وقفات بخصوص فلم العاصفة السوداء

خضر دوملي

لكي نأخذ موضوع  عرض فلم العاصفة السوداء لمخرجه حسين حسن الذي اثار موجة من الرفض والاعتراضات بعد عرضه في افتتاح مهرجان دهوك السينمائي الرابع،  بجدية ومن عدة اتجاهات لتدارك توسع الامر بشكل غير صحيح، لابد ان نقف عند هذه المحطات بعض الشيء :

اولا -  ان هذه الفلم لن يكون الاول ولا الاخير الذي يتناول جزءا من واقع الايزيدية، جزء مهم ليس بالصورة الصحيحة، فقبل هذا الفلم كانت مؤلفات عبد الرزاق الحسني ، ومحمود الجندي، وعبد الواحد، و عبد اللطيف وعبد الما اعرف ايش،،، سيمضون وسنستمر في حياتنا ولن يستطيعوا ايقاف عجلة تطور المجتمع الايزيدي، وسيمضي وتمضي الناجيات في حياتهن اللواتي قدموا نموذجا رائعا ليس في كوردستان بل كل الشرق الاوسط بمواجهتهم ما تعرضوا له وتجاوزهم للمأسي الكثيرة التي عانوا منها واصبحوا رموزا للتحدي.. ولذلك ما يؤسف ان لاينفذ مسؤولي الفلم من مخرج وفنانين وادارة المهرجان ما وعدوا به لمعالجة الفلم قبل عرضه لعدة ايام، الوعد الذي قطعوا امام العديد من الشخصيات وقالوا نريد معالجة الامر، بعد ان رأوا ردود الفعل الرسمية والشعبية على الفلم ولكن للاسف لم يوفوا بوعدهم.

ثانيا – اقليم كوردستان الذي يواجه اشرس تنظيم ارهابي كان على حكومة الاقليم ان تفكر في كل لقطة او مشهد في الفلم ان يقدم في ان لايخالف الوقائع ، وكان يفضل منح تلك الاموال لتجهيز البيشمركة الذين يقاتلون في ظروف صعبة او للذين يقومون بأنقاذ النساء الايزيدية من قبضة التنظيم، فليس عيبا تأجيل مهرجان سينمائي،( مصر عام 2011 أجلت مهرجان القاهرة بسب مرسي و الانتخابات )، واذا ماكنت لتصبح  مشكلة ان يتم رفع مقطع او مقطعين من فليم يرى او ترى الفئة او المجتمع المستهدف انه يسيء اليهم، وهم لايزالوا يعيشيون الماساة المستمرة وفي ظرف اصعب ان يصف في سطور وجمل قصيرة ضمن هذه المقالة .

ثالثا – مهرجان دهوك السينمائي الرابع خطوة مهمة لنقل واقع مجتمعنا ولكن تقديم صورة سيئة عنه للعالم خطوة غير صحيحة في هذه المرحلة، صحيح في الفلم هناك صراع ولكن ما يقدمه الفلم غير متطابق مع الواقع ،،، لذلك ماكانت ستصبح مشكلة لو أن ادارة المهرجان رفعت بعض اللقطات، احتراما لمشاعر الناس فمهرجان دهوك ليس اكبر من مهرجان كان السينمائي او القاهرة او الجزيرة او  او او اي مهرجان اخر كثيرا ما قرأنا وتابعنا منع افلام بكاملها وقطع لقطات او حجزها ايضا ومنعها من العرض في الصلات السينمائية وهذا الرابط خبر لواحدة من الافلام التي منعت فرنسا من عرضه  ((( http://www.huffpostarabi.com/2016/07/20/story_n_11084306.html ))).

رابعا – هذا الفلم ليس اساءة للايزيدية فقط بل انه اساءة لكل المجتمع الكوردي، فبعض اللقطات التي تظهر في الفلم مضت سنوات عديدة تخلص منها المجتمع الكوردي، ولذلك تصوير المجتمع بهذه الصورة وتقديمه للعالم والترويج لمشاهد الفلم المتنوعة البعيدة عن الواقع تسيء الى رسالة شعب وحكومة اقليم كوردستان، التي تعمل بجدية كبيرة في أن تقدم موضوع استقبال ومساندة الناجيات الايزيديات من قبضة تنظيم داعش الارهابي في افضل صورة ان يتم مسحها بجرة قلم وفقا لخيال مخرج الفلم او تصوراته التي نحترمها .

خامسا - لابد لكل معني ان لايضع اعتراض الايزيدية على الفلم في اية خانة سياسية او دينية او تغير مسار الاعتراض وفقا لاهواء شخصية او استهداف جهات او مسؤولين، لأن الافضل ان يتم حسم الامر ومنع عرضه في الايام القادمة في المهرجان وعدم السماح بعرضه في الخارج،  واذا تعذر الامر، ان يتم الموافقة على عرضه بعد معالجته، واعتقد ان شركة انتاج الفلم يجب ان تأخذ هذا الامر في الحسبان ومعالجته قبل ان تتحول القضية للمحاكم، واعتقد ان القائمين على انتاج الفلم يجب ان يعرفوا انهم يستطيعون معالجة الامر افضل من غيرهم وليس دفع الموضوع للمواجهة التي اعتقد انها لاتجني فائدة لا الان ولا مستقبلا  بالنسبة لهم.

  اخيرا  لا نريد اعطاء الموضوع اكبر من حجمه ولابد ان نفهم ان الحياة ستستمر ويجب ان لانسمح في أن يؤثر الفلم على واقع الناجيات او المختطفات الجدد وعلى العلاقة والتواصل بين جميع مكونات اقليم كوردستان، فالوضع لايحتمل توسيع او تعزيز الخلافات بل تعزيز التواصل والتكاتف لمواجهة الامر بدراية وحكمة .

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر شبكة رووداو الإعلامية‬‬‬.