مشاركة شكليّة لدول الخليج في الحرب على داعش لا ترقى الى مستوى التحدي
بينما تقصف الطائرات المقاتلة الأمريكية أهدافا لتنظيم "داعش" الارهابي في سوريا يبدو أن غياب حلفاء واشنطن عن الحملة الجوية في تزايد.
وتفيد بيانات عسكرية أمريكية أنه على الرغم من أن إدارة الرئيس باراك أوباما أعلنت شن ضربات جوية قبل ثلاثة شهور بوصفها حملة مشتركة تقوم بها واشنطن وحلفاؤها العرب فإن نحو 97 في المئة من الضربات التي جرت في كانون الأول نفذتها الولايات المتحدة بمفردها.
وتظهر البيانات أن حلفاء الولايات المتحدة نفذوا ضربتين جويتين فقط في سوريا في النصف الأول من كانون الأول بالمقارنة مع 62 نفذتها الولايات المتحدة.
ويشكل ذلك تحولا بدأ بعد فترة قصيرة من بدء الحملة في أواخر أيلول حينما نفذ حلفاء الولايات المتحدة 38 في المئة من الضربات. وتفيد الحسابات بناء على البيانات أنه سرعان ما تراجعت النسبة إلى نحو ثمانية في المئة في أكتوبر تشرين الأول وتسعة في المئة في نوفمبر تشرين الثاني.
ويحرص المسؤولون الأمريكيون على تفادي تفكك التحالف جراء المخاوف بشأن توجه الحملة الجوية. وتفيد مصادر بأنه لطالما ساورت بعض الحلفاء مخاوف من أن لا تؤدي الضربات الجوية الى النتيجة المطلوبة.
ويقول آخرون في المنطقة في أحاديث خاصة إن الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد الارهابيين بحاجة إلى بذل المزيد.
ولكن مسؤولين في الولايات المتحدة وفي المنطقة يصرون على أن التوترات السياسية بداخل التحالف لا علاقة لها بتراجع الضربات الجوية التي يشنها التحالف.
وقال مصدر على دراية بالاستراتيجية الخليجية بداخل التحالف "إنها مسألة أهداف. من الناحية العسكرية التعاون واسع وعميق".
وتتفق "المسلة" مع ما ورد في تقرير رويترز، من ان مشاركة دول التحالف "شكلية"، وانها تسعى من ذلك الى المرائية في الحرب على الإرهاب.
وفيما يتعلق بدول الخليج، فان دول مثل السعودية وقطر والامارات، نفضت تعهداتها على ما يبدو، ولم تبلغ مشاركتها بالقدر المطلوب منها ، لتتحول مشاركتها الى مجرد دعم محدود وكلام في غالب الأحوال.
ويقول مسؤولون أمريكيون ومصادر خليجية إن هناك عنصرين فاعلين في هذا الأمر هما التراجع في الوتيرة الكلية للضربات وتراجع الأهداف سهلة الاستهداف التابعة لداعش بعد نحو ثلاثة شهور من القصف.
وتولت البحرين والأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة قصف الأهداف الثابتة في بداية الأمر. بينما ركزت الولايات المتحدة منذ البداية على الأهداف الأصعب باستخدام الذخيرة الموجهة لتجنب وقوع خسائر بين المدنيين.
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم الإفصاح عن اسمه "الأمر ببساطة أن عدد الأهداف (الثابتة) صار أقل .. من وجهة نظرنا هذا شيء طيب. فمعناه أن الضربات لها تأثير".
وتفيد البيانات العسكرية الأمريكية أن أقل قليلا من نصف الضربات الجوية التي شنتها دول التحالف من دون الولايات المتحدة وقعت في الأيام التسعة الأولى من الحملة الجوية التي بدأت في أواخر سبتمبر. وبلغ العدد الإجمالي للضربات التي شنتها هذه الدول 65 ضربة منها 20 ضربة وجهت في تشرين الأول و14 فقط في تشرين الثاني.
وقال مسؤول أمريكي إن الضربتين الجويتين الوحيدتين اللتين شنهما حلفاء واشنطن هذا الشهر استهدفتا كتيبة للحرب الإلكترونية بالقرب من مدينة الرقة في السابع من ديسمبر كانون الأول.
ويشير تراجع عدد الضربات الجوية التي شنها حلفاء واشنطن في سوريا إلى التباين مع الحملة التي تجري في العراق.
فعلى الجانب الآخر من الحدود يوجد حلفاء للولايات المتحدة لديهم قوات جوية عالية التدريب والتجهيز منها بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا. وتعتبر هذه الدول أن الحملة الجوية في العراق لها أسس قانونية أكثر صلابة من تلك التي تجرى في سوريا حيث إن تواجدها هناك جاء بناء على دعوة مباشرة وجهتها بغداد للمشاركة في الحملة.
وكثفت الولايات المتحدة حملتها في سوريا في تشرين الأول. فشنت 233 ضربة حينما صارت المعركة على بلدة كوباني الحدودية نقطة مفصلية. ونفذت 146 ضربة أخرى في نوفمبر تشرين الثاني.
وتفيد البيانات العسكرية الأمريكية أن الولايات المتحدة نفذت ما مجمله 488 ضربة جوية في سوريا حتى 15 كانون الأول.
وقال مسؤول أمريكي إن ما يجعل الضربات الجوية أصعب أن تنظيم الدولة الإسلامية خفض أنشطته في المناطق المفتوحة ويثبت أقدامه "في منشآت للاستخدامات المدنية أو بالقرب منها".
ووصف دبلوماسي في الخليج دور الحلفاء بأنه رمزي إلى حد كبير في ضوء حجم وتعقيد العمليات الأمريكية.
وأضاف الدبلوماسي الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته "هناك أهداف وكل المشاركين يعلمون أن الولايات المتحدة أكثر كفاءة في ضربها. الوقت الحالي لا يمح بارتكاب أخطاء".
وقال اللفتنانت جنرال جيمس تيري الذي يقود جهود التحالف ضد داعش في العراق وسوريا للصحفيين إن الضربات ألحقت ضررا بداعش.
المسلّة |