علاء هادي الحطاب
إهتز الرأي العام الداخلي الاوربي لمقتل الصحفي الامريكي، جيمس فولي، ولم تبق مؤسسة من مؤسسات الدولة المعنية إلا وأدلت بدلوها في هذه الجريمة.
الرئيس الامريكي باراك أوباما، هو الآخر كان موقفه حاضرا، وبقوة، في هذه الجريمة، سواء على مستوى الاستنكار أو ردة الفعل التي ستتبين ملامحها الأيام المقبلة. والعرب قبل غيرهم، يعرفون جيدا ان حادثة الصحفي فولي لن تمر مرور الكرام على عصابات داعش، لأنه تحد بالنسبة لها في اثبات قوتها أزاء العالم بأجمعه.
المهم في الموضوع، ان أمريكا لم تدفن رأسها في التراب، كالنعامة، أزاء هذه الجريمة، بل صارحت شعبها بما حدث، وبما ستقوم به، وما قامت به، مع ايماننا ومعرفة الجميع ان داعش صناعة امريكية، لجلب مزيدا من المصالح والنفوذ لها، بل ان داعش ادوات "صهيوأمريكية" تحركها كيفما تشاء.
منذ اكثر من شهرين، وأهالي ضحايا جريمة قاعدة سبايكر يجهلون مصير ابناؤهم، ولا يعرفون هل مازالوا أحياء أم إستشهدوا!؟ من إستشهد منهم، ومن بقي حيا؟.
من الصعب جدا، أن تبقى العائلة العراقية (الأب والأم والأخ والأخت) تجهل مصير إبنهم، لو كان قد استشهد لسلموا بقضاء الباري، الذي لا مفر منه، ويروضون انفسهم على التصبر المر، لكن حالة "سبايكر" ماتزال مجهولة للجميع، وهذا ما يقتل ذويهم الف مرة يوميا.
نحن امام جملة احتمالات ازاء صمت الحكومة والاجهزة الامنية وقائدها العام للقوات المسحلة عن هذه الجريمة وتبيان مصير هؤلاء الطلاب المغدورين ومنها، ان الاجهزة الامنية وقائدها العام يعرفون بمصير الطلاب وقتلهم على يد عصابات داعش بأبشع صورة، لكنهم يخشون مصارحة الناس بذلك خشية منهم وخوفا على مستقبلهم السياسي، والخشية من غضب جماهيري عارم ممكن ان يطال قادة الأجهزة الأمنية وقائدها، ومنها ان الحكومة لا تمتلك حقا أية معلومات عن هؤلاء الطلاب، ولم تتمكن أجهزتها الاستخبارية ومخابراتها من التوصل الى معلومات بشأن ذلك، وهذا يبين مقدار الخلل الأمني الذي تعانيه مؤسساتنا المختصة على الرغم من ضخامة الاموال التي صرفت عليها.
اعتقد ان الاجهزة الأمنية المختصة، وقائدها العام أمام مسؤولية تأريخية لمصارحة ذوي طلاب قاعدة سبايكر بمصير ابنائهم، سواء كانوا قد استشهدوا أم مازالوا أحياء وتقديم امكانات الحكومة في التعامل مع هكذا ملف بكل شفافية ومصداقية مع الناس.
سادتي، إعلموا ان من يتظاهر يوميا هم آباء وأمهات وأخوة فقدوا عزيزا عليهم منذ شهور، وسط مشاهد مروعة تنقلها شاشات التلفاز لبعضهم، فأعطوا القضية حجمها، ولا تكونوا كالنعام، فلا يمكن للنعام ان يبقي رأسه في التراب دهرا كاملا.