مقاطعة الحشد لمعارك تكريت قد تنتهي بعد رسالة مـن المرجعيــة
تظهر مواقف الفصائل المشاركة ضمن الحشد الشعبي تبايناً في قرار العودة للمشاركة بعملية تحرير تكريت مع الجيش، او البقاء فقط في المناطق التي تم انتزاعها من تنظيم "داعش" وانتظار ماسيجري في الايام المقبلة، فيما تتوقع اطراف في التحالف الوطني ان "يعالج" بيان المرجعية الدينية الاخير، الخلل في وحدة الموقف بين الفصائل الشعبية، حيث دعت النجف الى التكاتف وحذرت من الانقسام.
وكانت المرجعية الدينية في النجف بدت وكأنها تحاول لملمة ملامح خلاف برز بين الفصائل والقوات الاتحادية قبل ان يتسع، وحذرت في خطبة الجمعة من التقاطع في وجهات النظر، وقالت ان له آثارا "غير حميدة" في المواقف العسكرية والأمنية، على الرغم من ان بعض تشكيلات الحشد مازالت تشارك في العمليات، بينما اعلنت اخرى انسحابها.
واندفعت تشكيلات الحشد الشعبي بقوة في مطلع آذار الحالي في حملة عسكرية لتحرير تكريت والبلدات المحيطة بها وقدر عدد المنضمين لها من الفصائل الشعبية بـ20 الف مقاتل، وجاء التحول في موقفها بعد ان توقفت العمليات بشكل مفاجئ بعد ايام من انطلاقها لاسباب قيل حينها بانها جاءت بضغط اميركي، فيما اشارت بغداد الى ان السبب هو "الحفاظ على البنية التحتية للمدينة"، فيما دخل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، مساء الخميس، على خط المعركة وقام بتوجيه عدد من الضربات الى اهداف وصفت بحسب مسؤولين امنيين بانها "حيوية" داخل تكريت، ما اثار استياء بعض فصائل الحشد.
اعادة النظر بعد توجيهات المرجعية
ويقول النائب عن كتلة المواطن فرات التميمي ان "الخلافات بين الحشد الشعبي والجيش لاتتعدى الخلاف في وجهات النظر حول تحرير مدينة تكريت"، واشار الى ان كلام "المرجعية جاء بعد ان وجدت ضعفا في التنسيق بين الطرفين على خلاف ماجرى في بداية المعركة، مطلع اذار الحالي".
ويؤكد التميمي الذي تمتلك كتلته عددا من التشكيلات المسلحة ضمن الحشد الشعبي ابرزها "سرايا عاشوراء"، و"سرايا الجهاد" في تصريح لـ"المدى" ان "الحشد الشعبي لم ينسحب من صلاح الدين، ولاتوجد تصريحات بشكل رسمي بانها تركت المعركة"، كما يجد التميمي بان "هناك فرصة لمعالجة ماحدث من اختلاف في وجهات النظر بين الحشد والجيش".
ويضيف التميمي "اعتقد ان الفصائل في الحشد الشعبي ستعيد النظر بمواقفها من العمليات العسكرية في تكريت بعد توجيهات المرجعية الاخيرة، وستنسق مرة اخرى مع الجيش وتهاجم بقوة لاستعادة المدينة".
وكان الناطق باسم الحشد الشعبي أحمد الأسدي نفى في بيان صحفي، الخميس، الانباء عن انسحاب قوات الحشد الشعبي من معارك تحرير مدينة تكريت. وأكد ان "القوات ثابتة في مواقعها وتحكم الخناق على داعش".
مواقف متباينة
لكن عبدالعزيز الظالمي وهو النائب عن كتلة الاحرار التي تشارك بـ"سرايا السلام" ضمن الحشد الشعبي يقول ان "بعض الفصائل اتخذت قرارا ثابتا بانها لن تعود للمشاركة في العمليات العسكرية اذا استمر التدخل الاميركي".
ويعتبر الظالمي في تصريح لـ"المدى" ان "الخلافات بين الحشد والجيش لم تصل الى مستوى القطيعة"، مشيرا الى ان "لدى الحشد الشعبي شواهد وتجارب سابقة مع الجيش الاميركي اكدت بانه قوة تضر ولا تنفع".
ويضيف الظالمي ان "وجود التحالف الدولي في العمليات العسكرية له جوانب سلبية، وكان قد وجه ضربات استهدفت القوات الامنية في بيجي وفي منطقة البو ذياب، قرب الرمادي، كما عاد واستهدف الحشد قرب جامعة تكريت، مؤخرا، وهي منطقة قد تم تحريرها من قبل الحشد الشعبي واعتبرت منطلقا للعمليات العسكرية على المدينة". كما يقول الظالمي ان "رئيس الوزراء حيدر العبادي فاجأنا بعد توقف العمليات في تكريت بانه طلب من التحالف الدولي التدخل في المعركة، ماتسبب بانسحاب عدد من فصائل المقاومة التي لاترغب بوجود دور للولايات المتحدة".
مسك الارض وانتظار التطورات
ويكشف الظالمي عن "مواقف ثابتة" لبعض الفصائل في عدم التدخل في المعركة الجارية على تكريت والبقاء في المناطق التي تم تحريرها، حول تكريت، وانتظار ما سيجري في الايام المقبلة، لكنه بالمقابل يقول ان "تشكيلات اخرى لم تنسحب ومازالت تشارك في المعارك". في اثناء ذلك قال محمد ناجي وهو احد قياديي كتلة بدر التي لاتزال متواجدة في صلاح الدين ان "الحشد الشعبي لديه تنسيق مشترك مع الجيش، ودرس تفاصيل الهجوم على تكريت، لكن لن نتدخل مالم تنسحب القوات الدولية من المنطقة".
ويضيف ناجي لـ"المدى": "لدينا مخاوف من ان يوجه الطيران الاميركي ضربات ضد فصائل الحشد سواء كان بالخطأ او بشكل متعمد. ويكرر ناجي بان الحشد قادر على تحرير تكريت وليس هناك حاجة لتدخل التحالف الدولي".
وكان المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة أهل الحق نعيم العبودي، اعلن الخميس، عدم مشاركة الحركة بأي معركة يوجد فيها التحالف الدولي لفقدان الثقة به ولقدرة القوات الامنية والحشد على تحرير المدن، وقال ان "أميركا كانت تتفرج واليوم تحاول اختطاف النصر الكبير بعد تحرير 90% من المناطق".
المدى |