تكنوقراط الملذات
ولد في النجف واكمل دراسته في جامعة بغداد عام 1978، قاده توجهه الشيوعي الى بولندا ليكمل دراسته بشق الانفس في اختصاص الموارد المائية بجامعة وراشو، وذلك بعد سنوات طوال قضى معظمها يرتاد حانات اوروبا بدل من جامعاتها.
مؤهله العلمي الذي يتفاخر به الرجل، لم يخرج من دائرة الجدل يوما، حين يشكك المقربون منه فيما اذا كان قد انهى دراسته بالفعل من جامعة العاصمة البولندية ام انه لجأ الى اساليب اخرى ليدعي ذلك درءاً للفضيحة التي قد يتسبب بها ان كشف امره.
هو حسن الجنابي والذي كان يشغل مقعد الممثل العراق الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للاغذية والزراعة الدولية 'فاو'، الا ان المقربين منه يرون بانه لم يشغل هذا المقعد بصورة صحيحة ولن يتمكن من شغل غيره، وذلك بعد ان امضى جل وقته وهو في منصبه يتسكع بين ازقة روما يبحث عن شقراوات الحي تارة وعن كأس يروي به رمقه المتعطش للخمر تارة اخرى.
المقربون من الجنابي وكل من عمل معه يرون فيه رجلا على غير دراية بمهامه ولم يتمكن يوما من القيام بواجباته الموكلة اليه، فمن يقصد الرجل في مهمة او حتى نشاط يكون في الغالب مهما وذو فائد للعراق لن يتمكن من الظفر به قبل مرور اسبوع او حتى شهر في بعض الاحيان، نتيجة انغماسه بملذاته الشخصية.
لم يكن الجنابي على دارية اطلاقا بمهامه، وترك جميع المناصب التي اسندت اليه خلال فترة عمله بنهايات سائبة ومحطمة، وعندما علم بان وزارة الزراعة كتبت فيه مذكرة تطالب باعادته الى العراق وانهاء مهامه، التي لم ينجزها اصلا، في بلاد البندقية وشقراوات الحي، سارع للارتماء في احضان الخارجية من دون حتى ان يسلم ما بذمته الى الحكومة بطريقة رسمية.
سجل الرجل عشرات المخالفات القانونية، ان لم تصل الى المئات، خلال سني عمله الذي لم يؤد منه حتى النزر القليل، ولكن من يذكر مساوئ الرجل عليه ان يتذكر محاسنه، في ذات الوقت، فهو وعلى الرغم من عدم اتقانه لشيء الا انه ابى الا ان يكون خبيرا في مجال المسح على الاكتاف والتزلف للمسؤولين، بغية الوصول لاهدافه.
يحمل الجنابي الجنسية الاستراليا حاله حال الكثيرين من ساسة اليوم يدعي الانتماء للفكر الشيوعي، ولكن ترشيحه من قبل حزب الدعوة مؤخرا يكشف الكثير مما هو مخبئٌ وراء الاكمة.
ذمة الرجل المالية هي الاخرى لم تخلو من دينٍ بملايين الدنانير للحكومة العراقية ابان تسنمه منصبه في روما، وذلك بعد ان عقد العزم على ان يتمتع باموال العراق.
ويبقى التساؤل الغريب الذي لم يتمكن احد من الاجابة عليه لغاية الان .. هو كيف تمكن شخص بمقومات الجنابي 'العبقرية' من اقناع حزب الدعوة بترشيحه لنيل منصب وزير في حكومة يقال لها حكومة تكنوقراط الا اذا كان مفهوم التكنوقراط الذي يتحدثون عنه .. مخالفا لما يعرفه العالم .. والذي قد يكون في وضع العراق الحالي 'تكنوقراط الملذات'.
المدار نيوز |