت الهجوم: تفاقم العنف والتصاعد الجريمي يثير القلق ويطرح تحديات

 
2024-03-26
تحالفات وصراعات: حكومة كردستان تتأرجح بين القرارات القضائية وضغوط الشارع

 
2024-03-01
العراق يتقدم بمؤشر “القوى الناعمة” 2024

 
2024-03-06
بلا نهاية: مفاوضات الانسحاب الأمريكي تستمر دون مؤشرات واضحة للنجاح

 
انقر هنا للمزيد ...
2017-03-31

     

أمريكا تتورط في حروب طويلة.. و «عقيدة» ترامب: التصعيد عسكريا.. الصدمة والترويع على غربي الموصل

 زادت قوات التحالف من ضرباتها الجوية على مدينة الموصل رغم اعترافها بالمسؤولية عن الغارات الجوية في 17 آذار/مارس من الشهر الحالي والتي قتلت العشرات في حي الجديد. وارتفع عدد الطلعات الجوية بنسبة 14% بنسبة 500 قنبلة سقطت على غرب الموصل اسبوعياً. 
ومع ذلك لا تزال القوات العراقية تواجه مقاومة شديدة من المقاتلين على الأرض. وكشف مسؤول عسكري أمريكي عن مقتل 774 جندياً عراقياً في المعركة على الموصل منهم 490 جندياً في شرقي الموصل و284 جنديًا في المعركة الدائرة على الجزء الغربي منها. فيما جرح على الأقل 4.700 جندي. 
وكتبت صحيفة «التايمز» البريطانية عن التفاصيل التي كشف عنها الجيش العراقي وغير المعروفة سابقاً وتظهر صورة قاتمة عن الهجوم الذي «غاص» فيه الجنود ويواجهون قتالاً من شارع إلى شارع في المدينة القديمة. 
واعترف القائد العام لقوات التحالف ضد الدولي الجنرال ستيفن تاونسند «إنه من أشد وأكثر المواجهات وحشية والتي مرت عليّ خلال 34 عاماً من خدمتي في الجيش». 
وأكدت البنتاغون أن سلطة اتخاذ قرارات شن غارات فوضت للقيادة الميدانيين. والنتيجة واضحة من الأرقام المتوفرة عن العمليات في أسبوع واحد حيث تم إسقاط 600 قنبلة على غربي الموصل حسب الجنرال ماثيو إسلر، القائد في سلاح الجو. 
وتشارك في الغارات المقاتلات بي-52 وإي -10 وورث دوغز وطيران البحرية الأمريكية أف إي-18 وهارييرز وطائرات بدون طيار «برديتيور» وسلاح الجو البريطاني، تايفون والطيران الفرنسي، رفائيل والبلجيكي أف-16. ومن أجل تحديد الأهداف للمقاتلات فقد قامت بوضع مراقب طيران مع الفرقة العراقية التاسعة في الموصل والذي يقوم بتوجيه طياري دول التحالف من خلال علامات ليزر حتى يقوموا بإطلاق القنابل الموجهة بدقة لأهدافها.

الأشد ضراوة

وفي تحليل في الصحيفة نفسها كتبه مايكل إيفانز جاء فيه أن القصف الجوي على غربي الموصل يعتبر الأكثر شدة منذ بداية الغارات على تنظيم «الدولة» في 8 آب/اغسطس 2014. ويقول إيفانز إن الكثافة في العمليات الجوية تعكس هدفين طلب ترامب تحقيقهما: تصعيد الهجمات على الموصل لطرد الجهاديين من معقلهم الأخير في العراق وبدء عملية الرقة لطردهم من معقلهم السوري. ومنذ البداية كانت عملية الموصل طويلة ولم تكن قوات سوريا الديمقراطية الموكلة جاهزة للعملية في الرقة. وتخطط القيادة العسكرية الأمريكية إرسال قوات مارينز إضافية إلى سوريا مع تعزيزات مدفعية جديدة وذلك لتسريع عمليات التحضير. وفي الوقت نفسه تبنت القيادة العسكرية اسلوب «الصدمة والترويع» في الموصل كما واجه صدام حسين الأسلوب نفسه عام 2003. ومع التصعيد زاد حجم الوقود الذي تستخدمه الطائرات الأمريكية، وتحتاج المقاتلات العسكرية يوميًا 430.000 غالون من الوقود للبقاء في الجو.
ولا تضم القنابل التي يتم إسقاطها يومياً (500 قنبلة) القنابل التي ترسلها مروحيات الأباتشي أو التي تطلقها المدفعية والقنابل الصاروخية والصواريخ.

