بالوثائق .. تفاصيل خطيرة عن .. هل أسقطت "ويكيليكس" بابكر زيباري؟ ولماذا تم تعيين أنور حمه خلفآ لزيباري في 1 أيار مايو؟

ظل الرجل متشبثا بمنصبه لأكثر من عشرة أعوام نتيجة المحاصصة السياسية المنتهجة في توزيع المناصب الإدارية والعسكرية، لكن وثيقة لـ"ويكيليكس" كشفت دوره كـ"مخبر" للولايات المتحدة، لم تمهله كثيرا وأطاحت به أخيرا. انه باختصار رئيس هيئة أركان الجيش بابكر زيباري، الذي أقيل من منصبه بأمر رئاسي.
قرار الإقالة، صدر أواخر شهر حزيران يونيو الماضي، بناءً على أمر مباشر من رئيس الوزراء حيدر العبادي بصفته القائد العام للقوات المسلحة، من دون توضح أسباب هذا العزل الوظيفي.
مصدر حكومي مطلع، قال بان ما كشفته برقية صادرة عن وزارة الخارجية السعودية سربتها منظمة "ويكيليكس" في العشرين من حزيران يونيو المنصرم، كان السبب الرئيسي وراء إحالة زيباري على التقاعد.
وبحسب البرقية المسربة، من الخزينة الدبلوماسية للمملكة الخليجية، فإن زيباري الذي يحمل رتبة "فريق أول"، لعب دور "المخبر" أو "ناقل البريد" بين واشنطن وطهران، وهو ما "امتعض منه العبادي، واستغله كأداة لعزل زيباري"، وفق قول المصدر.
وثيقة "ويكيليكس" كشفت أن زيباري نقل رسالة "جس نبض" من الأميركيين إلى الإيرانيين تحذرهم فيها من وجود قواعد صواريخ أميركية تحت الأرض في قاعدة "السيلية" القطرية موجهة باتجاهه بلادهم.
المصدر الذي يعمل في المكتب العسكري لرئيس الحكومة، أكد في تصريحه المقتضب، أن هذه الوثيقة الدامغة كانت بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير" بالنسبة لزيباري الذي لطالما وجهت إليه انتقادات تخص عمله في المؤسسة العسكرية، وغيابه عن الأحداث رغم انه ثاني ارفع مسؤول في وزارة الدفاع.
لكن ذلك، فيما يبدو ليس هو الوجه الوحيد للحقيقة، فقد نقلت مواقع إخبارية بتاريخ 1 أيار مايو، أي قبل ظهور وثائق وزارة الخارجية السعودية على موقع ويكيليكس بأكثر من شهر، عن مصدر مطلع قوله "تم تعيين الفريق ركن أول طيار أنور حمه أمين قائد القوة الجوية بمنصب رئيس أركان الجيش العراقي، خلفا للفريق أول ركن بابكر زيباري الذي أحيل على التقاعد"، الأمر الذي يشير الى وجود قرار سابق بتنحية زيباري.
مصدر مطلع في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، فسر ذلك في حديث لـ"العالم الجديد" أمس السبت، بالقول إن "بارزاني أعطى الضوء الأخضر لتنحية زيباري، بسبب ضعفه وتماهيه مع سياسات رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، دون الرجوع الى القيادة الكردية في اي قرار".
ومن بين الانتقادات الموجهة لرئيس الأركان المخضرم، انه لا يحمل رتبة المؤسسة التي كان يديرها لسنوات طويلة، وهو أمر أثار استغرابا، بل استهزاءً وسخطا كبيرين داخل الأوساط العراقية العسكرية منها والسياسية.
وكذلك لدى "بعض المستشارين العسكريين الأميركيين الذين اكتشفوا خلال لقاءات جمعتهم بزيباري أن الأخير لا يفقه بمهام ومسؤوليات منصبه شيئا"، وفقا لموظف عربي الجنسية عمل في سفارة الولايات المتحدة ببغداد لسنوات، وكان حاضرا بصفة "مترجم" في بعض تلك اللقاءات.

جاكوج