الديوانية تسجل 396 إصابة بالتدرن خلال2014 وإدارتها تعد الفقر من "أهم أسباب" انتشار المرض
أكدت العيادة الاستشارية للأمراض الصدرية والتنفسية في الديوانية، اليوم السبت، أنها سجلت 396 إصابة بالتدرن بالمحافظة،(180كم جنوب العاصمة بغداد)، خلال عام 2014 ، مبينة إمكانية الشفاء من المرض بـ"يسر" في حال انتظام المصاب بالعلاج، في حين عزت إدارة الديوانية انتشار التدرن فيها إلى ارتفاع نسبة الفقر لنحو 35 بالمئة باعتبارها "ثاني أفقر" المحافظات العراقية، على الرغم من تصدرها بمكافحة المرض.
جاء ذلك خلال معرض الفن التشكيلي الخاص بفعاليات "يوم التدرن العالمي"، الذي نظمه معهد الفنون الجميلة للبنات في الديوانية، بالتعاون مع العيادة الاستشارية للأمراض الصدرية والتنفسية، وحضرته (المدى برس).
وقالت طالبة المرحلة الثانية في المعهد، تبارك حيدر، في حديث إلى (المدى برس)، إن "اللوحات المشاركة في المعرض الخاص بيوم التدرن العالمي توضح مخاطر المرض وإمكانية علاجه، والتعايش معه، إذا ما التزم المصاب بالعلاج"، مشيرة إلى أن "المعرض يسلط الضوء على طرق الإصابة والوقاية ومراحل العلاج بلمسة فنية تؤثر في المتلقي".
من جانبها قالت مدرسة الفن التشكيلي في المعهد، بشرى نوري، في حديث إلى (المدى برس)، إن "المعرض الذي أقيم بالتعاون بين مديرية تربية القادسية ودائرة صحة المحافظة، يضم لوحات تشكيلية رسمتها الطالبات لإيصال رسائل تهدف إلى نشر الوعي الصحي بين شرائح المجتمع".
إلى ذلك قال مدير العيادة الاستشارية للأمراض الصدرية والتنفسية، الدكتور حسن شريف، في حديث إلى (المدى برس)، إن "العيادة سجلت خلال عام 2014، 396 إصابة تدرن في عموم المحافظة"، مبيناً أن "نسبة الشفاء كانت 96 بالمئة من المصابين نتيجة الوعي الصحي والدعم الإعلامي الذي تقدمه العديد من المؤسسات الوطنية للحد من انتشار المرض".
وأضاف شريف، أن "نظرة المجتمع إلى التدرن كوصمة عار، تسبب خجل المصابين وإحجامهم عن مراجعة العيادات الاستشارية، والمواظبة على أخذ العلاج"، حاثاً الجميع على "إدراك إمكانية الشفاء من المرض بيسر في حال تناول المصاب العلاج بانتظام".
ودعا مدير العيادة الاستشارية، إلى "دعم مرضى التدرن وتخصيص رواتب إعانة أو منح مالية لهم طيلة مدة العلاج، تقطع عنهم في حال انقطاعهم عن مراجعة المركز لتسلم حصتهم الدوائية"، مؤكداً أن "العيادة الاستشارية نظمت خلال الأيام الماضية عدة برامج ضمن فعاليات اليوم العالمي للتدرن، شملت فحص النازحين في مجمع الديوانية السكني، وحفل لتكريم من تم شفائهم لالتزامهم بالعلاج، فضلاً عن معرض الفن التشكيلي".
على صعيد متصل قال النائب الثاني لمحافظ الديوانية، مالك الحسيني، في حديث إلى (المدى برس)، إن "ارتفاع نسبة الفقر لنحو 35 بالمئة بالديوانية، باعتبارها ثاني أفقر المحافظات العراقية، من أهم أسباب انتشار التدرن فيها، على الرغم من تصدرها نجاح برامج مكافحة المرض".
وذكر الحسيني، أن "الديوانية وضعت برامج مشتركة مع منظمة الصحة العالمية، وفتحت وحدات تخصصية لمعالجة مرض التدرن في مراكزها الصحية، للحد من انتشاره ومتابعة تقدم حالة المصابين".
وكانت اللجنة المحلية لمكافحة التدرن في محافظة الديوانية، كشفت في (الأول من كانون أول 2014 المنصرم)، عن وجود إصابات بمرض التدرن بين النازحين في المحافظة، وفي حين بينت أنها نظمت مسحاً ميدانياً تثقيفياً تشخيصياً وعلاجياً استهدف فحص النازحين في المواكب والحسينيات، أكدت تراجع أعداد المصابين بالمرض من جراء زيادة الوعي الصحي في المجتمع.
