كما يقول الشاعر الداغستاني الكبير رسول حمزاتوف ( وطني حيث قبر أبي ) فأني كنت اطمح ان أعيش وأدفن في وطن أبي ، ولقد مر زمن كنّا نستغرب فيه من صبر الفلسطينين على الهجرة وترك أرضهم هربا من ممارسات الكيان الصهيوني رغم ان دموعنا كانت تنزف دما عندما نرى المشاهد المأساوية لهذا الشعب فإننا كنّا نطالبه في دواخلنا بصبر أكبر للحفاظ على الارض والوطن والتاريخ .
اليوم يضحك القدر ساخرا من مقارنة الحال بما حدث للفلسطينيين فقد وجدت لمن كنت ألوم هربهم من جحيم الظلم سببا لتركهم وطنهم ، غير أني لم أجد لنفسي اي سبب حقيقي مقنع لتركي وطني .
العالم كله يتفرج على هجرة العراقين بشكل مستمر وبتزايد منذ عام ٢٠٠٥ ولغاية يومنا هذا وبدون ان نعرف الأسباب الحقيقية وراء تفاقمه وازدياده ، ولا اقصد هنا الأسباب التي جعلت أبناء الوطن يتركوه بل الأسباب التي جعلت الجميع يقف ضد العراق أما بالسلاح او التامر او التفرج في أحسن حالاته ، ولا اعلم وبصراحة لماذا يقاتل العراقيون في العراق أنفسهم وهم يحملون "رايات الله " ، فالحكومة - تدعي انها - سائرة على نهج ال بيت الرسول عليه الصلاة والسلام ممثلة للشيعة الذين ينطقون الشهادة ويؤمنون بالرسول على الصلاة والسلام ويؤدون اركان الاسلام اقتداءا بِمَا يؤمنون به ويدينون لله من مذهب فقهي كما المذاهب الاخرى ، كما يفعل السنة تماما ، وهو ما وجدنا عليه آباءنا وتعايشنا عليه دون إنكار من احد على احد ضمن إطار احترام كامل دون تفريق او كراهية بين أبناء هذا الوطن الكبير . بقلم فضل الله السراي ،،،