أعاد الرئيس التركي خلط الأوراق من جديد بشأن موقف تركيا من عدة ملفات أبرزها التصدي للأصوليين في الشرق الأوسط، ليعلن بذلك فتح جبهات أخرى للصراع مع الخصوم قد تضعف كيانه تتصدرها حربه المعلنة ضد ما يسميه بـ”الكيان الموازي” بعد أن علّق كل أشكال السلام مع الأكراد.
اعتبر أردوغان “الكيان الموازي” تهديدا لأمن تركيا ويجب بتره وذلك في أعقاب زيارته إلى أفغانستان، بحسب وكالة “الأناضول” للأنباء.
وقال الرئيس التركي، أمس الأحد، في تصريحات صحفية “الكيان الموازي أو أي هياكل موازية للدولة تعتبر أحد العناصر التي تشكل تهديدا لأمننا القومي”، موضحا أن اجتماع مجلس الأمن القومي التركي الذي سينعقد الشهر الحالي سيبحث مسألة تلك العناصر والتشكيلات الموازية.
وكانت مصادر تركية كشفت، الأسبوع الماضي، أن أردوغان يخطط لإدراج حركة “الخدمة” في قائمة التنظيمات الإرهابية في البلاد إلى جانب حزب العمال الكردستاني، وهو ما سيؤثر سلبا وأكثر من أي وقت مضى على سير عملية السلام الداخلي التي على ما يبدو، وفق مراقبين، أن أحداث عين العرب (كوباني) عصفت بأحلام الأكراد إلى الأبد.
وكان الادعاء التركي أسقط يوم الجمعة الفارط، قضية فساد ضد 53 شخصا بينهم أبناء وزراء سابقين ليضع نهاية لفضيحة لاحقت الدائرة المقربة من أردوغان لأشهر، ما أثار انتقادات واسعة في صفوف المعارضة بسبب هيمنة حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم على القضاء.
وصدر الحكم بعد فوز مرشحين تدعمهم الحكومة التركية بثمانية مقاعد من بين عشرة مقاعد في أعلى هيئة قضائية في الانتخابات التي جرت أوائل، الأسبوع الماضي، فيما اعتبره مراقبون انتصار لأردوغان في معركته مع رجل الدين فتح الله كولن الذي كان حليفا له ثم انقلب عليه.
ولم يكتف الرئيس التركي بذلك بل أصر على عدم الخوض في الحرب ضد التنظيم المعروف إعلاميا بـ “الدولة الإسلامية” المتطرف، ما يعزز الشكوك حول تحالفه معه على الرغم من أن أنقرة تعتبره تنظيما إرهابيا.
فقد قرن رجب طيب أردوغان الرئيس التركي مشاركة بلاده في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد ما يعرف بتنظيم “الدولة الإسلامية” بتحقيق أربعة شروط أو كما أسماها مطالب في هذا الشأن.
أردوغان يواصل سياسة لي الذراع في جميع الاتجاهات ولاسيما بعد الحملة الأخيرة ضد فتح الله كولن زعيم حركة 'الخدمة'
وقال “لقد تقدمت تركيا بأربع طلبات للتحالف الدولي وهي إعلان منطقة حظر جوي وإقامة منطقة آمنة وتدريب السوريين وتزويدهم بالسلاح وشن عملية ضد النظام السوري نفسه”.
وشدد أردوغان على أن بلاده لن تتنازل عن هذه المطالب التي طرحتها كشروط اعتبرها “أساسية” لمشاركتها في التحالف الدولي.
وعلى ما يبدو أن أردوغان يواصل سياسة لي الذراع في هذا الخصوص ولاسيما بعد الحملة “الأردوغانية” الممنهجة ضد حليفه السابق محمد فتح الله كولن زعيم حركة “الخدمة” عبر التضييق على ما يسميه بـ”الكيان الموازي” بقوانين يصفها، محللون، بأنها “سلطوية”.
وتردد الرئيس التركي خلال تصريحاته للصحفيين على متن الطائرة التي أقلته في رحلة العودة من العاصمة كابول إثر زيارة لأفغانستان استغرقت يوما واحدا في تحديد موقف واضح من استخدام قاعدة “إنجيرليك” العسكرية الواقعة بجنوب تركيا.
وقال في هذا الصدد “ليس واضحا حتى الآن ما المطلوب منا بخصوص القاعدة وحينما نعلم سوف يتم مناقشة الأمر مع وحداتنا الأمنية، وبناء على ما سنتوصل إليه سنوافق على ما نراه مناسبا لنا وإلا فلا يمكن أن نوافق”.
وعلى الرغم من ذلك، فإن أردوغان أشار إلى أن مسؤولين عسكريين أميركيين والمؤسسة العسكرية التركية ومسؤولين بوزارة الخارجية ناقشوا ما ستقوم به الوحدات المعنية بخصوص إقامة منطقة آمنة داخل الحدود السورية خلال الأيام القليلة الماضية.
وتصريحات الرئيس التركي في هذا الجانب تحديدا جاءت مخالفة لما قالته مصادر أميركية، قبل أيام، من أن أنقرة وافقت على فتح القاعدة لطائرات التحالف الدولي لشن هجمات على أعشاش “داعش” في سوريا والعراق”.
يذكر أن الحكومة الإسلامية بزعامة أحمد داوود أوغلو، قامت الأسبوع الفارط، بتقديم مشاريع قوانين تتعلق بالقضاء إلى البرلمان في أحدث حلقة لسياسة أردوغان ضد خصومه وعلى رأسهم مؤيدو الداعية كولن والتي ستزيد، بحسب متابعين، من تعزيز “دولة أردوغان البوليسية”.
أحرار العراق
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words