العمود الثامن حين يجتمع " القرقوزات " علي حسين
عبارات من عيّنة " دولة القانون " و " حكم الرجل القويّ " مع راتب مجزٍ بالدولار ولافته معلّقة تقول : " نحن في خدمة من يدفع أكثر " وجهل تام بقواعد القراءة والكتابة.. تلك هي مؤهلات أيّ " قرقوز " يدور حول موائد السرّاق .. فنراه يشتم كلّ من يختلف مع " صاحب النِّعم " من أول مقاول يستولي على مشاريع الدولة ، مروراً بأصحاب التحويلات البنكية المشبوهة ، وانتهاءً بسرّاق أموال الشعب ، تشعر بأنهم جميعهم، إلّا من عصم ربّك من الجهل، يردّدون هتافاً واحداً، ويرتدون زيّاً واحداً.
واحد من هؤلاء " القرقوزات " مصاب بالزهايمر ، ولهذا كتب مقالاً عن موضوع قديم مرّ عليه أكثر من ثلاث سنوات ، فقط يريد أن يُثبت لولي نعمته أنه جاهز وبالخدمة ، هكذا وجدنا أمس مُنظّر دولة القانون عبد الخالق حسين ينسى أننا في العام 2015 ، وتخونه ذاكرته فلم يدرك أو يفهم أن الباطل الذي حاول أن يسوقه للناس من خلال مقاله الأخير المنشور في صحيفة " منظر " آخر إسماعيل زاير" الصباح الجديد " مبنيّ على باطل أكثر سذاجة. فتحتَ عنوان مثير للاستهجان يرتكب عبد الخالق حسين مجموعة من الأخطاء والخطايا التي لا تليق بكاتب مبتدئ، فكيف بكاتب يدّعي أنه ترك مهنة الطبّ ليتفرّغ للقضايا السياسية والفكرية ، مثلما تنصّل من أُصوله ليدّعي أنه ينتمي إلى قبيلة صاحب " دولة القانون "
في مقدمة مقاله يكتب مُنظّر دولة القانون قائلا: "تشنّ صحيفة المدى هجوما متواصلا بلا هوادة على رئيس التحالف الوطني ورئيس الوزراء السيد نوري المالكي " صحّ النوم يادكتور يبدو أنّ العطايا التي تأمل الحصول عليها أنستكَ أنّ نوري المالكي لم يعد رئيساً للوزراء و لا رئيساً للتحالف الوطني ، لكن يبدو أن المستر عبد الخالق لا يقرأ، وإن قرأ لا يفهم، وإن فهم فلا ينطق بالحقيقة، لأن ثمن خداع الناس يحوّل دوماً إلى دولار أخضر على عنوان أحد مصارف العاصمة البريطانية. لكن لا يهمّنا إذا كان "المستر عبد الخالق" يقرأ بعقله أو بجيبه، ولا الثمن الذي يقبضه بعد كل مقالة له تسبّح بحمد أولي الأمر، فهذا شأنه وهو رزق لانحسده عليه، لكن ما يخصّنا أن الموضوع الذي يتحدث عنه لم ينشر امس وإنما نشر عام 2012 ، ولو كان رئيس تحرير الصباح الجديد يقرأ ايضا، لما كان قد تصرّف على هذا النحو المخجل والمثير للضحك والشفقة في آن معاً، ، لكنهم وبسبب لون النقود أُصيبوا بعمى الذاكرة والبصر والبصيرة .
لا يستطيع أحد أن يُصادر حرية مفكّري الدولار في ان يناصروا أُولي النعمة على الحق والباطل.. وان تظلّ عيونهم تترقّب الحوالات البنكية، هذا حقّهم حتى وإن كانوا بكتاباتهم الساذجة عن الخيرات التي ينعم بها العراقيون يثيرون السخرية ممن يدفعون لهم الثمن أكثر مما يثيرون التعاطف معهم ، غير أنّ منطق القرقوزات يختلف عن منطق الصحفيين المحترمين، فالقرقوز يرقص ويصفّق عملاً بقاعدة ادفع تضحك ، بينما الصحفي الحقيقي يعرف ويدقّق .. ثم يكتب وبعدها ينشر.
المدى |