«الغد» تنشر التقرير النهائي بشأن مجزرة سبايكر
نشرت جريدة الغد تقريرا خبريا جاء فيه: أكدت اللجنة البرلمانية المشكلة للنظر بقضية سبايكر، أن حكومة صلاح الدين وقيادة عملياتها وانتشار الفساد المالي والاداري في المؤسسات الأمنية ساهمت بشكل كبير في مجزرة سبايكر التي أدت إلى استشهاد 1721 شخصا.
وحصلت "الغد" على نسخة من التقرير النهائي للجنة التحقيقية لمتابعة حادثة سبايكر التي تشكلت من قبل لجنة الأمن والدفاع النيابية في يوم 28/12/2014 وضمت حامد المطلك رئيسا وعضوية صباح الساعدي وعباس الخزاعي وعلي المتيوتي وهوشيار عبدالله. واستضافت اللجنة في يوم 25/1/2015، سبعة شخصيات من محافظة صلاح الدين، وهم رئيس مجلس المحافظة احمد الكريم، ورئيس اللجنة الأمنية جاسم حسين، والمحافظ السابق ووزير الدولة حاليا احمد الجبوري، وقائد الشرطة السابق اللواء الركن جمعة عناد سعدون ومدير الاستخبارات الاتحادية العقيد فائق حسن احمد، ومدير المخابرات المقدم حافظ علي حسين ومدير مكتب الامن الوطني العقيد مثنى عيسى. واستضافت أيضا الفريق الركن رعد هاشم معاون رئيس اركان الجيش للإدارة، والفريق الركن علي الفريجي قائد عمليات صلاح الدين سابقا، والعميد الركن اكرم صدام قائد فرقة 18 والعميد ايوب موسى آمر لواء 66 قيادة عمليات صلاح الدين، والعميد فوزي كاظم مدير إدارة فرقة 18، بالإضافة إلى النائب مشعان الجبوري.وجاء في التقرير النهائي، أن التركيز يجري لمعرفة إعداد المفقودين ومصيرهم والشهداء ومعرفة أماكن رفات الشهداء حول أسباب الانكسار والفشل في مواجهة الإرهابيين.
وتضمن التقرير، أن وزير الدفاع أبلغهم بوجود "250" شخصا محتجزا من قبل العشائر في المنطقة، وقد فاتحناه لتزويدنا بالمعلومات بشكل رسمي وكانت الإجابة (وردت معلومات من العمليات المشتركة وتمت متابعة المعلومات من قبلنا شخصيا وتخصيص مبالغ مالية للعناصر التي ساعدت في ذلك ولكن لم تصل إلى نتيجة لحد الآن". ويشير التقرير إلى أنه بعد التدهور الأمني في الموصل وسقوطها في العاشر من حزيران الماضي وسيطرة تنظيم داعش على المدينة بالكامل، حدث انكسار في معنويات الجيش والقوات الأمنية وتمثل ذلك في ترك منتسبي الوحدات لمواقعهم من دون قتال وانهيار الروح المعنوية وتصاعد الحرب النفسية واعلام تنظيم داعش، وكذلك تأثير ذلك كبير على محافظة صلاح الدين وذلك لقربها من الموصل، وفي صباح الحادي عشر من حزيران سقطت مدينة تكريت وبعض أقضية محافظة صلاح الدين بيد داعش والمتعاونين معهم.
ويوضح التقرير أن "قائد عمليات صلاح الدين الفريق الركن علي الفريجي اتخذ قرارا ليلة الثانية عشر من حزيران الماضي، بنقل مقر قيادة عمليات صلاح الدين والقوات المتجحفلة معها إلى قاعدة سبايكر باعتبارها قاعدة حصينة وفيها مطار بالإمكان الدفاع والتصدي لتنظيم داعش، وبذلك أصبحت داخل القاعدة وحدات تابعة لقيادة عمليات صلاح الدين والقوة الجوية وقيادة الفرقة 18 وفوج العمليات الخاصة الذي وصلها ليلة العاشر من حزيران، بعد الانسحاب من الموصل بالإضافة إلى اعداد من الضباط والمراتب المنسحبين من وحدات الموصل وشمال صلاح الدين وتواجدوا في قاعدة سبايكر وهم بحالة ذعر وخوف شديد ين مما ساعد على احباط المعنويات وزيادة الفوضى.