استراتيجية جديدة

وتؤشر كثافة الغارات الجوية على الرقة والموصل وتلك التي شنها الطيران الأمريكي في اليمن ضد أهداف «القاعدة» عن استراتيجية جديدة. فقد قالت «نيويورك تايمز» إن إدارة ترامب التي لم يمض على تسلمها السلطة شهرين تقريباً تعمق تورطها في نزاعات الشرق الأوسط التي لا نهاية لها. 
وتعلق الصحيفة إن ما يجري لا يعبر عن عقيدة ترامب الجديدة في السياسة الخارجية بقدر ما تؤشر لتحولات في القرار العسكري الذي بدأ في عهد الرئيس باراك أوباما. 
وما نراه هو أول إشارات عن عمليات عسكرية مستمرة في ظل رئيس تعهد بتحقيق النصر. وتحدثت الصحيفة عن التحول في القرار العسكري للعمليات حيث لم يعد بيد البيت الأبيض ولا الرئيس كما كان في عهد أوباما. وفي مقابلة مع فوتيل قال فيها إن الإجراءات الجديدة سهلت من عمل القادة الميدانيين وطلب غارات جوية بدون انتظار موافقة ضباط أكبر رتبة منهم. وقال الجنرال فوتيل «نعترف بأن طبيعة القتال ستتغير ويجب علينا التأكد من وجود السلطات في المستوى المناسب.وأعطينا القيادة الميدانية قوة». وكان يشير لنقاش بدأ في تشرين الثاني/نوفمبر 2016 حول كيفية مواجهة تنظيم «الدولة» والتي وصلت مرحلة حرجة في كل من الموصل والرقة. 
ورغم التفاصيل التي ظهرت عن الضحايا المدنيين والمثيرة للقلق إلا أن التحول في الاستراتيجية تشمل على زيادة صغيرة في عدد القوات الأمريكية واستخدام القوة العسكرية وفي حالة اليمن، مثلاً استئناف دعم حلفاء الولايات المتحدة بعد توقفه بسبب الحرب الأهلية. وتتزامن التغيرات مع دخول الرئيس البيت الأبيض وكلامه الخطابي الذي وعد بجعل هزيمة تنظيم «الدولة» أولوية من أولوياته وزيادة النفقات العسكرية في الوقت الذي تحدث فيه عن قطع الميزانيات على الدعم الخارجي الذي تشرف عليه وزارة الخارجية ووكالة التنمية والتطوير الدولي.

