- 1 -
قال المسعودي في مروج الذهب ج3 ص157 عن الخوارج أنهم:
(لقوْا عبد الله بن خبّاب بن الأرتّ، صاحب رسول الله فقتلوه، وقتلوا جاريته، ثم صبّحوا حيّاً من أحياء العرب فاستعرضوهم فقتلوا الرجال والنساء والأطفال، حتى جعلوا يُلقون الصبيان في قدور الأقِطِ وهي تفور!!)
من هنا نعلم :
1 – ان أبرز سمات الخوارج هي العنف والقسوة والغلظة المتناهية، والهمجيّة والبربرية. إنَّهم قوم نُزعتْ من نفوسهم الرحمة والانسانية.
2 – إنّ هوايتهم المفضلّة هي القتل والابادة وإزهاق الأرواح ...
3 – انهم لا يُفرّقون بين الرجال والنساء، وبين الكبار والصغار، فلا يسلم من وحشيتهم حتى الصبيان!!.
ما معنى إلقاء الصبيان في القدور وهي تفور؟!
انها جرائم تقشعر لهولها الأبدان، وتُندّدُ بها الأديان، ويلعنُها الانس والجان!!.
- 2 -
و"داعش" واخوانهم بالرضاعة، من التكفيريين والارهابيين، هم خوارج العصر. يسيرون بسيرة أسلافهم الأوباش، ولا يحيدون عنها قيد انملة.. ولو لم تكن لهم جريمة إلاّ جريمة (سبايكر) لكفاهم ذلك خزيا وعارا.
-3-
للأسف الشديد: انّ ما قُدّم رسمياً عن مجزرة معسكر (سبايكر) في صلاح الدين، لا يشفي الغليل، والمعلومات المتداولة بين الناس عن هذه الجريمة الكبرى تجعلها جريمة العصر بامتياز.
لقد قيل: إنّ عدد الشبان الشهداء في (سبايكر) يتراوح بين 2000 - 4000 شهيد.
وقيل: انهم في حدود (1700) شهيداً
وأقل التقديرات لعدد الشهداء في سبايكر يكفي لمَناحَةٍ عالمية، سيكون لها دوّيها المتميّز، ولكن لم نشهد ولم نسمع لا في المحيط الاقليمي ولا الدولي، ما يمكن ان يرقى الى مستوى الحد الأدنى من التفاعل الانساني إزاءِ المجزرة الانسانية – الكارثة!!.
هل الدم العراقي أصبح رخيصاً الى هذا الحّد، الذي لايُبالى فيه العالَمُ بأسره؟!!.
إنَّ انسانا واحداً فقط اذا قُتل ظلما وعدوانا في أقاصي الأرض تَتَرددُ أصداء قَتْلِهِ في العالم بأسره، حيث أنه أصبح في الألفية الثالثة كالقرية الصغيرة كما يقولون، فأين هي الأصداء، والجريمة بهذا الحجم الكبير، وبهذه البشاعة ؟!!.
-4-
انّ هذه الجريمة النكراء تكشف عن أنّ "داعش" تشكّل خطراً حقيقياً على السلم والأمن الدولييْن .
ومن هنا فلا بُدَّ ان يكون لمجلس الأمن والأمم المتحدة، فضلاً عن الدول العربية والاسلامية، موقِفُها المتميز واجراءاتها السريعة ازاء مرتكبي جرائم الابادة الجماعية في سبايكر ولكن أين هم منها؟
-5-
إن اصدار بيانات الإدانة والاستنكار والتوجع والتأسف، ليست إلا اجراءات شكلية، ليس لها وزن حقيقي على أرض الواقع، حيث لا تمنع ولا تردع عن استمرار الوحوش في ممارسة لُعْبتِهم المفضّلة بحق العراقيين المقهورين.
-6-
إنّ عوائل الشهداء تُطالب بجثث أبنائها وتستغيث ولا تُغاث!.
ومَنْ منّا مَنْ لم يسمع بما أقدمت عليه إحدى الامهات الثواكل في (مجلس النواب) قبل أيام في خطوة تملأ القلوب حزنا وفجيعة؟!.
-7-
مَنْ هم المسؤولون عن وقوع هذه المجزرة؟
ولماذا لم يُحاسبوا حتى الآن؟
وما الذي ينتظره المسؤولون للكشف عن كل الملابسات الخطيرة؟
-8-
ان "داعش" حوّلت الانسان العراقي الى مشروع شهادة يمشي على قدمين، فماذا ينتظر المتشبثون بالمناصب ازاء ما تعانيه البلاد والعباد؟!.
-9-
تشير الاحصاءات الدولية الأخيرة الى أنَّ العراقيين هم أكثر المتقدمين بطلبات اللجوء الى بلدان العالم.
لقد فاق عَدَدُهم السوريين بل فاق الآخرين جميعاً.
ألا يدّل ذلك صراحة على عمق حالات الضيق والاختناق، بعد ان كان العراقي مضرب المثل في إصراره على البقاء في وطنه قريباً من أهله واحبائه؟
والمطلوب اليوم من الحكومة الجديدة، أنْ تعيد الثقة الى المواطن بنفسه وبوطنه وبحكومته. وثقة الشعب بالحكومة مفتاح الحّل لكل الأزمات.
-10-
إنّ أبشع ألوان الاساءة الى الاسلام – وهو دين الرحمة والتسامح والانسانية – ان تقترف باسمه جرائم الابادة الجماعية، وانتهاك الأعراض، وانتهاب الاموال، والاستهانة بحرمة الانسان وحقوقه وحرياته.
ومن هنا قيل: ان الصهيونية عدو الاسلام اللدود، هي التي تحرّك التكفيريين وتُدير عملياتهم .
ومن هنا أيضا: تراهم يقعون في المسلمين قتلاً وذبحاً، ولا يواجهون الصهاينة الأوغاد بأية منازلة على الاطلاق!!.
حسين الصدر
شبكة الأعلام العراقي
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words