الصدر يهدّد بمقاطعة الانتخابات في حال الإبقاء على المفـوضيـّــة
المدى
هدد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس الجمعة، بمقاطعة الانتخابات القادمة في حال بقاء المفوضية وقانونها الانتخابي دون تغيير، داعياً أتباعه إلى مواصلة "ثورة الإصلاح السلمية" للقضاء على الفساد.
وتوجه آلاف المتظاهرين، أمس الجمعة، إلى ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، للمشاركة في تظاهرة مطالبة بالإصلاح دعا لها زعيم التيار الصدري. وفرضت القوات الأمنية اجراءات أمنية مشددة قبل ساعات من بدء التظاهرة، وأغلقت الطرق والجسور والساحات المؤدية لوسط العاصمة.
وعاد التيار الصدري مجدداً إلى الاحتجاج في شوارع بغداد بعد مشاركات وصفت بـ"المتذبذبة"، خلال الأشهر الماضية، تخللتها مواجهات دامية مع أجهزة الأمن كان آخرها في شباط الماضي عندما حاول متظاهرون عبور نهر دجلة للوصول الى بوابة المنطقة الخضراء.
وقال الصدر، في كلمه له أمام الآلاف من انصاره في ساحة التحرير، وتابعتها (المدى)، إن "كل محب للوطن يجب ان لا يعطي صوته الثمين للفاسدين في الانتخابات المقبلة، فصوته هو من ينقذ الوطن".
واعتبر الصدر ان "استمرار التظاهرات يعني زوالهم (الفاسدين) شلع قلع من خلال تغيير أُسُسُهم التي من خلالها وصلوا إلى سدة الحكم، والتي أُعني بها مفوضية الانتخابات".
وأضاف زعيم التيار الصدري "يجب إعطاء تلك الأصوات إلى الخيرين فقط ومن يتحلى بالوطنية بعيداً عن الطائفية، وشريطة أن لاينتمي إلى أحزاب قد اقتسمت الكعكة"، لافتاً إلى ان من وصفهم بالفاسدين "سيحاولون العودة لبناء أمجادهم من جديد".
وخاطب الصدر أنصاره، بالقول "يجب أن تقفوا وقفة رجل واحد لتهبوا أصواتكم ليس لي ولا إلى من ينتمي لي، بل لكل كفوء ومحب للوطن، وأنا بانتظار وقفتكم الأخيرة هذه وثورتكم من خلال صناديق الاقتراع التي يجب أن تكون بأيادٍ مستقلة". وأكد أن "بقاء المفوضية وقانونها ذلك يعني سنقاطع الانتخابات والخيار للشعب ليس لي أو لغيري".
وكان الصدر حدد، في تصريحات صحفية سابقة، ثلاثة شروط للمشاركة في الانتخابات هي: تغيير المفوضية، وتعديل قانون الانتخابات، وتشكيل "أغلبية اصلاحية" بعد استبعاد وجوه وصفها بـ"الفاسدة
والبائسة".
وحثّ الصدر أتباعه بالقول "استمروا بالثورة الإصلاحية بلا كلل ولا ملل، وإن نجحوا باغتيالي والمحافظة على سلمية المظاهرات سلمية والى النهاية".
ورأى زعيم التيار الصدري أن "ثورة الإصلاح" التي يقودوها منذ أكثر من عام "أثمرت أمراً مهماً جداً، وهو إنا زرعنا حب الوطن وبغض الفساد مهما كان إنماؤه أو عقيدته، تلك البذرة التي أقضت مضجع الفاسدين، فهم ممن صنعتهم المناصب وارتفعوا بجمع الأموال وزرع الخوف في قلوب الناس ولا بد لتلك البذرة أن تسقى بماء معين لتكبر".
وتحدث الصدر أمام جماهيره عن تلقيه تهديدات بالقتل لكنه استدرك بالقول "لسنا ممن يخافون من التهديد بالقتل أو الموت كما دأب الكثير منهم بإيصال رسائل التهديد". وقال أن "الرسائل باتت واضحة وجلية إن نجحوا بقتلي أو اغتيالي أسألكم الفاتحة والدعاء".
ويشارك انصار التيار الصدري بقوة في التظاهرات التي تشهدها بغداد وعدد من المحافظات منذ أكثر من عام، وبلغت ذروتها باعتصام دعا له الصدر العام الماضي.
واشتبك أنصار التيار في أكثر من تظاهرة مع القوات الأمنية. كما اقتحم متظاهرون تابعون للتيار مبنى الحكومة والبرلمان نهاية نيسان الماضي.
وانتهت آخر تظاهرة في شباط وسط ساحة التحرير، شهدت القاء كلمة نيابة عن الصدر، بصدام مع القوات الأمنية أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المشاركين، على خلفية محاولة متظاهرين الوصول الى بوابات المنطقة الخضراء.
في حين نسقت القيادات في تيار الصدر، هذه المرة، مع عمليات بغداد لمنع تكرار سيناريو ما حدث في المرة الأخيرة. |