بدون خطط

ويرى نقاد الإدارة أن التحركات الجديدة لا تحمل حلولاً واضحة في منطقة تكدرها الحروب. وبحسب روبرت مالي، المسؤول البارز السابق في إدارة الرئيس أوباما ونائب رئيس السياسات بمجموعة الأزمات الدولية فالتصعيد العسكري منذ وصول ترامب لم يرفق بخطط لما بعد الانتصارات العسكرية المحتملة. وقال «سيكون الجيش هو أول من يقول لك إن العملية العسكرية هي جيدة مثل الخطة الدبلوماسية والسياسية التي تقرن معها». ويرى أن غياب التخطيط الدبلوماسي للمستقبل في مناطق مثل اليمن وسوريا يعني خسارة الانتصارات العسكرية فيهما. وقال مالي «من التجربة المرة نعرف أن القوات الأمريكية يجب أن تظل متورطة لمدة طويلة أو أن يتبخر النصر بعد خروجها بوقت قصير». ويخشى آخرون من انجرار الولايات المتحدة إلى حروب قذرة ويتحول فيها الضحايا المدنيون إلى أداة دعاية للجهاديين ومصدر لكراهية الأمريكيين. 
ويرى البعض أن هذا يحدث الآن. ونقلت عن مواطن في الرقة قوله «داعش سعيد للغارات الأمريكية على المدنيين بشكل يثبت شعاراته أن الأمريكيين يريدون قتل المسلمين في كل مكان وليس مسلحي تنظيم الدولة». 
وتشير الصحيفة إلى ان التحول تجاه مشاركة أعمق في الحروب طال ميداناً من الميادين التي تعتبر من إرث أوباما وهو أفغانستان حيث يرابط 8.400 جندي أمريكي هناك بالإضافة إلى5.924 جندي من دول حلف الناتو. وهناك خطط لإرسال 300 من قوات المارينز إلى إقليم هلمند. 
وهذه أول مرة يتم فيها نشر قوات أمريكية منذ عام 2014. ودعا قائد القوات الأمريكية هناك لإرسال «بضعة آلاف» من القوات الأمريكية وقوات التحالف إلى أفغانستان.

عميق

وتعلق «نيويورك تايمز» أن المشاركة الأمريكية أعمق في كل من سوريا واليمن والعراق، التي استفاد فيها تنظيم «الدولة» و»القاعدة» من حالة الفوضى فيها. ورغم تحديد أوباما عدد القوات الأمريكية فيها إلا أنه حاول البحث عن مخرج دبلوماسي للحروب فيها. واستعان أوباما بالدرون لملاحقة وقتل قادة «القاعدة» وأرسل آلافاً من المستشارين الأمريكيين لدعم الجيش العراقي. 
وانتقد أوباما لتأخيره قرار الغارات بشكل كان يحبط القادة العسكريين. ومن هنا تساءل البعض إن كانت لهجة ترامب القاسية ضد الجهاديين مدعاة لتخفيف قواعد الاشتباك وعدم الاهتمام بالمدنيين. ونفى الجنرال فوتيل في شهادته أمام الكونغرس شيئاً من هذا وأكد على أن قواعد الاشتباك لا تزال كما هي.

اليمن

وتبدو تعقيدات الحروب بالمنطقة واضحة في اليمن حيث تلعب الولايات المتحدة دورين وهما دعم التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين ومحاربة «القاعدة». ولم تحقق الحملة التي تقودها السعودية الأهداف المنشودة منها وهي إخراج المتمردين من العاصمة وإعادة الرئيس الشرعي، عبد ربه منصور هادي. 
وكانت إدارة أوباما قد قللت من المساعدات العسكرية وعلقت صفقة بيع أسلحة للسعودية. ومنذ وصول ترامب للبيت الأبيض قام بالدفع باتجاه صفقات أسلحة لدول التحالف. وفي الوقت نفسه صادق على استئناف بيع أسلحة متقدمة للسعودية. ويعلق فهد الناظر، المستشار السياسي للسفارة السعودية في واشنطن أن إدارة ترامب «تفهم أنها في موضع للعب دور استثائي في تحقيق الإستقرار في المنطقة. وأعتقد ان هناك التقاء بالمواقف بين القيادة السعودية وإدارة ترامب». وفي الوقت نفسه تلاحق الإدارة تنظيم «القاعدة» حيث شنت هذا الشهر 49 مرة واعطت البنتاغون صلاحية لاعتبار مناطق في اليمن «معادية». 
ويرى نقاد أن هذا التصعيد الأمريكي في اليمن يجري بدون خطة واضحة. وتعلق كاثرين زيمرمان، الزميلة الباحثة في «معهد أمريكان إنتربرايز» «مع التصعيد العسكري لم نر تصعيداً في الدبلوماسية».

