قوش قايا) القرية التي اسقطت ورقة التوت عن المطلك!!!
لعل البعض أول مرة يسمع بقرية (قوشقايا ) ؛ فهي من القرى التي يسكنها غالبية عربية تتبع قضاء الدبس أحد الأقضية الأدارية لمحافظة كركوك ، تمتاز بموقعها الحيوي قرب حقول النفط في محافظة كركوك الغنية ، تبلغ مساحتها (5 الاف دونم ) وأغلبها ملك صرف لسكانها العرب منذ العهد العثماني ، ويبلغ عدد نفوسها (600 شخص ) وبواقع (165 منزل ) ...؟
أثير موضوع هذة القرية العربية الكركوكلية الصغيرة قبل أيام لتتصدر واجهات الأخبار ضمن ما يسمى مسلسل (عمليات تهجير القرى العربية ) التي تعتمدها ادارة محافظة كركوك ممثلة بكوادر الأحزاب الكردستانية التابعة للرئيسين البارزاني والطالباني أو ما يسمى أصطلاحاً ( البارتي و اليكتي ) ، هذا المسلسل الذي بدأت تتصاعد وتيرته مع أحتلال داعش للمناطق العربية الرخوة في محافظة كركوك ضمن أقضية ( الحويجة والدبس والرشاد والرياض ) وما تلاها من عمليات هجرة ونزوح ، وأخرها عملية التسلسل لأرهابيي داعش الى مركز محافظة كركوك وأحتجازهم لرهائن من المكون التركماني وقتلهم العديد من عناصر البيشمركة والشرطة في المحافظة قبل أن يتم القضاء عليهم بعد يومين من الهجوم .
هذة الزوبعة الأعلامية التي أثيرت من قبل بعض نواب محافظة كركوك من المكون العربي وتناقلتها العديد من وسائل الأعلام العراقية والعربية والعالمية ، وجهت أصابع الأتهام في عمليات التهجير الى (كمال كركوكلي ) مسؤول البيشمركة في حزب البارتي – بقيادة مسعود البارزاني- ضمن محورغرب كركوك والذي يقع تحت مسؤوليته قضاء الدبس العربي ، محملته أياه مسؤولية حرق دور المواطنين العرب من سكنه قرية قوش قايا بعد تهجيرهم .. الا أن المفاجئة ما أعلنه رسمياً وكشف عنه المتهم بعمليات تهجير العرب وحرق دورهم (كمال كركوكلي ) من على أحد القنوات العراقية بأن : كل ذلك تم بالأتفاق مع ممثليهم قبل أيام ؟؟؟
فهل لنا أن نتعرف على هؤلاء الممثلين عن -عرب كركوك – الذين وافقوا وأتفقوا وتواطئوا مع بعض القوى الكردية لتهجير أبناء مكونهم وتجريف مزارعهم وحرق وتهديم دورهم !!!
الجواب ؛ في زيارة وفد جبهة الحوار الوطني برئاسة نائب رئيس الوزراء السابق الدكتور صالح المطلك الى أقليم كردستان وأجتماعهم مع السيد مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني في أربيل قبل بدأ كوادر حزب البارتي بقيادة الدكتوركمال كركوكلي بعملية تهجير القرى العربية ومنهم – قوش قايا - ، فهل يفسر هذا – الا- بموافقة الدكتور صالح المطلك وجبهة الحوار الوطني ووفده الرفيع الذي ضم الوزير فلاح اللهيبي والنواب ( سالم العيساوي ، رعد الدهلكي ، صلاح الجبوري ، لقاء وردي ، حيدر الملا) وبعض من نواب عن عرب كركوك و صلاح الدين على ما أتفق علية مع السيد مسعود البارزاني وكوادر حزبه في محافظة كركوك وفي مقدمتهم الدكتور كمال كركوكي ؟؟؟
فهل لنا ألا أن نـقر ونعترف بأن قرية عربية صغيرة بحجم – قوش قايا – أسقطت ورقة التوت عن شخصية قيادية وكبيرة ظلت الى وقتاً قريب رمزاً لـ (عرب كركوك ) وشغلت منصباً سيادياً بأسم المكون العربي السني بحجم نائب رئيس الوزراء ، فهل حان وقت سقوط الأقنعة عن الدكتور صالح المطلك وشلته في جبهة الحوار الوطني .؟ وهل أن أتفاق المطلك / بارزاني سيتوقف عند حدود تهجير العرب عن قرى – قوش قايا – أم سيشمل هذا الأتفاق قرى عربية أخرى في محيط محافظتي كركوك وديالى ونينوى ؟؟؟
هذا ما سيكشفه لنا قادم الأيام ...
علي الحمداني
المدار |