تهنئة مسلوخة العطر من " قوباد " .!
" قوباد " هو نجل الرئيس السابق جلال الطالباني , وهو من مواليد الشام , وحسب المصادر الأخبارية فأنّه عاش في العراق أقلّ بكثيرٍ من بضعة سنواتٍ قلائل , وامضى حياته بين لندن وواشنطن . السيد قوباد متزوج من يهودية – امريكية اسمها " شيري غراهام " والتي كانت تعمل مع الجنرال " غارنر " الذي سبق بريمر في بداية الأحتلال , كمندوبة عن وزارة الخارجية الأمريكية . لسنا هنا بصدد عرض ال C. V للاستاذ قوباد , لكنّ ما اشرنا اليه اعلاه بأختزالٍ واختصار , هو بسبب مجهولية شخصه وأسمه لمعظم الراي العام العراقي – العربي . أمّا سبب اختيارنا لعنوان هذه المقالة , فمؤداه أنّ قوباد الطالباني بعث برسالة تهنئة الى " مكونات " سكّان محافظة كركوك .! , وحيث أنّ ممثّلي كلا المكوّنين العربي والتركماني في مجلس محافاظة كركوك قد رفضا رفضاً قاطعاً رفع العلم الكوردي فوق مبنى المحافظة والدوائر الحكومية الأخرى , فكيف يتسنى لنجل الرئيس الطالباني تهنئة عرب وتركمان كركوك .!؟ وهي مناسبة حزينة لديهم .!
هنالك اسئلةٌ قليلةٌ في عددِ كلماتها " بشأن تهنئة قوباد ", لكنها ذي معانٍ غزيرة , وهذه الأسئلة إمّا لا اجوبة عليها او لها اجوبة مزدوجة او حتى مكعّبه .!
هل أنّ رسالة التهنئة هي عملية " استخفاف واستفزاز " للمكونين العربي والتركماني , وهي تعني فيما تعني أنّ رفع العلم الكردستاني قد جرى رغماً عن أنوف عرب وتركمان العراق بأكمله .! , وهل ذلك مدعوم امريكياً واسرائيلياً بطريقةٍ ضمنية تكاد تقترب نسبيا او غير نسبيٍّ من " كاتم صوت " .!
ثُمّ , وإذ لا شكّ ولا ريبَ أنّ عملية رفع العلم وإصدار برقية التهنئة مبرمجة وممنهجة مسبقاً وفق ايقاع سياسي على الأقل , فلماذا جرى هذا الأجراء المفاجئ والمباغت اثناء منتصف معركة الموصل وليس قبلها او مع انطلاقها , والمقصود بعد بلوغها مرحلةً ساخنة .؟ ولماذا ايضا جرى توقيت رفع العلم بعد حدوث حادثة " مجزرة الموصل " التي قتل بها طيران التحالف مئات العوائل المسكينة وأحالها الى ركامٍ تحت الركام .! , الا يعني ذلك استغلال واستنفار للوضع النفسي المتأزّم للرأي العام العراقي جرّاء مضاعفات المجزرة , بالأضافة لأنهماك طاقم السيد العبادي بمجريات المعركة والصراع مع مراكز القوى .! فضلاً عن الإنشغال بالتهيئة لحضور وترؤس وفد العراق الى القمة العربية بدلاً عن رئيس الجمهورية .!
رسالةُ تهنئة الأستاذ قوباد , والتي لا تقدّم ولا تؤخّر , ومهما كان لها من أبعادٍ مفترضة لم يجرِ كشف او خلع اثواب معانيها الحقيقية بعد , لكنّ كلّ ما جرى من الأنتهاز في اجواءٍ ساخنه , فيبدو أنه منبثقٌ من قُصر النظر السياسي , حتى لو كان ابعد قليلاً جداً من المدى المنظور القريب .!
رائد عمر العيدروسي
كتابات |