تجاهل الدبلوماسية

والدبلوماسية هي الغائبة عن سياسة ترامب، فخططه لتخفيض ميزانية الدعم الخارجي التي تشرف عليها عادة وزارة الخارجية ستترك أثرها السلبي على دور الولايات المتحدة في الخارج. 
ومن هنا علقت «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها على قرار الإدارة الحالية بالقول إن «من أعظم إسهامات أمريكا في السلام العالمي نابعة من الاستثمار التاريخي في الدعم الأجنبي. فبعد هزيمة الفاشية في الحرب العالمية الثانية قامت بمساعدة الدول التي مزقتها الحرب في أوروبا واليابان وساعدت في تحويلها لقصص نجاح اقتصادي ولحلفاء ديمقراطيين ضروريين». 
وأضافت أنه من الواجب تذكر هذه الدروس في ضوء خطط ترامب تخفيض برامج الدعم الأجنبي بنسبة 30% مقابل زيادة الميزانية الدفاعية بنسبة 10%. وقالت إن أقسى القرارات ما يقال بقطع ميزانية مليار دولار عن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وبرامج تقدم الخدمات للأطفال المحتاجين. وتعلق أن ترامب على ما يبدو يعتقد أن «عظمة أمريكا» تأتي من فوهة البندقية وزيادة البوارج الحربية والترسانة النووية بدلًا من الجمع بين التفوق العسكري و»القوة الناعمة». وتقول إن برامج المساعدة الأجنبية التابع لوزارة الخارجية تعرض في الماضي لتخفيض في ميزانياته. 
وتظهر استطلاعات أن الأمريكيين عادة ما يبالغون في النفقات الفدرالية على برامج الدعم الخارجي والتي لا تشكل إلا نسبة 1% من الميزانية أي 36.6 مليار في عام 2017. ويتم إنفاق بعض الأموال في الولايات المتحدة. 
وتعترف الصحيفة أن الدبلوماسية لا تمنع الحروب، وسوريا هي المثال الأوضح إلا أن الحرب عادة ما تكون الخيار المحتمل حالة لم يتم اللجوء إلى الدبلوماسية. ويظل الاتفاق النووي عام 2015 أوضح دليل وكذا اتفاق دايتون عام 1995 الذي أنهى الحرب في البوسنة. وهناك أمثلة أخرى مثل الإتفاق الأمريكي ـ الروسي الذي تعهد فيه البلدان لتخفيض ترسانتهما النووية. وتقول إنه بدلاً من تخفيض ميزانية وزارة الخارجية التي تعد أقل من تلك المخصصة للدفاع يمكن مساعدتها على إنفاقها بشكل جيد. 
وتتهم وزير الخارجية، ريكس تيلرسون الذي كان مديراً لشركة أيكسون موبيل بالتواطؤ مع ترامب. ففي أثناء زيارته لطوكيو قال إن نفقات الخارجية بشكلها الحالي لا يمكن الحفاظ عليها «ومع مرور الزمن فلن تشارك الولايات المتحدة إلا في حروب قليلة». 
وإذا كان كلامه صحيحاً فسيكون جدالًا ضد زيادة النفقات الدفاعية. وتقول إن الكونغرس الذي بيده تقرير الميزانيات بدأت أصوات عدد من نوابه تتعالى ضد إجراءات ترامب. والسؤال فيما إن كان ترامب وتيلرسون وكلاهما رجل أعمال لا يعرفان أخلاقيات الخدمة العامة سيستمعون للأصوات المجربة.

