حالات اختناق بغازات سامة في مطار المثنى العسكري في بغداد وتحقيقات أمريكية
كشف مصدر عسكري في مطار المثنى العسكري في بغداد عن وفاة اثنين من الجنود واختناق العشرات بعد تسرب غازات سامة قرب مقري العمليات الخاصة والرد السريع الكائنين في المطار نفسه، منذ عدة أيام.
وأضاف المصدر في اتصال بـ «القدس العربي» ان «عددا من ضباط وجنود لواء الرد السريع الذين يتلقون أوامرهم من قيادة الجناح العسكري لمنظمة بدر قد حاولوا نقل بعض الأسلحة والمعدات القتالية من أحد المستودعات في المطار إلى وحداتهم المتقدمة في ساحات القتال جنوب الموصل، ما أدى إلى تسرب غاز برائحة كريهة أدت إلى حالات اختناق لعشرات المنتسبين، ووفاة أحدهم على الفور ووفاة الاخر بعد أقل من ساعة»، على حد قوله.
وقال معرفا عن نفسه، انه «يعمل ضابطا في لواء الرد السريع ويعاني من إصابات جراء مشاركته في معارك تحرير الفلوجة منعته من مرافقة اقرانه الذين انتقلوا قبل أقل من اسبوعين من حماية مطار بغداد الدولي إلى محيط قضاء الحويجة بكركوك، فيما تم تنسيبه مؤخرا إلى مطار المثنى العسكري».
وحسب المصدر فان «لواء الرد السريع الذي يخضع للجناح العسكري لمنظمة بدر هو المسؤول الأول عن استلام شحنات الأسلحة الإيرانية وتوزيعها على فصائل الحشد الشعبي حسب معايير عدة».
وأوضح، ان «جنودا أمريكيين وضباطا يرتدون الأقنعة الواقية من الأسلحة الكيميائية بادروا على الفور بالدخول إلى المستودع وإخلاء الجنود المصابين بالاختناق ووقف تسرب الغاز من احدى الحاويات المستوردة من جمهورية إيران، كما قاموا بتقديم إسعافات أولية للمصابين ونقلوا عددا منهم بإحدى المروحيات إلى مستشفى أمريكي في المنطقة الخضراء».
واستبعد المصدر ان يكون «هذا العمل بفعل فاعل، أو انه عمل إرهابي»، مرجحا «جهل الجنود العراقيين بأسلوب نقل مثل هذه الحاويات التي تحتوي على مواد كيميائية أو غازات سامة، أو ان هؤلاء أصلا يجهلون ما تحتويه هذه الحاويات وتعاملوا معها دون اتخاذ إجراءات احترازية معروفة لنقل مثل هذه المواد». وكشف عن ان «الأمريكيين فتحوا تحقيقا أوليا لمعرفة ملابسات الحادث في أجواء من الارتباك سادت ضباط ومنتسبي الرد السريع في مطار المثنى العسكري».
وأضاف، ان المعلومات الأولية «لا تؤكد هل ان تلك الحاويات تحتوي داخلها قنابل أو صواريخ تحمل غازات سامة، أو ان هذه الحاويات أصلا معدة لتخزين مثل هذه الغازات لاستخدامات معينة قد تكون قتالية أو غير قتالية، وهو ما ستتوصل إلى حقيقته التحقيقات الأمريكية التي يمكن في ضوئها ان تقوم القيادات الأمريكية في العراق باتخاذ إجراءات رادعة ضد الفصائل التي تتعامل بمثل هذه المواد، وإجراءات أخرى ضد المسؤولين عن توريدها من إيران»، حسب قوله.
يذكر ان مطار المثنى العسكري، وسط العاصمة، من أهم القواعد العسكرية ببغداد ومعروف بمستودعاته الكبيرة لتخزين وتوزيع الأسلحة والمعدات، كما يحتوي على سجن كبير ومطار صغير كان بالاصل المطار المدني الوحيد بالعاصمة قبل انشاء مطار بغداد الدولي خلال فترة حكم صدام حسين.
القدس العربي |