الأكراد يحيون ذكرى مجرزة حلبجة
أحيت مدن إقليم كردستان، أمس الخميس، الذكرى 29 لمجزرة حلبجة المتهم بارتكابها نظام صدام حسين ضد الأكراد عام 1988.
وجرى تنظيم فعاليات حكومية وحزبية، وأنشطة مختلفة، مثل الوقوف دقيقة حداد في المدن الرئيسية على أرواح الضحايا.
وأقيم تجمع خطابي في مدينة حلبجة التي تحولت إلى محافظة، حضره ممثلو الدول العربية والأجنبية في الاقليم والمنظمات الدولة المعنية وزيارات إلى نصب الضحايا في حلبجة.
ووصف رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، حادثة قصف حلبجة بالاسلحة الكيمياوية في زمن النظام السابق، حادث «مؤلم وضد الإنسانية».
وقال في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نائبه آرام الشيح محمد في مبنى مجلس النواب بمناسبة الذكرى الـ29 لحادثة حلبجة، إن «البرلمان يحيي اليوم الذكرى السنوية لذكرى حلبجة المؤلمة في نفوس العراقيين».
ولفت إلى أن «هذه الفاجعة ضد الإنسانية واستهدف ابناء حلبجة والعراقيين واستهدف الانسان بقيمه وأصالته، وهو في ذات الوقت تعبير عن الإباء والبحث عن الحرية».
واشار إلى أن «احياء هذه الحادثة المؤلمة ترتب في نفوسنا الارادة الحقيقية من اجل تلبية مطالب الناس ويجب أن لا تكون حادثة تمر علينا مرور الكرام، ويجب ان يلتزم بها الجميع واولهم مجلس النواب».
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إن ذكرى «جريمة» مدينة حلبجة «لن تزيدنا إلا قوة ووحدة». وإن بلاده حاربت «جيلا من الإرهابيين كانوا امتدادا لنظام البعث (السابق)».
وأضاف «إننا نستذكرُ بألمٍ بالغ اليوم أحد جرائم النظام الدكتاتوري المباد الذي ارتكب جريمة حلبجة وراح ضحيتَها آلاف العراقيين الأكراد الأبرياء في عملية إبادة جماعية بالأسلحة الكيمياوية ما زالت آثارُها شاهدا حيا على ما فعله (نظام) البعث المقبور بالشعب».
وتابع: «حاربنا جيلاً من الإرهابيين والعصابات التي كانت امتدادا للنظام البعثي.. وانتصرنا، وسنعززُ هذا الانتصار بالحفاظ على شعبنا والدفاعِ عن حريته مهما كلفنا ذلك».
كذلك، دعا النائب الأول لسكرتير الاتحاد الوطني الكردستاني، كوسرت رسول، على ضرورة إعادة ترتيب البيت الكردي وتوحيد الصفوف كي لا تتكرر فاجعة حلبجة مرة ثانية.
ودعا في تصريح لشبكة «رووداو» الإعلامية، «جميع الاطراف إلى فتح صفحة جديدة، وحل جميع المشاكل والخلافات عن طريق الحوار البناء».
وأضاف: «بذلت جهود جيدة في هذه المدينة، ولكن يجب بذل المزيد من هذه الجهود لحل جميع الأمور التي يعاني منها المواطنون».
وكانت القوات العراقية في عهد النظام السابق قد قصفت هذه المدينة المحاذية للحدود الإيرانية بالأسلحة الكيميائية في 16 آذار/مارس 1988، وذلك عقب احتلالها من قبل القوات الإيرانية خلال الحرب بين البلدين.
وأسفر القصف عن مقتل وإصابة أعداد من سكان المدينة، بينهم نساء وأطفال.
إلى ذلك، قال النائب عن منظمة بدر، عزيز العكيلي، خلال لقاء مع قناة «أن آر تي» العربية «كنت في مدينة حلبجة ضمن مجموعة من مقاتلي منظمة بدر والبيشمركه، عندما قصفها الجيش العراقي بالاسلحة الكيمياوية عام 1988».
وتابع: «أصبت في تلك المعركة بآثار الأسلحة الكيمياوية وهربت بعد الضربة إلى الجبال للتخلص من تأثير الأسلحة الكيميائية وما زالت أعاني من تأثيراتها حتى الآن».
وأضاف «شاهدت العديد من جثث المدنيين الذين قتلوا بعد تعرضهم إلى الاسلحة في ذلك اليوم».
القدس العربي |