الفارون من الموصل ينقلون معهم أمواتهم
من بعيد، يبدو العراقيون المنهكون الذين يفرون من مناطق يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» في مدينة الموصل وكأنهم يدفعون أمامهم بأيديهم أمتعتهم على عربات.
لكن سرعان ما يتضح أن حمولتهم كانت أغلى من ذلك بكثير وأكثر مأساوية في الوقت نفسه. فقد رفع أحد الرجال غطاء متربا رقيقا ليكشف عن جثمان لطفل يغطيه الغبار والدم، كان واحداً ضمن عدد من الجثامين التي تكدست على العربة.
قال الرجل، وهو يصف كيف أصابت ضربة جوية منزل الأسرة: «إنه ولدي.. لقد رحل».
وتقصف طائرات هليكوبتر عراقية غرب الموصل بالصواريخ مع تقدم القوات الحكومية في آخر معقل كبير للتنظيم في البلاد.
قال الرجل الهارب من غرب الموصل، وهو يكشف عن جثث أخرى لصغار على العربة «حدث هذا بسبب الضربات الجوية. كان هؤلاء في منازلهم وقتلتهم الضربات الجوية».
وأوضح أن «الضربة الجوية وقعت قبل ذلك بثلاثة أيام قرب محطة القطارات الرئيسية في الموصل وهي منطقة كانت الأسرة قد انتقلت إليها للتو بعد فرارها من منزلها في حي وادي حجر عندما اشتد القتال.
وعلى طول الطريق، تدفقت أسر أخرى ومعها عربات مشابهة تقل أقارب مسنين صوب حافلات تم إرسالها لنقل المدنيين إلى مخيمات.
وسوف ينضم هؤلاء إلى نحو 255 ألف شخص نزحوا بالفعل من الموصل ومناطق قريبة منها منذ أكتوبر تشرين الأول عندما بدأت الحملة العسكرية التي تدعمها الولايات المتحدة لطرد التنظيم من المدينة.
وأوجد هذا تحديا هائلا أمام منظمات الإغاثة لتوفير الطعام والمأوى لأناس أرهقتهم سنوات من العناء.
رويترز |