صحفيو العراق : محنة البحث عن لقمة العيش!
سواء كنت خريجاً اكاديميا ام امتهنت العمل الصحفي ، فالامر سيان في رحلة البحث عن لقمة عيش بين وكالات انباء وفضائيات وصحف ، قد تحصل او قد لا تحصل ..
فانت وحظك ان كان جيداً فانت في جنات النعيم ، وان كنت سيء الحظ ففي العذاب الاليم ، وما بينهما اطفال وبيت وحاجات تفوق الدخل الذي تستلمه من المؤسسة التي عملت بها.
ان نجحت في الحصول على وظيفة جيدة ، فامامك حقول من الالغام ، بمختلف الاحجام ، تبدأ الغام سياسية ، وعشائرية ، في ظل ظروف خطيرة يعيشها الصحفي العراقي.
رائد الصالحي / صحفي اكاديمي/ يقول " انك تبحث عن لقمة عيش في المؤسسات الاعلامية ، فانت تبحث عن معجزة ، قد تتحقق او لا تتحقق ".
ويضيف " ان المباديء الصحفية قد تضمحل لدى بعض الصحفيين في مؤسسات تابعة الى الاحزاب ، فانت امام خيارين لا ثالث لهما : اما ان تثبت على المهنية الصحفية ومبادئها وتموت جوعا انت واطفالك ، او ان ترضخ لما يُطلب منك في تلك المؤسسة ".
ويتابع :" دخلت المجال الاعلامي مع احدى الفضائيات الحزبية ، وبقيت معهم اعمل رغم عدم قناعتي بما يتناولونه اعلامياً ولكنني مجبر ، فانت حين تدخل البيت وتجد احد اطفالك مريضا ويحتاج الى علاج وانت لا تملك فلسا واحد فهذا يعني الموت بعينه ".
ويستطرد الصالحي :" الى ان تعرضت للطرد من قبل الفضائية بسبب سياسة التقشف التي اتبعتها مع ابقاء الموالين لها والذين لا يملكون حسا صحفيا وليس مبادئ صحفية ".
قد تكون قضية هذا الصحفي واحدة من الاف القضايا التي يعيشها الوسط الصحفي العراقي ، الذي يعاني من الفقر وضنك العيش والحرمان وقد يختطفه الموت بيد اشخاص لا يدركون ما معنى الصحفي والصحافة.
كاظم محمد / مراسل صحفي / قال " ما اتسلمه من الفضائية التي كنت اعمل فيها لا يسد خمسة ايام من الشهر ولكنني حاولت البحث عن فضائية جديدة وكل فضائية تخبرني بان عليّ العمل بنظام القطعة ".
ويشير الى ان " سعر الفيلم / الكاسيت / يبلغ 2500 دينار اضف عليه اجور الكاميرا مع اجور النقل فجمع بطرح احصل على 4 الاف دينار من التقرير الذي اعده " !
ويتابع :" في احد التقارير حصلت قضية رأي عام وبالفعل صورت القضية من كل جوانبها وما هي الا برهة من الزمن حتى هجمت على منزل والدي مجموعة تخبرنا باننا مطلوبون عشائرياً ولم اخلص من القضية الا وانا ادفع / حشم / بمبلغ 3 ملايين " لافتاً الى انه يفكر في ترك المهنة واللجوء الى القطاع الخاص وفتح محل فهذا افضل من تعب بلا فائدة.
يقول مدير احدى الفضائيات /فضل عدم الافصاح عن اسمه/ " القناة تابعة الى جهة سياسية وانا اديرها واتبع الاوامر التي تصدر من جهات عليا في الحزب ".
ويضيف " اثناء تنصيب ترامب رئيساً لامريكا وكل الفضائيات العالمية والعربية منشغله في التنصيب ، اتصل بي احد المسؤولين ليخبرني بان رئيس الحزب التقى بشخصية في منزله ، وعلى القناة نقل الخبر ".
ويستطرد " اخبرت ذلك المسؤول باننا ننقل احتفالية تنصيب رئيس الولايات المتحدة الامريكية وان الحدث مهم جداً ، فاخبرني بان مسؤوله افضل من ترامب وان لم ينقل الخبر فسوف اتعرض للطرد ، وقد نقلت خبر المسؤول وانا اتأسف للوضعية الصحفية التي وصلنا اليها ".
وحول الانظمة التي يعمل فيها المراسلون الصحفيون والمذيعيون والمذيعات ، قال :" بالنسبة للمراسلين فالاجور قليلة لان ميزانية القناة تتبع ما يقرره مسؤول الحزب او رئيسه ، فاحيانا يتسلم المراسل مبلغ 125 الف دينار شهرياً وانا اعرف ان المبلغ قليل ويحز في نفسي ان صحفياً مبدعاً يُمنح هذا المبلغ ".
ويشير الى ان احدى المذيعات تتسلم مبلغ يعادل راتب 8 مراسلين وهي لا تحضر سوى مرة او مرتين في الاسبوع !
صحفيون عدة التقيت بهم في بغداد والمحافظات طالبوا نقابة الصحفيين العراقيين بالتدخل وضمان عمل الاعلاميين في المؤسسات الاعلامية الحزبية والتي سرحت عددا منهم بعد مرحلة التقشف او اغلاق مؤسساتهم الاعلامية.
ويؤكد الاعلاميون انهم لا يملكون قوت يومهم وانهم لا يعرفون غير مهنة الاعلام ومن الضروري تدخل النقابة لضمان راتب لهم واقرار قانون بذلك اسوة باقرانهم الموظفين ، مشيرين الى انهم غير مشمولين باية سلف من المصارف لانهم لا يملكون جهة تثبت لهم الراتب كضمان لسداد القرض.
كتابات |