يجدر بالولايات المتحدة قطع المساعدات عن فلسطين بسبب دعمها للإرهابيين
أول ما يجب قوله عن المذبحة التي وقعت في المعبد اليهودي في القدس في 17 تشرين الثاني/نوفمبر على يد إرهابيين فلسطينيين هو أنها ليست جزءاً من "دوامة العنف" [التي بدأت مؤخراً]، وإنما عملية قتل متعمد بدم بارد. وكما وصف الرئيس أوباما قطع رأس بيتر كيسيج، فإن ما حدث هنا هو عمل "شرير محض". إن قوْل أي شيء آخر هو ببساطة الوقوع في فخ تبرير ذلك الشر.
وكان ثلاثة من أولئك الضحايا الأبرياء تماماً، مواطنين أمريكيين أيضاً. وهذا لا يجعل الجريمة أكبر شأناً، لكنه يوفر سبباً إضافياً لكي تقوم الولايات المتحدة بالرد بالطريقة الصحيحة. من الضروري على الحكومة الأمريكية الرد حالياً، لمحاسبة المسؤولين عن هذا الإرهاب، كما نقول غالباً.
والسؤال هو، من هو المسؤول؟ إن الإسرائيليين يجادلون بالفعل حول ذلك، كما يفعلون فيي أغلب الأحيان. فرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يلقي باللائمة على التحريض، على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. إلا أن أحد كبار مسؤولي الأمن الإسرائيليين يقول أن عباس غير متورط مباشرة في الإرهاب، وأن قوات الأمن الفلسطينية تتعاون فعلاً مع إسرائيل ضد الإرهابيين.
وفي الواقع، أن كلا التصريحين صحيحان - لأن عباس يحاول تحقيق كلا الهدفين. وقد أدان شخصياً هذا الهجوم الإرهابي، ويوجه قواته لكي تراقب عن كثب «حماس» وغيرها من المتطرفين في الضفة الغربية. ولكن في الوقت نفسه، يسمح عباس لمستشاريه، ولحزبه السياسي الحاكم «فتح»، ولوسائل الإعلام الفلسطينية الرسمية بمدح وتمجيد أولئك الإرهابيين حيث يصفوهم أبطال وشهداء وأكثر من ذلك. كما أن حكومته تدفع رواتب منتظمة للإرهابيين المدانين وأسرهم. وقد كتب عباس نفسه للتو رسالة تعزية رسمية الى عائلة الإرهابي الفلسطيني الذي أطلق النار على الحاخام يهودا غليك، والتي كانت على وشك أن تؤدي إلى مقتله قبل بضعة أيام فقط.
ووفقاً للقانون الأمريكي الحالي، يعني ذلك أنه يجب على الولايات المتحدة التحرك على الفور لقطع بعض المساعدات الأمريكية الكبيرة جداً إلى السلطة الفلسطينية - ما لم ينكر عباس علناً وينهي بشكل لا لبس فيه هذه الممارسة من النفاق والخداع المتعلقة بالتحريض على القتل. كما يتعيّن على الولايات المتحدة الضغط على جميع حلفائها الأوروبيين والعرب وغيرهم، لكي يحذون حذوها. بيد، إذا توجب على واشنطن القيام بهذه الخطوة من جانبها فقط، فليكن ذلك.
ليس هناك شك في أنه سيروق لبعض الإسرائيليين الرد على قتل أقاربهم من خلال بناء المزيد من المساكن لليهود في القدس الشرقية. إن ذلك سيكون خطأ، حيث لن يؤدي إلى معاقبة أي فلسطيني، أو يردع القيام بأعمال إرهابية في المستقبل. كما قد يعطي الولايات المتحدة أو حكومات أخرى ذريعة لعدم الرد بشكل مناسب لمعالجة القضية الحقيقية. وعوضاً عن ذلك، من الأفضل معاقبة أولئك الذين لا يعملون على وقف أعمال القتل.
ديفيد بولوك هو زميل كوفمان في معهد واشنطن ومدير منتدى فكرة.
معهد واشنطن |