تداعيات سقوط مدينة الرمادي والانتقادات التي وجهت للجيش العراقي والتطور التكتيكي لتنظيم الدولة الإسلامية والمكاسب التي حققها مؤخرا كانت محور اهتمام بعض الصحف الغربية الصادرة اليوم.
فقد كتبت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور أن سقوط مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبارالواقعة غرب بغداد معناه أن الجيش العراقي "الجديد" سيواصل انهياره وستحل مكانه في المقدمة المليشيات الطائفية.
وترى الصحيفة أن مدى التردي الذي وصلت إليه الحرب الأهلية في العراق في خروجها عن السيطرة يتجسد في أن معركة بغداد لاستعادة السيطرة على الأنبار أطلق عليها عبارة "لبيك يا حسين". وقالت إن معنى ذلك أن الحرب في الأنبار الآن طائفية بشكل سافر لأن "يا حسين" نداء تبجيل وحداد على الإمام الحسين عند الشيعة.
وأشارت إلى أن سقوط الرمادي بأيدي تنظيم الدولة أربك الإدارة الأميركية وكشف أيضا المزاعم الكاذبة من واشنطن وبغداد بأن مسلحي التنظيم السنة تم دحرهم في الأنبار ومناطق أخرى بالعراق.
"الأسلوب الذي تمكن به تنظيم الدولة من الاستيلاء على الرمادي ينم عن كفاءة عالية وتخطيط مدروس تفوق به قادة التنظيم على الجيش العراقي"
كفاءة عالية
ومن جانبها ذكرت مجلة فورين بوليسي أن الأسلوب الذي تمكن به تنظيم الدولة من الاستيلاء على الرمادي ينم عن كفاءة عالية وتخطيط مدروس تفوق به قادة التنظيم على الجيش العراقي وهو ما جعل صناع السياسة الأميركية الغاضبين يوجهون انتقادات شديدة للجيش العراقي لتخليه عن المدينة بهذه الصورة الفجة.
وبناء على هذه التطورات شككت المجلة في قدرة بغداد على كسب الحرب إذا بدا أن جنرالاتها بمثل هذا التأخر وقلة الحيلة المستمرة أمام نظرائهم في التنظيم المسلح.
واعتبرت المجلة أحد أسباب الخلل هو المهارة العسكرية والالتزام بالقتال، وأوضحت أن قوات الأمن العراقية التي تذهب إلى ساحة المعركة تواجه ضباطا متمرسين في القتال تدربوا في عهدصدام حسين وقضوا السنوات الاثنتى عشرة الماضية يدخلون ويخرجون من محافظة الأنبار وهم يقاتلون القوات الأميركية والقوات العراقية التي يقودها الشيعة، على حد قول المجلة.
وفي سياق متصل أشار تقرير أممي إلى أن أكثر من نصف دول العالم تنتج حاليا مقاتلين إسلاميين متطرفين لجماعات مثل تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية. وأفاد تقرير مجلس الأمن أن هناك أكثر من 25 ألف "مقاتل إرهابي أجنبي" منخرطين حاليا في "الصراعات الجهادية" وأنهم "يسافرون من أكثر من مائة دولة عضو في الأمم المتحدة".
وقال التقرير إن عدد المقاتلين ربما زاد بأكثر من 70% في أنحاء العالم في الأشهر التسعة الماضية، وأضاف أن هؤلاء المقاتلين "يشكلون تهديدا إرهابيا على الأمد البعيد".