وبعد القنفة الحمراء
ليس جديدا السر الذي خرج من مصباح معد فياض الصحفي المخضرم ومدير مكتب العراق في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية منذ حوالي عقدين والواسع العلاقات بالقيادات العراقية في مرحلتها اللندنية ( ايام الفگر ) وكذلك بعد عودتها الى عروش امبراطورية المجد والثراء الفاحش لعراق ديمقراطية الساسة وموت الشعب قتلا وجوعا وعطشا ونزوحا بعد التحرير الأسود .
بهاء الأعرجي ليس كائنا من كوكب اخر او قادما من مدينة لا تحفظ تاريخها فأهل الكاظمية بالذات يعرفون أثرياء ووجهاء مدينتهم من الان لثلاثة قرون خلت او اكثر وكثيراً ما كانت قصة ثرائه الفاحش حديث الكواليس في العملية السياسية اذ قلما يجرؤ احد على الحديث عنها علنا فقائد الكتيبة الصدرية في أوج قوتها وعندما تكالبت عليها الامم وضعفت لم يعدم سيفا باشطا يجعل من يفكر الاقتراب من محرماته ان يعيد حساباته غيرة مرة ، جيش المهدي ، رئاسة النزاهة ، استعداد للصدام تحت اي ظرف مع اي كان أسلحة دائما ما كنت كافية لكي يسكت الراغبون بالكلام عن بهاء ويكتفون بالهمس حتى خلف أسوار مدينته.
منذ 2006 والحديث عن ثروة بهاء الأعرجي يعلو ويخبوا وقائد الكتيبة الصدرية يزداد ثراء وقوة ونفوذا بل ويشير من يعرفوه عن كثب انه بات واثقا ان لم يعد بينه وبين رئاسة الحكومة الا خطوة واحدة ، قيل ان الأميركان قدموا له دعما غير محدود ، وقيل ان هذا الدعم وبداية الملايين كانت من الرئيس جلال طلباني الذي قدم لبهاء مفاتيح الثراء لكي يكون مفتاحه للتيار الصدري وذراعه المسلح جيش المهدي ايام ما كان هو الاقوى في معادلة القوة في العراق ، وقيل ان علاقةً ابتدأت لنفس الأسباب مع رئيس رؤساء العراق والحاكم بأمر لقمة خبزه منذ عدي الى معصوم الفلسطيني الأصل رجل الاعمال ومخرب العراق الاول طارق الحسن هي التي أمطرت هذه الملايين التي لا تعد على بهاء الأعرجي ، لكن في كل الأحوال يقال اليوم ان الأعرجي عضو شرف وقد يكون رئيس امبراطورية مالية تمتد من اسطنبول الى بيروت فعمان ودبي وعواصم أوروبية عدة لم يقل تداولها عن اقل من ٥٠٪ من الناتج القومي العراقي منذ 2003 لحد الان .
أغلبنا يفكر او يتكلم عن قصة القنفة الحمراء التي كشفها معد وفياض وقبلها كلنا تكلمنا عن عام الخير 1997 الذي سجلت فيه املاك بهاء كلها مرة واحدة ، لكن قلة من يعلنون صراحة ممن يعرفون او يعرفهم بهاء ذلك ، فبهاء ليس حالة نادرة في التيار الصدري ويقال ان ثروة الهادئ قُصي السهيل لا تقل عن ثروته وهما وبقية القيادات السياسية والتنفيذية التي اثرت ثراء فاحش ليس استثناء فالجميع اثرى ثراء لم يعرف التاريخ مثيلا له بالتزمن مع موت وجوع وفقر لشعب من أغنى شعوب الارض وأكثرها كرما لكن بهاء استثناء ان يؤثر فيه ما يقال او ما يكتب كثيرا لان الكتيبة الصدرية التي حافظ وشقيقه الأكبر حازم الأعرجي عليها وخاصة في بغداد في اصعب الظروف وامام اشرس الأعداء سوف تفقد نصف زخمها في بغداد لصالح الاشقاء المنشقين ان فكرت قيادة التيار مجرد تفكير ان تقول لبهاء من أين لك هذا ، لذلك اعتقد انها سوف تسكت وتطالب بدليل مثل كل مرة.
لننتظر ادلة السيد بهاء الأعرجي نفسه في رد الاتهامات هذه فلا اعتقد ان سكوته سوف يطول امام ثورة القنفة الحمراء هذه .
إبراهيم الصميدعي
أحرار العراق |