بقلم: سالم سمسم مهدي - 01-03-2015 | (صوت العراق) | نسخة سهلة الطبع
مع تحفظاتنا على الأسلوب الإعلامي غير الموفق، الذي تم التمهيد به لخطة تحرير تكريت، التي أفقدت مبدأ الهجوم من أحدى النقاط الأساسية التي تضمن نجاحه، ألا وهي المباغته، حيث تم الإفصاح عنها للعدو بلا ثمن، عندما تحدث من يعنيه الأمر ولم يعنيه عن تحديد وقت الهجوم، وهو ما يخالف كل مبادئ التحشد والاندفاع وفق مفاهيم العلم العسكري المعروفة .
ولكننا مع هذا لا نملك غير أن نشد على أيدي المقاتلين الأبطال، الذين يواجهون نيران العدو الغادرة وفي كل جبهات القتال الملتهبة، وخصوصاً جبهة سامراء التي يحاول الدواعش أن يجعلوا منها هذه الأيام فلوجه أخرى في خاصرة الوطن .
الشعب يُدرك تماماً كم هي قاسية الظروف التي يعيشها جنودنا ومن يؤازرهم في خطوط النار، من صراع مع الموت والإرهاق لحد الإنهاك، والجوع، وفراق الأهل والأعزة، وأبواب الرزق والعيش الكريم، من أجل أن يؤمنوا لنا ما نحن فيه من بحبوحة رغم مرارتها، التي تقض منا المضاجع فرقا على دماء ابنائنا، وأموالنا التي تذهب هدراً في أبواب لا تخدم الشعب أو الوطن .
أن توقيت تواجد السيد القائد العام للقوات المسلحة في منطقة العمليات المتقدمة في صلاح الدين، يُعطي رسالة صحيحة إلى أبنائنا المقاتلين من جهة، وللدواعش الأوباش من ناحية أخرى يحذرهم فيها من الإصرار على الاستمرار في غيهم، في وقت تحيط بنا المؤامرات إحاطة الخاتم في البنصر، أقطابها تجار الحروب وبقايا الحاقدين على الشعب، والفاشلين في الحياة، وذوي العقول الجوفاء، الذين يناطحون بغبائهم ذُرى الجبال والقمم الشامخة بلا طائل .
لا شك أن المعركة ستكون شرسة وصعبة، ولكن ما هو أصعب منها أن يُذل الوطن، الذي تعمل أطراف دولية عديدة موزعة بين مجاهر في العداء، وبين متقلب في المواقف، وبين صامت أخرس ينتظر منا التلاشي في خضم الأحداث، وهذا ما سيقرره الدم العراقي الزكي والطاهر الذي يُهرق عند سور شناس، والبغدادي اليوم، وأسوار نينوى غداً .
أن العدو يراهن على استهلاك طاقاتنا، ونفاذ صبرنا، وتحطم إرادتنا، كي يجبرنا على الخضوع لإبتزازة، ومن ثم الرضوخ لرغباته في التخلي عن الوطن، من هنا فأن لا خيار أمامنا غير أن ننصر الوطن، وندعم قواتنا المسلحة كي ننجو من الضياع الأكيد
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words