إقناع تركيا

وما دمنا نتحدث عن خبرة تيلرسون، فيجب الإشارة للخطوة التركية التي أعلنت فيها نهاية عمليات «درع الفرات» التي تقول صحف إنها مرتبطة بزيارة وزير الخارجية إلى أنقرة. ففي مقال بـ «كريستيان ساينس مونيتور» جاء فيه أن أمريكا وتركيا تقفان نظرياً على الجبهة نفسها في الحرب ضد تنظيم «الدولة». وميدانياً حيث تقترب معركة الرقة، هناك اختلاف كبير بينهما بالنسبة للطريقة التي يجب أن تدار فيها المعركة. وتقول الصحيفة إن حالة الاحباط بين الطرفين نابعة من دعمهما لجانب في الحرب. 
ويرى محللون أن التوتر بين أمريكا وتركيا أعمق من الخلاف على سوريا ويزداد مع تراجع آمال أنقرة من تبني إدارة ترامب رؤية تختلف عن أوباما وتقود بالتالي لتحسن جذري في العلاقات الثنائية. فقد كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه «العدالة والتنمية» يتوقعان تعاطفاً أكثر من إدارة ترامب بعد سنوات من التوتر المتزايد مع إدارة فيما يتعلق بميول أردوغان الشمولية وملف حقوق الإنسان وتحالف أمريكا مع المقاتلين الأكراد في سوريا. 
ويقول الزميل في المعهد الأطلنطي في واشنطن، آرون ستين «تنتهج أمريكا تكرهها تركيا بغض النظر عمن يوصل الرسالة.. ولا أرى أن هناك مصالح مشتركة بينهما، فقد ابتعدنا كثيراً عن بعضنا البعض». وفي هذا السياق تشير إلى خيار واشنطن للتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية في الرقة. وهي مظلة غالبيتها من قوات حماية الشعب التي تعتبرها تركيا جزءًا من حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه إرهابيًا. ومن هنا تصر تركيا على أن تتقدم قوات عربية تدعمها نحو الرقة وتتهم كلاً من أمركيا وروسيا بدعم مجموعة «إرهابية» مصرة على إقامة دويلة كردية متحالفة مع أكراد تركيا الإنفصاليين. 
كما تطالب تركيا أمريكا بقطع علاقاتها مع قوات سوريا الديمقراطية ولجان المقاومة الشعبية وإلا فلن تشارك في هجوم الرقة والذي يتوقع بدؤه بعيد انتهاء تركيا من التصويت في الاستفتاء بتاريخ 16 نيسان/أبريل. 
ويقول ستين، مؤلف «السياسة الخارجية الجديدة لتركيا» أن لقاء تيلرسون مع أردوغان سيكون: «الرقة، الرقة ثم الرقة» وتوقعات الأمريكان ألا تسير الأمور بشكل جيد. ويقول ستين «لا أظن أن هناك مجالاً حقيقياً للمناورة حتى تسقط الرقة وتبدأ وتيرة المعركة بالتباطؤ.. وبعدها يمكن محاولة إعادتها على المستوى الجيوستراتيجي الأوسع والقول بأن العلاقة التكتيكية مع أكراد سوريا قد انتهت فلنعمل معاً لمحاربة التهديد الأعرض». 
وقد تكون سوريا هي أكبر نقطة خلاف ولكنها ليست إلا واحدة من قائمة مظلوميات تركية تسببت بزيادة التوتر بين أمريكا وتركيا في السنوات الأخيرة. وتتضمن اعتقال مسؤول كبير في اكبر البنوك التي تملكها الدولة في تركيا يوم الإثنين في مطار جي اف كي بتهمة تسهيل تجنب العقوبات التي تفرضها أمريكا على إيران. كما أن تركيا غاضبة لأن واشنطن لم تسلمها فتح الله غولن المقيم في بنسلفانيا والذي تتهمه تركيا بالوقوف خلف الانقلاب الفاشل. 
واعتقد البعض في تركيا بأن حديث ترامب الحازم بخصوص تنظيم «الدولة» وقوله بالتزامه بمحاربة التنظيم في سوريا والعراق ونظرته التجارية سيكون قريبا من أردوغان وأن ينتج عن ذلك أرضية مشتركة. 
