أحرار -
تعمل السلطات الجزائرية على تحجيم التنظيمات الجهادية والكتائب المتشددة منذ سنوات طويلة لكن جهودها لم تحل دون استشراء الإرهاب واختراق تنظيم “داعش” حدودها، فالعديد من المجموعات المتطرفة أعلنت ولاءها للبغدادي ولعلّ أهمها وأخطرها مجموعة “جند الخلافة” التي بايعت خليفة التنظيم وتوعدت الأجهزة الأمنية بعمليات إرهابية تهدّد أمن واستقرار البلاد.
وأكدت تقارير إخبارية متطابقة أن السلطات الجزائرية أعدّت خطّة أمنية استباقية لدرء مخاطر الإرهاب وبالتحديد لمواجهة تمدّد تنظيم “داعش” الذي اخترق حدود الجزائر.
وأفادت التقارير أن وزارة الداخلية تعاونت مع وزارات الخارجية والدفاع والعدل والشؤون الدينية لإعداد استراتيجية أمنية مشتركة لمنع الشباب الجزائري من الالتحاق ببؤر التوتر وتطويق الجهاديين المتشددين الموالين لتنظيم الدولة الإسلامية.
واستنادا إلى الخطة الأمنية الجديدة يتعيّن على الجهات المسؤولة متابعة يومية لشبكات التواصل الاجتماعي (فيسبوك، تويتر، يوتيوب) التي أصبحت من أهم وسائل التجنيد التي يستعملها «داعش» في التواصل مع أنصاره.
وأقرّت الخطة أيضا بوجوب مراقبة المساجد والدروس التي تقدم في فترات مختلفة خاصة من طرف أئمة متشددين وغير معتمدين لدى وزارة الشؤون الدينية.
ويرى خبراء أمنيون أن إعداد الحكومة لخطّة أمنية يدلّ على وجود خطر حقيقي محدق بالبلاد، ويؤكد أن “داعش” موجود فعلا بالجزائر ممثلا في جماعة “جند الخلافة”.
يشار إلى أن السلطات الرسمية أدخلت تعديلات على قائمة الإرهابيين الأكثر طلبا للأمن الجزائري، من أجل استهداف مطلوبين تعتبرهم أكثر خطورة من “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب” الذي تحاربه منذ سنوات، وذلك بعد اغتيال الرهينة الفرنسي.
السلطات أدخلت تعديلات على قائمة الإرهابيين الأكثر طلبا، من أجل استهداف متشددي 'جند الخلافة'
وأكدت مصادر أمنية أن قوات الأمن الجزائرية غيّرت مخططاتها لمكافحة الإرهاب التي يجري العمل بها منذ سنوات على ضوء ظهور جماعة “جند الخلافة” في الجزائر وتبنيها عملية اختطاف واغتيال سائح فرنسي.
وأضافت نفس المصادر أن مخططات مكافحة الإرهاب في الجزائر تم تعديلها، وتقرر في هذا الشأن اعتبار الإرهابي قوري عبدالمالك الذي أعلن انضمام كتيبته لجماعة “داعش” أحد أهم المطلوبين للأمن الجزائري مع عثمان العاصمي الذي انشق هو الآخر عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، بالإضافة إلى مجموعة أخرى تضم مقاتلين في “كتيبة الهدى” في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.
وجاء هذا التطور على ضوء العملية الإرهابية التي وقعت في منطقة جبلية قرب العاصمة وانتهت باختطاف واغتيال سائح فرنسي على يد كتيبة “جند الخلافة” المتطرفة.
وتواجه الجزائر مخاطر الإرهاب بسبب تحصّن جهاديّي تنظيم القاعدة في الجبال وفي المناطق الجنوبية حيث يقومون بشكل شبه دائم بعمليات إرهابية ضدّ وحدات الجيش، إضافة إلى الأوضاع المتأزمة في ليبيا والتي لها تأثير مباشر على دول الجوار مثل الجزائر وتونس، وتغوّل الميليشيات المسلحة وتنامي نشاط التنظيمات الجهادية المتشددة الموالية لـ'داعش'، تعدّ من العوامل المهدّدة لأمن واستقرار المنطقة المغاربية.
وفي سياق متصل، نشرت ما يسمى بـ”الهيئة العسكرية” التابعة لجماعة “المرابطين” الإرهابية، التي يقودها المتشدد مختار بلمختار دراسة حول اعتداء عين امناس الشهير بالجزائر، لشرح سيناريو الجريمة وتحضيراتها.
ونقلت وكالة أخبار نواكشوط المستقلة، عن الدراسة التي بدأت بمقدمة كتبها أمير “المرابطون”، اعترف فيها بأن العملية شكلت منعطفا جديدا في أساليب العمل الإرهابي، التي اعتمدتها عناصر التنظيم المسلح.
وأفاد بلمختار إلى أنهم ملتزمون بنهج بن لادن في الجهاد وقال «نحن نستخلص من تجاربنا الطويلة في العمل المسلح بعدم الدخول في حرب مباشرة مع جيوش الأنظمة إلا بوجود مبرر واضح ليس خوفا، ولكن رحمة بعوام المسلمين».
وكان التنظيم، قد احتجز 800 رهينة بينهم 132 رهينة أجنبية، خلال الاعتداء، وتدخلت قوات الجيش، وتمكنت من تحرير أكثر من 700 عامل بين جزائري وأجنبي، كما تم القضاء على 32 إرهابيا وإلقاء القبض على ثلاثة آخرين وقتل في هذه العملية 37 رهينة أجنبية وجزائري واحد.