ويتابع التقرير، كان يتواجد في القاعدة عدد من المراتب المتطوعين الجدد خلال شهري نيسان ومايس 2014 لغرض استكمال تدريبهم وسد نقص عمليات صلاح الدين المشكلة حديثا وهم بحدود 1300 منتسب، وفي الساعة الثامنة صباح 12/6 ونتيجة لانعدام القيادة والسيطرة وسوء التدريب وانعدام الانضباط للوحدات المتواجدة داخل القاعدة حدثت فوضى من قبل المنتسبين وصاحبها اطلاق نار عشوائي، وقد انتشرت بينهم اخبار حصول الموافقة على المغادرة إلى مكان اخر مما ادى إلى ارتداء معظمهم ملابسهم المدنية وخروجهم مع بعض التجهيزات، وان قوة من مكافحة الإرهاب المتواجدة في باب النظام حاولت منعهم من الخروج إلا أن تلك المحاولات فشلت وتمكنوا من فتح البوابة وخرجوا إلى الشارع العام.
ويضيف أنه "بعد وصول المنسحبين مقابل جامعة تكريت التقوا بسيطرة وهمية مهدت لهم الطريق للوصول إلى سيطرة وهمية أخرى التي تبعد مسافة 2 كم عن الأولى، حيث تم محاصرتهم والسيطرة عليهم من قبل (50) شخصا من الإرهابيين المسلحين بشكل جيد وأوهموهم بركوب العجلات المهيأة لهم مسبقا على أساس التوجه إلى اهاليهم، لكن تم استدراجهم إلى المنطقة المسماة المجمع الرئاسي في صلاح الدين حيث تعرض البعض منهم إلى مجزرة وتصفية جسدية".
ويبين أن عدد المفقودين في الحادثة بلغ 1721 شخصا، وان الحقائق حول انهيار الوضع في صلاح الدين يعود إلى تسرب وانسحاب العسكريين من جبهات القتال في الموصل، وان قيادة عمليات صلاح الدين والوحدات المتجحفلة معها وقوات الشرطة والحكومة المحلية لم تكن بمستوى المسؤولية والحدث ولم تهيأ الاستحضارات اللازمة والاستعداد المطلوب للاحتمالات المتوقعة عند سقوط الموصل حيث أنها لم تقم بأعمال اعاقة وخطوط صد للعدو قبل دخوله حدود محافظة صلاح الدين.ويلفت التقرير إلى أن محافظة صلاح الدين تعيش في فوضى امنية واضحة قبل سقوط الموصل بأكثر من شهر، بسبب انتشار الجريمة وغياب المتابعة وتطبيق القانون الامر الذي جعل الطريق ممهدا لدخول العدو بسهولة، إضافة إلى انتشار الفساد المالي والاداري في القطعات العسكرية ووجود اعداد كبيرة من الوهميين. وتضمنت فقرة الاستنتاجات إلى أنه استنادا إلى اعترافات الإرهابي ابراهيم بدري ابراهيم البازي بأن عدد من الإرهابيين الذين تم اطلاق سراحهم بواسطة تنظيم داعش من سجن تسفيرات صلاح الدين يوم 11/6/2014 شاركوا بتنفيذ مجزرة سبايكر.
بينما تضمنت فقرة التوصيات، صرف رواتب المفقودين، وقيام دائرة المستشار القانوني في وزارة الدفاع بمتابعة الاجراءات القانونية بحق الضباط المتسربين وعددهم (158) بمختلف الرتب واحالة (27) ضابط بمختلف الرتب إلى المحاكم لاجراء محاكمتهم وفقا للقانون وحسب قرار اللجنة التحقيقية في وزارة الدفاع. وحث الأجهزة الاستخبارية والامنية وقيادة عمليات صلاح الدين للقيام بمسؤولياتهم والبحث والتحري عن مواقع المقابر واماكن دفن الشهداء ومتابعة الاحياء والمختطفين لدى داعش أو غيرها في اي مكان". وقيام دائرة المستشار القانوني في وزارة الدفاع بمتابعة الدعاوى الجزائية ضد المجرمين في حادثة سبايكر |