اسلحة كيمياوية حميدة وأخرى خبيثة!
البيت الأبيض الذي يحمل راية "الإنسانية" المزعومة يتجاهل استخدام آل سعود للأسلحة الفسفورية والسامة المحرمة دولياً ضد الشعب اليمني بعد ان شن هجمة اعلامية شعواء كادت ان تتحول الى عملية عسكرية ضد الحكومة السورية إثر أخبار كاذبة على هذا الصعيد.
كتب مهدي شكيبائي: أفادت مصادر خبرية موثقة ان الطائرات الاميركية التي تمتلكها السعودية استخدمت اسلحة سامة واخرى فسفورية محرمة دولياً في هجمات شنتها على العاصمة اليمنية صنعاء وبعض المدن الاخرى، حيث كانت هناك الكثير من حالات الاختناق والتسمم بين المدنيين من نساء واطفال وعجزة.
ومختلف وسائل الاعلام المحايدة والمستقلة والتي لا تقتات على فتات مائدة آل سعود والصهاينة قد تناولت هذه الاخبار ونشرت تقارير مصورة يندى لها جبين البشرية لبشاعة ما فيها من اناس راحوا ضحايا لأسلحة لا تختلف عن الاسلحة الكيمياوية الا في المسمى ومن المؤسف والمخزي ان وسائل الاعلام الغربية التزمت جانب الصمت تجاه ذلك بشكل متعمد باستثناء بعض وكالات الانباء المستقلة والرسمية المحايدة كما ان بعض المنظمات المسيرة من قبل حكام الرياض والصهاينة لم تحرك ساكناً وعلى راسها مجلس الامن الدولي ومنظمة الامم المتحدة وكذا هو الحال بالنسبة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ومنظمة منع استخدام الاسلحة الكيمياوية ( Organization For The Prohibition of Chemical Weapons ) ليثبت للعالم باسره مرة اخرى مدى نفوذ الاخطبوط الصهيوني في العالم.
والطريف ان الادارة الاميركية التي تتبجح دائماً بانها حاملة لواء الدعوة الى حقوق الانسان والديمقراطية في العالم قد تجاهلت هذه الكارثة الانسانية بكل وقاحة ولم تتطرق اليها بتاتاً في حين التصريحات النارية التي اطلقها مسؤولو البيت الابيض ضد سوريا لم تمح من الاذهان بعد اذ عندما استخدمت المجاميع الارهابية في سوريا اسلحة كيمياوية وسامة محرمة دولياً ضد ابناء الشعب السوري بأمر من اسيادها في الرياض وتل ابيب شمر اعداء سوريا عن سواعدهم للاقتصاص من الحكومة ونسبة هذه الفعلة الشنيعة الى الجيش السوري البريء منها براءة الذئب من دم يوسف وبادرت واشنطن الى اتهام دمشق لدرجة انها كانت على وشك اتخاذ قرار بشن هجمة عسكرية مدمرة بعد ان دمرت العراق بذريعة امتلاكه اسلحة كيمياوية لان الامريكان – حسب زعمهم – يتصدون لكل من يستخدم اسلحة كيمياوية خبيثة تدمر النسل البشري لكن اين هم اليوم من آل سعود الذي يقتلون الشعب اليمني بدم بارد بهذه الاسلحة المحرمة دولياً فيا ترى هل هناك قتل جميل وقتل قبيح؟! وهل هناك اسلحة كيمياوية حميدة واخرى خبيثة؟!
واثر ضغوط من قبل اعداء سوريا ولا سيما السعودية و"اسرائيل" وقطر وتركيا قام البيت الابيض بإعداد العدة لتدمير البنى التحتية لسوريا بشكل مباشر بعد الحرب النيابية التي شنتها الزمر الارهابية التكفيرية والتي فشلت في الاطاحة بالحكومة الشرعية في دمشق، الا انها اوجست خيفة لأنها متأكدة من عدم تحقيقها لأي هدف معلن من هذه الهجمة المفترضة وانها محكومة بالفشل مائة بالمائة فانسحبت حفظاً لماء وجهها واوكلت الامر مرة اخرى الى السلفيين التكفيريين الذين رضعوا من ثدي آل سعود الارهاب والقتل والفتك والتدمير ومص دماء المسلمين.
وبعد ان وجد المسؤولون الأمريكان انفسهم في حرج التجأوا الى اتخاذ قرارات ضد الحكومة الشرعية في سوريا فجندوا اعداء سوريا في الداخل والخارج للضغط على الشعب السوري بغية الرضوخ لمطالبهم وضمان امن الكيان الصهيوني بعد التخلي عن تيار المقاومة ففرض حظر جائر على سوريا استجابة لمطالب الرياض و "تل ابيب" وانقرة وبالأخص لإرضاء آل سعود الذين ذهب ماء وجههم في سوريا وكسرت شوكتهم هناك اثر الهزائم المتكررة التي تعرض لها تكفيريهم الذين بذلوا لأجلهم مليارات الدولارات من نفط المسلمين واموال حجاج بيت الله الحرام.
والسؤال الذي يطرح هنا هو: هل بعد ان ثبت عدم امتلاك العراق لأسلحة كيمياوية رغم تدمير بناه التحتية بالكامل تغيرت وجهة الغرب في استخدام هذه الاسلحة واصبحت مجازة قانونياً فيما لو انها استخدمت من قبل حلفاء اللوبي الصهيوني؟! بكل تاكيد ان الوجهة لم تتغير لأنها هي بذاتها كانت وما زالت لكنها اليوم اضحت معلنة بكل وقاحة بعد ان كانت خفية فالغربيون المدافعون عن الصهاينة وعلى راسهم الامريكان يعتبرون الاسلحة المدمرة والفتاكة المحرمة دولياً وعلى راسها الاسلحة الكيمياوية، يعتبرونها على صنفين (حسنة وسيئة) فالحسنة هي تلك التي تسخر لضرب المسلمين وتدمير البنى التحتية لكل من يهدد امن الكيان الصهيوني والمصالح الغربية في المنطقة واما السيئة فهي تلك التي يمكن استخدامها ضد الصهاينة وحلفائهم في المنطقة! فعلى سبيل المثال استخدام صدام للأسلحة الكيمياوية ضد الجمهورية الاسلامية واستخدام هذه الاسلحة من قبل الوهابيين التكفيريين في سوريا ضد الشعب السوري واستخداماً اليوم من قبل آل سعود ضد الشعب اليمني هي من الموارد الحسنة التي تجدر بالتقدير من قبل الغرب!
وهذه الحقيقة انما تثبتها جميع التصرفات والتصريحات الغربية المناهضة للإنسانية ولا سيما ذلك الصمت الاعلامي المريب تجاه ما يجري في اليمن الجريح اليوم لان آل سعود يستخدمون الاسلحة الكيمياوية السامة والمحرمة دولياً تحقيقاً لمآرب واشنطن وحفاظاً على امن الكيان الصهيوني الذي اوجس خيفة من ثورة الشعب اليمني الباسل.
وكالة انباء فارس |