ولم يحصل هذا بالرغم من محاولة أمريكا تحسين العلاقات من خلال عدد من الاجتماعات عالية المستوى مع المسؤولين الأتراك، بما في ذلك زيارة من مدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبي ورئيس هيئة الأركان المشتركة، جوزيف دنفورد. 
وتفقد الجنرال الأمريكي في أواسط شباط/فبراير القوات العربية السورية التي تدربها تركيا في محاولة لإقناع أمريكا في استخدام تلك القوات في معركة الرقة حسب ما قاله ميتهان ضمير، المحلل المقيم في أنقرة، ولكن بقي موقف أمريكا هو مساعدة قوات سوريا الديمقراطية وهو ما كان محبطاً للجانب التركي. 
ويقول ضمير «ستشرك أمريكا تركيا بطريقة أو بأخرى في هذه اللعبة لأنه وبدون تركيا ليس من السهل القيام بهذه العملية مع قوات سوريا الديمقراطية أو غيرها.. ولكن المشكلة هي أن تركيا تقول أنه من المستحيل أن تتدخل ما دامت القوات الكردية في المعادلة». وبسبب الوضع السياسي الداخلي أجلت أمريكا الهجوم على الرقة إلى ما بعد اجراء الاستفتاء في وسط نيسان/أبريل. 
وقد يعرض تيلرسون المساعدة في إعادة بناء أجزاء من شمال سوريا والتي احتلتها تركيا خلال عملية عبر الحدود أطلقت عليها عملية درع الفرات ولا توجد هناك مؤشرات أن البنتاغون سيدير ظهره للميليشيات الكردية التي أثبتت نجاعتها في الحرب ضد تنظيم «الدولة». وكان أردوغان قد انتقد يوم الاثنين أمريكا قائلاً: «لا نعتبر التعامل مع منظمة إرهابية مناسباً إذا ما اعتبرنا شراكتنا الاستراتيجية والتحالف مع ناتو». 
وقال العميد الجنرال التركي المتقاعد خلدون سولمازترك لإذاعة صوت أمريكا التركية: «أظن أن الجانب العسكري من العلاقة التركية الأمريكية مغلق ولا يبدو أنه سيكون هناك انفراج». وأضاف بأن زيارة تيلرسون ستخدم في محاولة ابقاء العلاقات السياسية تحت السيطرة ولن تحدث تقدماً في المجال العسكري «فمن الواضح أن المصالح الأمريكية والمصالح التركية لا تلتقيان عندما تتعلق المسألة بسوريا والشرق الأوسط»، وأعرب عن قلقه البالغ بخصوص مستقبل العلاقات التركية الأمريكية.
وفي النهاية يعتقد المحللون أن الفرصة ضئيلة أمام تحول الخلاف الأمريكي التركي إلى تحول تركي عن التحالف الغربي وخاصة أن روسيا أيضاً تحالفت مع الأكراد في سوريا.

القدس العربي
تعليقات الزوار
سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة
Will delete comments that contain inappropriate words

الاسم  *
البريد الالكتروني
النص  *
يرجى ادخال كلمة التحقق

لكي نتأكد من أن الذي يستعمل صفحة الانترنت هو شخص وليس آله أو برنامج يتصفح الانترنت بشكلاتيكي



Refresh this code
تحديث الكلمة



قائمة التعليقات





ارسال الرابط الى صديق

الى البريد الالكتروني  *
من
الرابط  *

الأخبار
أمريكا تتورط في حروب طويلة.. و «عقيدة» ترامب: التصعيد عسكريا.. الصدمة والترويع على غربي الموصل

http://www.iraq5050.com/?art=73539&m=5

Iraq 5050.com
موقع يهتم بالقضاء على الفساد المالي والاداري
في العراق من خلال كشف الحقائق ونشر الوثائق




 

 
استلم اخر الأخبار     *إيميل:   *تأكيد الإميل:   *الدولة:
© Iraq5050 , 2010. جميع الحقوق محفوظة