ما لا تعرفوه عن صاحب قناة "البغدادية" وخلافه مع الكربولي!!
لم تثر قناة 'البغدادية' في بداية ظهورها، الرأي العام العراقي، إلا بعد أن أطلقت برامجا حوارية لملاحقة الفساد والمفسدين. ولأن العراق (من خلال حكوماته المتعاقبة) صار مع الايام أرضا خصبة للمفسدين القادمين من أرض الله الواسعة ممن تذكر ان له وطن غني مهدور الثروات اسمه العراق، فقد نجحت البغدادية في شد الانتباه اليها من خلال ملاحقة ملفات فساد المسؤولين والسياسيين، لتتحول مع الايام الى قناة تحظى بمشاهدة مقبولة نسبيا. وللانصاف نقول، ان صاحب القناة او القائمين عليها، أداروا القناة بطريقة توحي للمشاهد على انها قناة محايدة و'لاتخاف في الحق لومة لائم' كما يقال. ولكن هل صحيح ان البغدادية، كانت لاتخاف في الحق لومة لائم؟ وهل إن هذه القناة كانت تتعامل مع جميع المسؤولين والسياسيين بطريقة عادلة؟ في جلسة خاصة جمعتني مع عدد من العاملين في 'البغدادية' يقولون إن صاحب القناة عون خشلوك يشرف بشكل مباشر على بعض البرامج وتحديدا برنامج 'الساعة التاسعة'، بل إن بعضهم يصف صاحب القناة بأنه معد البرنامج الذي يقدمه 'أنور الحمداني'.. هذا الكلام يدفعنا الى القول إن تحليلا موضوعيا لهذا البرنامج بالذات قد يصلنا الى أهداف قناة 'البغدادية' وصاحبها خشلوك. لقد دأب برنامج 'الساعة التاسعة' مع بداية اطلاقه على محاربة الفاسدين من خلال استضافة سياسيين ونواب يتحدثون بشيء من الجرأة عن ملفات متعلقة بخصومهم، ليرد الخصم في اليوم التالي بملفات تدين الضيف الأول وهكذا.. وكان المحرك الأساسي في توزيع الأدوار بين السياسيين والمسؤولين العراقيين، الملفات التي كان خشلوك يدفع بسخاء لشرائها من مصادرها أو من موظفين صغار باحثين عن المال، أو من موظفين كبار ساعين الى ضرب خصومهم للحصول على سلطة أوسع، أو لإتقاء شر البغدادية وخشلوك مما قد يحملاه لهم من ملفات في المستقبل. ولأن الحمداني المشهور بطاعته العمياء للمسؤول، فقد كان واضحا على مقدم برنامج 'الساعة التاسعة' بأنه يردد في كثير من الأحيان مايمليه عليه خشلوك في اتصالاته الهاتفية المستمرة خلال تقديم البرنامج، مايبعده عن مساره المقبول وبطرق فجة في أغلب الاحيان. إن الانحراف الواضح، الذي ظهر في مسار برنامج 'الساعة التاسعة' وبطريقة تحمل طابعا شخصيا، خصوصا مع التركيز في الحلقات الأخيرة على صاحب قناة 'دجلة' جمال الكربولي، يقابله تغافل واضح عن ملاحقة حيتان السرقة أمثال الدباس والخنجر والأسدي والسوداني وغيرهم كثير، يؤكد إن البرنامج بدأ يطرح أجندة مختلفة عما يعلنه، خصوصا مع تغافل البغدادية المتعمد عن جرائم إبادة جماعية وضد الإنسانية تديرها المليشيات المسلحة بطريقة لاتقل إجراما عن داعش. وفي نفس الوقت، لم نسمع من البغدادية وتحديدا من برنامج 'الساعة التاسعة'، انتقادا أو حتى إشارة الى فساد وزراء التيار الصدري المعروف عن هيئتهم الاقتصادية مطالبتها بـ 5% من أصل المبلغ عن كل احالة عقد، والحال نفسه ينطبق مع الأكراد، اذ لم نسمع عن أي انتقاد حتى بكلمة عن فساد أي كردي سواء كان وزيرا بالحكومة المركزية او مسؤولا في اقليم كردستان!! وعندما نورد هذه الأمثلة، فلأن كثير من العراقيين قد لايعرفون إن مالك قناة البغدادية عون خشلوك لديه مشكلة شخصية مع الكربولي نفسه، كان اخرها سعيه الحثيث لإقناع الكربولي بعدم تعيين احمد ملا طلال (مقدم برنامج بكالوريا في قناة دجلة) الا ان الكربولي رفض الاستغناء عنه برغم كل الرسائل التي كانت تدعوه لذلك وسبب طلب خشلوك ذلك وجود مشكلة بين الخشلوك واحمد ملا طلال حيث اشتكى الخشلوك على ملا طلال وقام بتغريمه مبلغ مليونين دينار عراقي والشكوى أقيمت في محكمة النشر في بغداد. إن الاستمرار بهذه الحرب الاعلامية بالتأكيد لن تفيد أي طرف من طرفي قناة 'دجلة' أو 'البغدادية'، بل إنها ستزيد الهوة بين قناتين ينظر اليهما على انهما يحملان هويتين مهنتين يحتاجهما العراق في هذا الوقت بالذات. وليكن هذا المقال، دعوة الى 'البغدادية' الى العودة الى انتهاج طريق الاعتدال ومراعاة واجبات الرسالة الإعلامية المهنية التي تقوم عليها مهنة الصحافة وشرفها ومصلحتها. والله من وراء القصد.
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words