مؤشر السعادة العالمي .. أين تتوقع مرتبة العراق ؟
إلى جانب ترتيب دول العالم إلى أولى وثانية وثالثة على مستوى التنمية والاقتصاد , تقسّم الدول أيضا إلى سعيدة وأخرى أقل سعادة , ونظيفة وغير نظيفة , ويولي بعض القراء اهتماما واسعا لموضوع مؤشر السعادة الذي ينشر في العشرين من آذار سنويا , حبا بالاطّلاع أو سعيا لمعرفة ترتيب الدولة بين سعداء العالم .
ومؤشر السعادة عبارة عن تقرير تنشره مؤسسات مختصة و باحثون في يوم السعادة العالمي الذي يصادف العشرين من آذار من كل عام , يهتم بترتيب دول العالم على أساس السعادة من خلال البحث والسفر وأجراء استطلاعات للرأي خاصة بالموضوع .
وللحزن العراقي سماته الخاصة وحصته في الترتيب منافسا الدول الأعلى ترتيبا من حيث الحزن , ولطالما نفث العراقيون آهاتهم باللحن الموجع , أو بالتعبير الأدبي الذي اخذ ينتشر بشكل معد بين الأفراد من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي فتحت آفاقا غير مراقبة للنشر والتوزيع .
وجاء الترتيب العالمي بصدارة سويسرا للعام الثاني على التوالي , فيما استحقت أيسلندا والدنمارك والنرويج وكندا الأرقام الخمسة الأولى تباعا بين دول المعمورة .
ولحدة التنافس بين دول المنطقة التي تخوض انقسامات وحروبا داخلية ضد تنظيمات إرهابية هبطت بالسعادة إلى ادني مستوياتها , وضعت الدول العربية ترتيبا خاصة وضع على أساس القومية كأفق جديد للمنافسة , واحتلت الإمارات العربية التسلسل رقم واحد عربيا والـ20 عالميا محققة بذلك أعلى مستوى منذ إنشاء المؤشر , فيما تلتها سلطنة عمان وقطر والمملكة السعودية والكويت .
ويبدو إن حملات من قبيل (نبتسم لننتصر) التي أطلقها ناشطون على مواقع التواصل لنشر الابتسامة لم تفلح في تخليص البلد من ترتيبه المتدني على المؤشر العالمي , حيث لازالت دول مثل بنغلاديش ونيجيريا وإقليم كوسوفو تعتليه في قائمة السعادة , فيما يأتي العراق بعد خمس مراتب من الصومال على المستوى العربي .
واحتلت كل من سوريا وبوروندي وتوغو آخر ثلاث مرتبات في التقسيم الذي يضم 158 دولة كالبلدان الأكثر تعاسة في العالم بسبب حالة الفقر والحرب التي تعيشها البلدان مما دفع بها إلى التشرد واللجوء إلى الدول المجاورة ومكاتب الأمم المتحدة للهجرة هربا من جور الحرب والفقر .
وأمتزج اللون العراقي بالطابع السوداوي للواقع الذي يعانيه البلد في تركيبة خاصة ذهبت بالقائمين على المؤشر إلى اعتباره في المرتبة 112 عالميا ليتوسط أوكرانيا وجنوب إفريقيا على بعد 46 مركز عن ذيل القائمة , فيما احتل الموقع الـ15 عربيا بين فلسطين والسودان .
ويرجح متابعون أن يستمر هبوط ترتيب البلد على القائمة في حال استمرار الحرب بأجزاء كبيرة من المحافظات , داعين إلى "ضرورة توفير سبل العيش الهنيء بما يخدم تحسين صورة البلد في القوائم العالمية خاصة فيما يتعلق بانتشار الإرهاب وارتفاع خط الفقر لتغطية نسبة كبيرة من المجتمع" .
عين العراق |