وكانت العيادة الاستشارية للأمراض الصدرية والتنفسية في الديوانية، أعلنت في (الرابع من نيسان 2014 المنصرم)، عن نجاحها بإعداد قاعدة بيانات ترتبط بمؤسسات صحية محلية ودولية لحصر أعداد المصابين بمرض التدرن، وفي حين عدت الإجراء خطوة مهمة لمنع تداول أدوية التدرن وتسريها خارج المراكز التخصصية، أكدت نيتها العمل بتوسيع تطبيق برنامج "العلاج قصير الأمد" واستيراد أجهزة متطورة للكشف المبكر عن المرض.
وكانت وزارة الصحة العراقية، كشفت،(منتصف حزيران 2014)، عن تخصيص 131 مليار دينار ضمن موازنة 2014 لبناء "مراكز تخصصية لمرضى التدرن"، وبينت أنه سيتم "شراء عيادات متنقلة خاصة بالكشف عن المرض وأجهزة مختبرية"، مؤكدة على أنها تسعى إلى "استئصاله نهائيا" من المناطق الفقيرة.
وكان أكاديميون ومختصون في محافظة الديوانية، ناقشوا في (27 شباط 2014)، سبل الحد من ارتفاع أعداد المصابين بأمراض التدرن والسل الرئوي، وفي حين حذروا من تداول الأدوية المخصصة لمرض التدرن في المذاخر والصيدليات العامة، أكدوا على أن البرنامج الوطني لهذا العام يمتاز بطرائق حديثة تسهم في نشر الوعي الصحي لدى المواطن.
وكانت دائرة صحة محافظة الديوانية، كشفت في (الـ24 من آذار 2012 الماضي)، عن تسجيل 457 إصابة بمرض السل الرئوي، وفي حين أكدت وفاة اثنين من المصابين، دعت إلى شمولهم برواتب شبكة الحماية الاجتماعية خلال فترة العلاج .
كما أعلنت عن أن المصابين يخضعون للبرنامج العلاجي الخاص بالمرض والذي تبلغ فترته ستة أشهر"، مشيرة إلى أن "ارتفاع نسبة الوعي لدى المواطنين بأهمية مراجعة العيادات المختصة، والتعامل مع السل عند خضوع المصاب للعلاج بشكل منتظم أدى إلى تغطية نسبة 84% من المصابين بالمرض في المحافظة فيما تسرب 14 % من العلاج.
وكانت اللجنة الصحية في مجلس النواب أعلنت، في (منتصف تشرين الأول 2010)، عن وجود أكثر من 100 ألف مصاب بالتدرن الرئوي في العراق، متهمة وزارة الصحة بالتكتم على العدد الحقيقي للمصابين، مضيفة أن نسبة تتراوح بين 10 و15 بالمائة من المرضى فارقوا الحياة.
لكن وزير الصحة السابق صالح الحسناوي قال في تصريحات صحافية ، في (26 تشرين الأول 2010)، إن عدد المصابين بالتدرن الرئوي لم يتجاوز في العام 2009 سبعة آلاف شخص، مبيناً أن نسبة شفاء المصابين تجاوزت الـ85 بالمئة.
وقد أعلن عن اكتشاف العصية المسببة لمرض التدرن الرئوي (السل)، في 24 من آذار 1882، عن طريق "روبرت كوخ"، واعتبر اكتشافه آنذاك ثورة في عالم الطب حيث مهد الطريق لتشخيص المرض وعلاجه.
وينتقل السل عن طريق الهواء ويصيب أشخاصاً يعانون من ضعف في جهاز المناعة، فيما تشير الإحصاءات الدولية إلى أن واحداً من كل ثلاثة أشخاص يحملون جرثومة المرض في أجسامهم أي نحو ملياري شخص في العالم، غير أن هذه العصيات لا تنشط على مدى سنوات وعقود حتى يأتي يوم تضعف فيه المناعة لأسباب مختلفة فتنشط ويصاب الفرد بالمرض، كما أن وجه الخطورة في التدرن الرئوي يكمن في سهولة انتقاله من شخص إلى آخر عن طريق الهواء.
وتطبق الديوانية، البرنامج الوطني لمكافحة التدرن منذ العام 2000، ويهدف البرنامج إلى ثابت الفعالية وزيادة كشف حالات الإصابة بمرض السل لرفع نسبة الشفاء وكسر حلقة المرض والتقليل من انتشاره.
المدى برس |