واخيرا عرفنا من باع العراق
للوهلة الاولى يتبين للقارىء ان هناك من باع العراق فعلا وادى به الى الخراب والدمار ولكني احببت ان اوضح امرا غاية في الاهمية اريد به الوصول الى مناط ابعد في فهم ماجرى للعراق قديما وحديثا .
لقد عانى العراق كثيرا ونال حظه الوافر من التدمير والخراب والضياع ولفترات طويلة من عمر التاريخ ولم يرحمه احد من الذين احتلوه وتنعموا بخيراته الكثيرة بل على العكس تفننوا في اذاه وسلب وجوده ومحاولة كسر ذاته بقوة ,ولان العراق ارضه محبوة بخيرات الله تعالى فانه يسقط وينهض ويمرض ويشفى ولايموت ,اما سبب ماجرى قديما فهو موقعه الجغرافي المميز ,فقد كان العراق يقع كقلب للعالم القديم باكمله فطرق التجارة البرية والنهرية تمر من خلاله لتذهب الى مشرق الغرب وغربها في حركة مستمرة تدر ارباحا كبيرة على العراق واهله ,لذك تعرض العراق الى جملة احتلالات وحشية تسببت كما ذكرت باذاه .
في الفترة اللاحقة لهذا التاريخ وخصوصا بعد مجيء الاسلام الحنيف تصدر العراق بحضارته السالفة دول العالم ليكون منارا يضيء الدرب لكل العالم فهو مهبط الانبياء والرسل وموطن اوصياء الرسالات واشعاعه العلمي والديني غطى العالم باكمله ,لذلك اعاد هذا الامر العراق لان يصبح مرة اخرى قبلة العالم كله ويوضع في دائرة الاستهداف مرة اخرى ,وكان ماكان من عبث واستهتار بكل موارد العراق خصوصا بعد سقوط بغداد عام 1258 على يد المغول والقصة التاريخية بدمار العراق معروفة لدى الجميع ,ثم بعد الثورة الصناعية والتي ابتدات عام 1760 في اوربا وانتشرت الى العالم كله نال العراق النصيب الاوفر من الاحتلال والاستعمار العسكري وهو الذي كان تحت وطاة السيطرة العثمانية والتي تخلص منها عام عام 1916 ولكن لم يهنا ابدا فقد وقع تحت الاحتلال البريطاني المقيت والذي استمر لغاية ماسمي بانقلاب تموز 1958 وسيطرة زمرة من الضباط على مقاليد الحكم وفشلوا فشلا ذريعا وذهبوا بالبلاد الى الهاوية السحيقة من خلال انانيتهم وجورهم على شعبهم وحكمهم للعراق بالحديد والنار والبطش ,لقد كانت الثروة النفطية العراقية المكتشفة عام 1927 هي السبب المباشر اضافة الى موقع العراق الاستراتيجي والذي ازدهر بتطور حركة النقل الجوي والبري والبحري ,وادت الثروة النفطية الى زيادة مطامع الاستعمار بشكليه العسكري والسياسي وربط العراق باتفاقيات جائرة سيطرت على مقاليده الاقتصادية ,واستمر التحكم بالعراق الى عام 2003 والذي اسبشرنا به خيرا لاننا سنكون اسياد انفسنا ونتحكم ببلدنا كيفما نشاء ولكن(وفي القلب حرقة والم)ماحصل كان اشد وقعا من سابقه فالاحتلال الامريكي الجائر وماخلفه من ويلات ودمار للعراق اذى الى موت البنى التحتية للانسان العراقي وجعله يأن من الالم والتفرقة واللعب على اوتار العرقية والطائفية والمذهبية وتشظى البلد واصبح كل مجموعة في وادي واخرى في واد واصبح الاحتراب الاجتماعي هو عنوان حياة العراقيين التي يعيشوها ,والطامة الكبرى والتي ساعدت على زيادة خراب العراق هي وجود طبقة السياسيين الاغبياء الجهلة (الا نفر منهم) الذين فضلوا مصالحهم وعناوين انتماءاتهم على مصلحة العراق الجريح ,واليوم المعاناة مستمرة والالم يزيد قساوة وضراوة على جسد العراق الدامي والكل يطرح الحلول ويناقش الخلاص من المشاكل ولكن الكل يسير الى سراب يحسبه الظمآن ماءا .
هل عرفتم الان من دمر العراق وباعه ,لقد اراد الله تعالى لنا الخير والبر والبركة والعيش الرغيد لكننا آثرنا الخراب والدمار والتجزئة لعلة واضحة وهي البعد عما اراده الله عز وجل من لزوم امره واداء واجباتنا تجاهه لذلك ذهبنا الى هذا المصير ونامل خيرا بالقادم ولكنه وفق معطيات الواقع هو اسوا والحمد لله .
الكاتب: قاسم محمد الحساني |