اعتقالات واسعة لنازحين من جرف الصخر وجوامعها تحولت الى حسينيات

أفاد مصدر أمني في محافظة بابل، بأن قوة أمنية مشتركة اعتقلت ستة مسلحين شمال بابل( 45 كم جنوب بغداد).

وفيما كشف سكان محليون عن حملة اعتقال طالت 400 عائلة احتجز بعدها النساء والاطفال في معسكرات بينما نقل الرجال والشباب الى مكان مجهول ، حذروا مما وصفوه بـ”عقوبة جماعية واعتقالات واسعة يتعرض اليها النازحون من جرف الصخر بعد تحريرها من عناصر داعش .

واعرب مواطنون عن خشيتهم من حملة اعتقالات واسعة طالت مدنيين نزحوا من جرف الصخر وكشفوا عن مأساة انسانية تعرضت اليها نحو 400 عائلة ابان العمليات العسكرية الاخيرة .

وقال أبو أحمد الجنابي أحد الشيوخ في ناحية الأسكندرية لـ/عراق برس/, أن ” مخاوف المواطنين من أهالي مناطق شمال بابل زادت , بالتزامن مع تصاعد وتيرة حملات الأعتقال التي تنفذها القوات الأمنية تحت مسمى مطاردة عناصر داعش”.

واضاف الجنابي ،ان “البداية كانت مع أنفجار الوضع في الأنبار وزادت حدة الأعتقالات لمواطني مناطق نواحي الاسكندرية وجبلة وقضاء المسيب والمحاويل في شمال بابل, ، ثم تفاقم الوضع نحو الاسوا مع بدء المعارك في ناحية جرف الصخر، لينال أهل الناحية النصيب الاكبر من الاعتقال والتصفية والقتل”. على حد تعبيره .

وتابع : ” بعد أنتهاء المعارك , اعطت الحكومة المحلية وعودا وتطمينات للمواطنين بأستتباب الامن ، وعدم أعتماد مبدأ الاعتقالات العشوائية ,ألا أنها لم تكن سوى وعود تبعاتها حملات أعتقالات تطال عشرات الابرياء الذين فروا من جحيم الحرب في الناحية ” لا فتا الى ان “أغلب رجال وشباب جرف الصخر متهمون الأن ,حتى من عاش منذ سنين خارج الناحية “.

وزاد : ” ليس الرجال فقط ،فالكثير من الأعتداءات طالت حتى النساء وليس أخرها أحتجاز اكثر من اربعمائة عائلة تم نقلهم من الناحية لقضاء المسيب لينقل الشيوخ والشباب وحتى الاطفال ممن تجاوز عمره 12 سنة الى جهة مجهولة وتحتجز النساء في معسكرات أمنية , في وضع مهين ومذل “.

وختم الجنابي بالقول “م تقتصر الأعتقالات على اهالي ناحية جرف الصخرر بل شملت مواطنين من مناطق أخرى شمالي بابل برغم أنتهاء العمليات العسكرية في الناحية وطرد المسلحين منها ,وكل تلك الأعتقالات تتم تحت مسمى مطاردة وأعتقال عناصر داعش ليصبح المواطن البسيط ضحية التهجير والفقر والأعتقال وضياع الحقوق.

من جهة اخرى افاد مصدر عشائري بان هنات تخوف كبير من اهالي جرف الصخر بوجود مخطط يهدف لتهجير ابناء تلك المناطق وتسكين ناس اخرين من الطائفة الشيعية وهذا ما عززه تصريحات مجلس محافظة بابل والقوات الامنية بعدم رجوع الاهالي الابعد 8 اشهر لازالة الالغام وجعل الناحية ثكنة عسكرية وعدم السماح لاهالي بالعودة بالاضافة الى تحويل الجوامع الى حسينيات تقام مراسم وطقوس شيعية التي تستخدمها حاليا الميلشيات المتواجدة هناك ورفع رايات طائفية فوق الابنية والمسلجد الموجودة في الناحية.

على الصعيد نفسه نقلت صحيفة (القدس العربي ) عن مصادر موثوقة قولها ان عدة أسواق أقيمت في مدن محافظة بابل جنوب بغداد لبيع المسروقات من بيوت أهل ناحية جرف الصخر، الذين تركوها هربا من بطش الميليشيات، كما تم الاعلان عن العثور على مقابر جماعية لأهالي المنطقة .

