مربد البصرة ينطلق في فضاء الشعر بأجنحة الفساد والمحسوبية
انطلقت في محافظة البصرة، الأربعاء الماضي، فعاليات مهرجان المربد الشعري بمشاركة مئات الشعراء والنقاد العراقيين الى جانب عدد من الشعراء العرب، فيما برزت ملامح فساد في الصرف، وطريقة دعوات المشاركين، الى العلن.
وتسابق شعراء وادباء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، في وصف مظاهر الفساد التي طالت فعاليات الدورة الحادية عشر للمهرجان التي حملت اسم الشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة.
وفيما قال الشاعر والاعلامي هادي الحسيني لـ"المسلة" ان "المربد يتبع سياسية صدام البائد في الدعوات،وتم دعوة ادباء عرب كانوا يتملقون الى النظام البائد، كما ان المحسوبية والاخوانيات هي التي تحدد ذات الوجوه المدعوة الى المهرجان، فقد وصف الشاعر العراقي يحيى السماوي دعوة مهرجان المربد بانها "بطاقة العار".
الى ذلك قال اديب مشارك في المهرجان لـ"المسلة" ان "بعض الدعوات لاتخلو من علاقات مشبوهة مع بعض المشاركات في المؤتمر".
واضاف "تلقيت رسائل كثيرة من مبدعين اصدقاء حول الموضوع نفسه" داعيا الى "كشف خفايا ما يحدث في هكذا مهرجانات، لغرض منع تكرارها باسم الشعر والأدب وخدمة العراق وأدبائه ".
واعتبر السماوي ما يحدث من دون ذكر للتفاصيل بانها "طعن بالأدب وأخلاق الأدباء وطعناً بسمعة العراق وادبائه".
ونقل السماوي عن صديق له حضر المربد قوله "دفعنا نحن ثمن بطاقات الدعوة، في حين ارسلت وزارة الثقافة تذاكر السفر لمدعويها فقط".
الى ذلك قال الكاتب والصحافي المقيم في المغرب فيصل عبد الحسن ان "المسؤولين عن المهرجان وعدوني بإرسال التذكرة لي عبر البريد الالكتروني بعد حجزها لي وهم حبيب السامر وعبد السادة البصري وعلي الامارة واتصلت بهم هاتفيا واكدوا لي أن علي الامارة حجز لي وانهم غدا سيرسلون الحجز لي وطلبوا ايميلي وارسلت عنوانين وليس عنوانا واحدا".
وتابع القول "اعددت حقيبتي وأبلغت اهلي واصدقائي في العراق بانني قادم لأراهم بعد غياب عشرين عاما ".
وفي النهاية، لم تصل البطاقة الى عبد الحسن، ما يشير الى الادارة السيئة والمحسوبية والمنسوبية التي طغت على الدعوات الى المؤتمر.
من جانب آخر اشتكى الشاعر العراقي صلاح من رداءة اماكن الاقامة والفنادق للمدعوين، في وقت قال فيه مصدر لـ"المسلة" من البصرة ورفض الكشف عن اسمه ان "الجهات المعنية رصدت اموالا بأرقام (خيالية) للمؤتمر".
وكان رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة الشاعر كريم جخيور، قال في حديث تابعته "المسلة" إن "فعاليات مهرجان المربد بدورته الحادية عشر انطلقت بمشاركة أكثر من 300 شاعر وناقد عراقي وعربي"، مبيناً أن "ما لا يقل عن 25 شاعراً عربياً حضروا المهرجان من مصر والأردن وسوريا والجزائر وتونس والمغرب والسعودية وقطر والبحرين، فضلاً عن ثلاثة شعراء من إيران".
وقال الشاعر والاعلامي هادي الحسيني لـ"المسلة" ان "المشرفين على المهرجان يرتكبون في كل دورة من دورات مهرجان اخطاء كبيرة في الدعوات المتكررة لكل عام ولنفس الوجوه التي لم يقدم للشعر العراقي اي قيمة حقيقية وهم في منافيهم".
واستطرد "العلاقات والصداقات هي التي تتحكم بالدعوات المتكررة ولهذا فالمربد ظل فاشلا، وحتى دعوات العرب جاءت عبر العلاقات، هناك اكثر من مئة شاعر عراقي في اوروبا ودول اخرى من اهم شعراء العراق ولديهم انجازهم وتاريخهم، لكن لا توجه لهم الدعوات".
وتابع القول "الشللية والحزبية تتحكم في المهرجانات بطريقة مخزية، وإلا كيف لنا ان نقّيم دعوات بعض القتلة والمأجورين الذين كانوا في زمن نظام صدام يرقصون على دماء ابناء الشعب المسكين، لا فائدة ترجى للاسف من المربد ولا من وزارة الثقافة ولا من اتحاد الادباء".
وكان رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق فاضل ثامر قال في كلمة له خلال حفل الافتتاح إن "المربد الذي تواصل عبر قرون من الزمن أصبح علامة بارزة في فضاء الثقافة العربية"، مضيفاً أن "المربد بدورته الحالية حمل اسم الشاعرة العراقية الكبيرة لميعة عباس عمارة التي تنتمي الى الديانة المندائية، وبالتالي فإن المهرجان هو احتفاء بالتنوع الثقافي في العراق".
واعتبر ثامر أن "هناك من يعتقد اننا نمارس نوعاً من الترف الثقافي لأن العراق يمر بظروف خطيرة تهدد وجوده بسبب الهجمة التي تقودها تنظيمات إرهابية وبقايا النظام السابق، لكننا هنا لنتحدى الإرهاب بالشعر والإبداع".
و إنطلق أول مهرجان مربد في الأول من نيسان عام 1971، وجرت العادة أن يقام في العاصمة بغداد لكن بعد سقوط نظام الحكم السابق نقل الى البصرة لانها تمثل موقعه التأريخي، وبلغت دورات المهرجان 18 دورة سنوية لغاية عام 2002، قبل أن يتم إلغاء تسلسلها في عام 2003، حيث أعلنت وزارة الثقافة في عام 2004 عن تطبيق تسلسل جديد لدورات المهرجان، وبذلك تكون الدورة الجديدة لعام 2014 هي الدورة الحادية عشر على التوالي.
المسلّة |