العبادي يبحث بطهران مواجهة داعش والغاء تأشيرات الدخول
بدأ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الليلة زيارة رسمية قصيرة الى طهران يجري خلالها مباحثات مع كبار المسؤولين فيها تتناول دعما ايرانيا متزايدا لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وتوقيع اتفاقة للتجارة الحرة ومناقشة الغاء تأشيرات الدخول لمواطني البلدين.
مباحثات مع خامنئي وروحاني وظريف
ومن المنتظر ان يجري العبادي في طهران التي توجه اليها مساء الاثنين على رأس وفد وزاري رفيع مباحثات مع المرشد الاعلى للثورة الايرانية علي خامنئي ومع الرئيس الايراني حسن روحاني ووزير خارجيته محمد ظريف من اجل توحيد جهود المنطقة العربية والعالم في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" ومساعدة طهران لبغداد في هذا المجال.
وقال العبادي في بيان نقله مكتبه الاعلامي ان "زيارتي الى ايران تستمر يوما واحدا وستتضمن اللقاء بالمسؤولين الايرانيين ضمن الجهود التي نبذلها في توحيد جهود المنطقة والعالم بمساعدة العراق في حربه ضد تنظيم داعش الارهابي بالاضافة الى تعزيز التعاون في العديد من المجالات". واوضح قائلا "سنناقش مع المسؤولين الايرانيين السبل الكفيلة لتعزيز العلاقات الثنائية في مجالات الطاقة والاسكان والاعمار والمجالات الاخرى" . وشدد على انه يهدف الى ان تكون علاقات العراق مع دول الجوار خاصة والمنطقة والمجتمع الدولي عامة متميزة وتقوم على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية بالاضافة الى احترام سيادة العراق ووحدة اراضيه.
وعقب مباحثات اجراها مع المرجع الشيعي الاعلى في النجف السيد علي السيستاني اليوم قال العبادي انه يقوم بزيارته لطهران لتطوير العلاقات السياسية والامنية والعسكرية والاقتصادية معها باعتبارها دولة جارة مهمة وتربطها بالعراق علاقات قوية. واشار الى انه سيزور قريبا الاردن ثم تركيا بعد زيارة سيقوم بها الى بغداد رئيس حكومتها .. وقال انه سيقوم بزيارات مماثلة ايضا الى دول الخليج العربية لبدء مرحلة من العلاقات الايجابية معها تتجاوز المرحلة السابقة ومشاكلها وخلافاتها التي ادت الى تأخر المنطقة.
وكان العبادي اكد خلال محادثات مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في بغداد مؤخرا على ضرورة بذل جهود دولية للقضاء على مسلحي تنظيم داعش الذي استولى على مساحات واسعة من العراق وسوريا . واشار إلى "ظهور الكثير من المخاطر في المنطقة نتيجة وجود عصابة داعش الارهابية التي تتطلب بذل جهود دولية وإقليمية للقضاء على هذه المنظمة الارهابية".
وعن تقارير بوجود جنود إيرانيين يقاتلون إلى جانب القوات العراقية في الحرب ضد داعش قال ظريف ان "هذه المعلومات غير دقيقة ليس لدينا جندي إيراني واحد على الأراضي العراقية لأن العراق ليس في حاجة لهؤلاء الجنود" .. لكن مسؤولين ايرانيين اكدوا فيما بعد مشاركتهم في دعم القوات العراقية في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية وظهر قائد فيلق القدس الايراني في احدى جبهات القتال العراقية ضد التنظيم.
أفخم : طهران تولي أهمية خاصة لزيارة العبادي
وفي طهران اکدت المتحدثة باسم وزاره الخارجية الايرانية مرضية افخم ان طهران تولي اهمية خاصة لزيارة العبادي الي ايران معتبرة الافاق المستقبلية لايران والعراق تتمثل في الاستقرار والهدوء وتعزيز العلاقات الاقليمية .
واضافت افخم في تصريح صحافي اليوم "ان هذه الزيارة ستجعل التعاون الشامل بين البلدين يشهد مرحلة جديدة .. موضحة ان العبادي سيجري مباحثات مع کبار المسؤولين الايرانيين حول المستجدات الاقليمية واليات العمل علي تسوية المشاکل القائمة. واشارت الى ان من اهداف الزيارة مناقشة سبل رفع مستوي علاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات خاصة في مجال الطاقة والسکن والبناء وسائر المجالات بما يتناسب مع الطاقات والامکانيات الواسعة للبلدين".
واكدت افخم "دعم ايران لوحدة الاراضي العراقية واحلال الامن والتنمية الشاملة في هذه الدولة الشقيقة والجارة " .. وقالت ان المشاورات عن كثب بين البلدين تكتسي اهمية خاصة نظرا الى حساسية وتعقيد التطورات الاقليمية ودور طهران وبغداد المؤثر والفاعل في المساعدة على اعادة السلام والاستقرار الى المنطقة وتوحيد الجهود الجارية لمكافحة الارهاب بشكل جاد.
واكدت افخم دعم ايران لوحدة الاراضي العراقية واحلال الامن والتنمية الشاملة في العراق انطلاقا من سعيها لتنمية العلاقات الاستراتيجية معه بصوره شاملة والتعاون في مواجهة التحديات المستقبلية خاصة قضية الامن والقضاء على ظاهرة الارهاب.
بحث الغاء تاشيرات الدخول للبلدين وانشاء منطقة تجارة حرة
ومن جهته اعلن امين لجنة التنمية الاقتصادية الايرانية العراقية رستم قاسمي ان قيمة الصادرات الايرانية الي العراق في العام الايراني الماضي المنتهي في 20 اذار الماضي بلغت 13 مليار دولار ومن الممکن ان تصل الى 25 مليار دولار.
واوضح المسؤول الايراني ا ان وجود تنظيم "داعش" في العراق تسبب في انخفاض صادرات السلع الي العراق بنسبة 40 بالمائة موضحا ان هذا الامر ادى ايضا الي خفض تصدير المواد الانشائية الايرانية الي العراق. واشار الي احتمال الغاء تاشيرة الدخول بين البلدين واوضح ان زيارة العبادي الحالية لطهران تتضمن التوقيع على اتفاقية للتجارة الحرة والتعرفة الجمركية التفضيلية . واضاف انه في العام الايراني الماضي زار ايران اکثر من مليون و700 الف عراقي ومن المتوقع ان يصل الرقم الي اکثر من 3 ملايين في حال الغاء التأشيرة بين البلدين .
ويرافق العبادي في زيارته هذه وفد وزاري اقتصادي رفيع المستوى يضم وزراء النفط والكهرباء والاقتصاد والتجارة حيث سيناقش ايضا مع المسؤولين الإيرانيين العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في مجارات التجارة والطاقة والسياحة وتفعيل الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين بحضور الوزراء المعنيين من كلا البلدين حيث ترتبط طهران وبغداد باتفاقيات تتعلق ببناء مفاعلات لتوليد الطاقة الكهربائية ومشاريع نقل الغاز الإيراني للعراق فضلاً عن مشاريع تتعلق بالطرق وبالإعمار والاستثمار حيث يقدر حجم المشاريع المشتركة الحالية بين البلدين بأربعة مليار و200 مليون دولار.
كما تحقق السياحة الدينية بين البلدين مستويات عالية أيضاً مقارنة ببقية دول المنطقة، إذ يزور إيران حوالي مليون و700 ألف عراقي سنوياً، في الوقت الذي يتوجه فيه مليون و300 ألف إيراني إلى العراق أيضاً كل عام لزيارة العتبات المقدسة المنتشرة في العديد من المدن العراقية.
كتابات |