وذكر مصدر وهو من سكان الاسكندرية القريبة من بابل أنه وبعد تحرير ناحية جرف الصخر شمالي بابل من قبل القوات الحكومية من تنظيم داعش دخلت عناصر الميليشيات لتمشيط المنطقة التي هرب منها معظم سكانها ولتستولي على كل ما تجده في البيوت الخالية. وبين المصدر أن الميليشيات طلبت من سكان المنطقة ترك بيوتهم ومغادرة المنطقة دون أن يأخذوا معهم أي شيء من سيارات وحيوانات وأثاث .

وأشار المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ان المسروقات تعرض للبيع في أسواق في مدن محافظة بابل كالحلة والمسيب والاسكندرية، وأنهم أطلقوا عليها « أسواق غنائم النواصب «، في اشارة الى أهل السنة الذين تركوا ديارهم في جرف الصخر هربا الى أماكن آمنة بعد الهجوم الأخير للجيش والميليشيات على منطقتهم .

وأكد المصدر ان الميليشيات تتعهد لمن يشتري السلع المسروقة بأن أصحابها الأصليين لن يطالبوا أحدا بها اذا وجدوها عنده ،علما أن الأشياء المسروقة تتضمن كل شيء كالسيارات والبقر والغنم والاثاث والأجهزة الكهربائية والملابس وغيرها من أثاث البيوت التي يتم بيعها بأسعار رخيصة.

وأوضح المصدر أنه سمع عن بعض رجال الدين المسيسين الذين أصدروا فتوى بجواز الاستيلاء على ممتلكات أهالي المناطق التي تواجدت فيها تنظيمات داعش الذين يطلقون عليهم « النواصب» بحجة كونهم وفروا المأوى لعناصر التنظيم وقاتلوا معهم ضد الشيعة.

وكانت وسائل اعلام قد نقلت عن مصدر مقرب من ميليشيات مشاركة في تنظيم « الحشد الشعبي» الشيعية أنهم توصلوا إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم «داعش»، وذلك بسبب عدم اقرار الموازنة المالية للعام الحالي، ما ادى الى عجز في توفير السيولة النقدية المخصصة لتنظيم الحشد الشعبي .

وفي سياق ذو صلة يتم الكشف يوميا عن مزيد من المقابر الجماعية والجثث المجهولة في مناطق متفرقة من جرف الصخر لأشخاص تم قتلهم هذه الأيام بعد دخول الميليشيات اليها . فقد افاد مصدر امني في محافظة بابل، الأربعاء، بأن قوة امنية عثرت على 41 جثة تعود لعناصر من تنظيم «داعش» مدفونة في منطقة الشهبان التابعة لناحية جرف الصخر شمالي المحافظة .

وقال المصدر في حديث صحافي إن «القوات الأمنية المنتشرة في ناحية جرف الصخر عثرت، يوم الاربعاء، على 41 جثة مدفونة في منطقة الشهبان التابعة لناحية جرف الصخر شمالي بابل»، مدعيا أن «تلك الجثث تعود لارهابيين في داعش قتلوا خلال المواجهات مع القوات الأمنية، وتم دفنهم قبل هروب التنظيم من الناحية « حسب قوله .

وأضاف المصدر أن «القوات الأمنية طوقت المكان بأسلاك بغية تدقيق هويات أصحاب الجثث «.

وتحدث سكان محليون ان الميليشيات المرافقة للجيش بعد دخول ناحية جرف الصخر قامت باعتقال العشرات من سكان الناحية والقرى المحيطة بها من طائفة معينة واصطحبوهم الى جهة مجهولة ،حيث تم العثور على جثث بعضهم وما زال آخرون في عداد المفقودين .

يذكر أن مسلسل الجرائم الطائفية من قتل وتهجير وسرقة ممتلكات أهالي المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش قد تكرر في عدة مواقع منها القرى المحيطة بآمرلي بعد رفع الحصار عنها وبعض القرى في صلاح الدين وتلعفر في الموصل.

وحذر العديد من النواب والسياسيين ووسائل الاعلام العراقية من جرائم ارتكبتها الميليشيات في تلك المناطق، وأن اهالي تلك المناطق يطلبون دخول الجيش دون الميليشيات بعد تحرير مناطقهم .

وكانت صحيفة واشنطن بوست قد حذرت من أن اشتراك ميليشيات ومقاتلين من ايران في جرف الصخر،أفرز ممارسات استفزازية وأدى الى افراغ الناحية من أحد أهم مكوناته .